تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


طهران صارم: ثمــة فــــراغ يســـكن القلـب

ثقافة
الثلاثاء 14-8-2012
حوار: عمار النعمة

طهران محمود صارم.. شاعرة سورية تعشق الكتابة منذ نعومة أظفارها, بدأت كتابة الشعر منذ عشرين عاماً تقريباً, لاحقاً أطلقت مجموعتها الشعرية الأولى «لحن الغريب» متضمنة العديد من القصائد المتنوعة..

الجانب الإنساني واضح في صلب قصائدها، وفي أسلوبها عوامل جذب، ونبع أدبي لا ينضب، تنعكس رؤاها على أعمالها وتلبسها مفهوماً أنيقاً..‏

على هامش مجموعتها الجديدة التقينا طهران صارم وكان اللقاء التالي:‏

- لنبدأ من لحن الغريب.. ماذا يعني لك هذا العنوان؟‏

-- لحن الغريب هو عنوان قصيدة في المجموعة وهي من أوائل ما كتبت في فترة التسعينيات، وكانت تعبيراً حقيقياً عن شعور عشته في بداية الشباب، تلك المرحلة المليئة بالحيرة والغموض والأسئلة عن المستقبل..‏

كانت أحلامي وطموحاتي أكبر من واقع مفروض علي، مما خلق عندي غربة حقيقية فجاءت هذه القصيدة التي أحمل لها مكانة خاصة في نفسي عنواناً لمجموعتي الأولى.‏

- لم تعيشي الغربة فلماذا هذا العنوان.. هل هي غربة الروح؟‏

-- على الأرجح هي غربة الروح، وهي أقسى أنواع الغربة.. فعلى الرغم من وجودك بين أصدقائك وأهلك إلا أن ثمة فراغاً ما يسكن هذا القلب..ثمة شظية من الروح مفقودة..ثمة أبواب مغلقة تطرق عليها باستمرار دون جواب.. ثمة مفتاح ضائع على أفق ما تبحث عنه دائما دون أن تجده.. تلك الغربة التي تشعر في أحيان كثيرة أنها ككتلة شوك, كصرخة تصعد إلى حلقك ولا تستطيع أن تصرخها, هذه هي الغربة التي تثقل روحي أكثر من أي غربة أخرى.‏

- تأخرت مجموعتك الشعرية الأولى فما السبب؟‏

-- أنا لا اعتقد أنها تأخرت بل ربما جاءت في وقتها، صحيح أنني بدأت الكتابة قبل عشرين عاما، ولكن كان لدي قلق دائم من أنني لم أصل بعد بقصائدي إلى مرحلة النضج ما جعلني أتأخر في جمعها قليلا، ولا أخفيك أن لدي قصائد كثيرة بإمكانها أن تكون نواة لمجموعة أخرى في مرحلة لاحقة... وفي كل الأحوال ليست مشكلة كبيرة أن تتأخر المهم أن تبدأ بالنهاية فالشعر دائما يأتي في موعده ولا يتأخر أبداً.‏

- قصائدك زفرة وجدانية أهي الذات المتقدة أم الاندماج بالآخر؟‏

-- أجد أنه من الخطأ أن نؤطر ما نكتبه ضمن جانب معيّن، فالشعر هو كثافة الأشياء كلّها,هو مزيج مما حصل معنا ومما لم يحصل، هو الذاكرة والمستقبل، هو الأحلام التي تحققت والتي لم تتحقق، هو ترجمة لموسيقا الكون، هو تفسير للغة الرياح, لذرات الغبار التي تتطاير حولنا وترسم دروباً وطرقاً تحت ضوء الشمس..‏

كل هذا يشحنك بكهرباء القصيدة ويشعل فتيل الانفجار في داخلك.. وفي لحظة ما يضربُ الشعر كالصاعقة.‏

من هنا لا أستطيع أن أقول لك ما هو الشيء المحدد الذي جعلني أكتب قصيدة, وسيكون من الصعب أن أحدد لك كيف تجمّعت قطرات قصيدتي, وربما صدقَ من قال: أن القصيدة هي التي تصنعك وتشكلك وترسم لك صورتك وليس أنت.‏

- نصوصك مكثفة وموحية وتدل على قدرة على الاختزال.. كيف تكتبين؟‏

-- كما قلت لك: القصيدة هي التي تشكلك وتكتبك, هي كالانفجار أو كالبرق لا تعلم أين يضرب ومتى, لذلك أنا لاأستطيع أن أجلس وأقرر أنني سأكتب الآن قصيدة، وغالبا ما أبدأ قصيدتي بفكرة وأنتهي بفكرة أخرى.. لامخطط للقصيدة.‏

- هل تؤمنين أنّ الأشياء تتبدل وتتغير.. لاسيما وأنت القائلة (وحدها النار لها لحن سحري.. مرة ترنيمة من نور ومرة من لهب) ؟‏

-- نعم.. وليس هذا فقط. أنا أؤمن أن الأشياء لا تفنى، هي تتحول من شكل إلى شكل ومن صيغة إلى أخرى, قد تعتقد أن هذا يحمل مفهوماً دينياً ما، ولكنني أظن أن هذا هو سر الكون ولا شيء يولد لينتهي دون أثر وإلا ما الغاية من وجوده.‏

أعتقد أننا في حالة ولادة مستمرة.. أنت اخترت (وحدها النار لها لحن سحري.. مرة ترنيمة من نور ومرة من لهب).. فعندما تتشكل النار ثمة لحن يعزف وثمة دخان وهناك وهج يضيء ظلمة ما, فكيف نظن أن الأشياء تفنى !!.‏

- ماذا عن الوطن في قصيدة أمي؟‏

-- يؤلمني ما يحصل في وطني الآن, والأم بمعنى ما هي الوطن، وعندما كتبت أمي كنت موجوعة وحزينة لما يحدث ولأنني لم استطع زيارة قبرها لكونه موجوداً في إحدى مدن وطني الجريحة.‏

- كيف كان صدى المجموعة لدى متابعيك؟‏

-- لابأس به، وبكل الأحوال الشعر يخضع لذائقة القارئ وأنا يستفزني النقد ويحفّزني للكتابة أكثر من المديح، والشاعر يحكمه الموت إذا اطمأن إلى أن ما يكتبه غير قابل للنقد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية