بدايات القرن السابع عشر ميلادي، حتى اقتراب الثورة الفرنسية في نهايات القرن الثامن عشر، امتداد لعصر النهضة ثم فيه تقديس الأعمال اليونانية والرومانية القديمة.. وضع الكلاسيكيون شروطا معقدة لكتابة الدراما للوصول إلى الكمال منها:
التراجيديا:
تستمد موضوعاتها وشخصياتها من مشكلات الملوك والأمراء وطبقات المجتمع العليا، وأن تنتهي نهاية حزينة.. تكتب بشعر رصين.
الكوميديا:
موضوعاتها وشخصياتها من مشكلات الطبقات البسيطة، نهايتها سعيدة ؟؟/ قريبة من لغة الحياة اليومية.
من أعلام الكلاسيكية : في التراجيديا (كوني وجان راسبن) وفي الكوميديا موليير.
الرومانسية:
ظهرت في أواخر القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر. وهي ثورة ضد الكلاسيكية ، موضوعاتها من التاريخ القومي وغير القومي، رفضوا الوحدات الثلاث، ومشاكلة الواقع، وعدم الخلط بين عناصر التراجيديا وعناصر الكوميديا ..
تميزت الرومانسية بالتجارب الشخصية الداخلية.. والخيال المطلق الجامح.. الإيغال في الشاعرية، والموضوعات وعدم الالتزام بشخصيات طبقة معينة.
من أعلامها: فيكتور هيجو/ فرنسا/ وكليست زيم/ ألمانيا/.
الواقعية:
بدأت منتصف القرن التاسع عشر بفرنسا ضد الرومانسية، ملامحها: استخدام حوادث قليلة واقعية، لا تهتم بالتعقيد ولا بالمفاجآت ، ولا تتبع الحيل الدرامية أيضاً عدم الاهتمام بتصوير الشخصيات عن طريق التأكيد على مشكلاتها ودوافعها.
تهتم بصياغة البطل وهو غالباً من عامة الناس، أو أحط الطبقات الاجتماعية من أعلامها: هنريك ابن /النرويج/جون أوكيزين/ الإيرلندي/ بلزاك فلوبر.. نعمان عاشور وسعد الدين وهبة ويوسف ادريس (مصر).
الطبيعية:
الفن في نظر أنصار الطبيعية عليه أن يكون علمياً في الموضوع والمنهج، أميل زولا رائد الاتجاه الطبيعي اشترط على الكاتب المسرحي: اختياراً شريحة من الحياة اختياراً موضوعياً، أي بلا تدخل منه- جعل الشخصية تتفاعل مع الأحداث طبقاً لقوانين الوراثة والظروف الاجتماعية وكان الاختيار عادة يتم من الجانب المريض والمتداعي للمجتمع، ومن أوجه الحياة المنحطة.
الرمزية:
ظهر في فرنسا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ترد فعل على الواقعية، والطبيعية.. ويرى أنصار الرمزية أن الحقيقة هي في عقل الإنسان الباطل أفكارهم مجردة، يسعون لتفسير الحقيقة النفسية أو الأخلاقية.. وسيلتهم إلى ذلك الأسطورة.. يعتمدون في مسرحهم على عناصر الصراع المسرحي: الإضاءة، الموسيقا ،الديكور. (لخلق حالة ومناخ نفسي).
أعلام الرمزية: ميتر لينك، هنريك ابسن، ادولف ابيا. كوردون كريك.
التعبيرية:
ظهرت كرد فعل على الطبيعية في ألمانيا (1950- 1925) تهدف لتصوير أعماق النفس البشرية.. لأنه وبرأيهم تكمن حقيقة الإنسان في أعماق ذاته، لا في المظاهر الحسية تتميز المسرحية التعبيرية بشخصية رئيسية، تعتبر بوق المؤلف وتعاني من أزمة نفسية حادة، تسبح مع الشخصيات الأخرى في جو ضبابي.
للإضاءة والموسيقا والديكور دور كبير في الطقس الناغم، والرحلة اللاعقلانية أشهر مسرحيات التعبيرية: الحلم- سوناتا الشبح- غا رقم 1- وغا- رقم 2.
السوريالية:
ازدهرت في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين.. رأوا أن الواقع لا يدرك بالوعي إنما باللاوعي.. لكشف المنطق والواقع، وتكمن الحقيقة برأيهم في غياب المنطق.
إلغاء المواصفات الدينية والأخلاقية وتحرير اللاوعي ليعبر عن مكنوناته، وهو أشبه بالحلم، الذي يترك أمر تفسيره للمتفرجين.
أشهر مسرحيات السوريالية :( الملك أوبو لألفريد جاري) و (عروس في برج ايفل تأليف جان كوكتو).
الوجودية:
يعتقد أنصار هذا المذهب أن لكل شيء وجوداً وماهية.. فالوجود هو تواجد الشيء بالفعل في حيز من العالم، أما الماهية فهي مجموعة الخصائص التي يتميز بها الوجود.. ويعتقد الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر أن وجود الإنسان يتحقق أولا ثم تتحقق ماهيته.. لذلك فهو حر ومسؤول عما يفعله .
أشهر مسرحياتها: العالم المكسور- روما لم تعد روما الشيطان والرحمن.
تأليف جان بول سارتر الملحمية.
وينسب هذا الاتجاه في المسرح إلى الكاتب الألماني بروتولد بريخت، ليعارض المسرح الملحمي بأفكاره وحرفيته المسرح التقليدي أو الأرسطي (كما يسميه بريخت) يعتمد المسرح الملحمي على سرد الأحداث لا تجربتها على الخشبة، بشكل درامي.. وجعل المتفرج مجرد مشاهد يقظ.. وعلى مواجهته بقضية تحمله على اتخاذ موقف ثوري ضدها بعد دراستها وتأملها بشكل عقلي.. وإذا كانت المسرحية الملحمية البريخيتية مفككة المشاهد وسردية الطابع فإن خطرها يكمن في مطالبة المتفرج بتغيير الوضع الاجتماعي والاقتصادي القائم.
أشهر المسرحيات الملحمية: وكلها من تأليف بريخت (الإنسان هو الإنسان، الأم الشجاعة جاليليو- الأم الطيبة من سيشوان. دائرة الطباشير القوقازية).