الذي يشهد اليوم مراجعة شاملة تهدف إلى إعادة هيكلة منشآت القطاع العام وتمكين القطاع الخاص من المساهمة بشكل أكبر في التنمية والتحديث الصناعي من خلال السياسات المحفزة والمؤسسات الداعمة.
وأشار طعمة في الكلمة التي ألقاها خلال اجتماع الدورة الخامسة عشرة للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية /اليونيدو/ المنعقدة حاليا في عاصمة البيرو /ليما/ إلى تطور التعاون بين سورية واليونيدو خلال السنوات الأخيرة عبر تنفيذ العديد من الدراسات والبرامج التي ساهمت في تعزيز ودعم جهود سورية لتطوير صناعتها سواء على مستوى الاستراتيجيات والسياسات أو على مستوى المؤسسات الداعمة مبينا ان نتائج هذا التعاون شكلت أداة هامة ومفيدة في إعداد خطط وسياسات التنمية الصناعية في سورية حيث توج هذا التعاون ببرنامج التحديث والتطوير الصناعي في سورية الذي تم إطلاقه في شهر أيار 2007 بإشراف اليونيدو وبتمويل من الحكومة الإيطالية .
وبين الوزير طعمة أن البرنامج قام بوضع إستراتيجية شاملة لتحديث الصناعة السورية بكافة قطاعاتها ومؤسساتها الداعمة وتم اختيار قطاع النسيج والملابس كبداية لعملية التحديث نظراً لأهمية هذا القطاع بالنسبة للاقتصاد والصناعة والمواطنين في سورية ووضع إستراتيجية خاصة لتطوير هذا القطاع وإقامة المؤسسات الداعمة الضرورية وتطوير الموجود منها وتحديث وتطوير 36 شركة صغيرة ومتوسطة منها ثلاث شركات عامة كنموذج رائد للتحديث والتطوير الصناعي.. وقال انه وبعد أن بدأت تلوح ثمار البرنامج أتى الإرهاب ليعطل ما تم إنجازه مستهدفاً الشركات التي تمّ تحديثها وأخرجها من العملية الإنتاجية.
وقال على الرغم من ذلك قامت الحكومة السورية بتخصيص مبلغ 5ر1 مليون يورو لتمويل المرحلة الثانية من هذا البرنامج بعد اعتذار الحكومة الإيطالية عن تمويلها، الأمر الذي يعكس ثقة الحكومة السورية في المنظمة ويؤكد حرصها على التعاون المشترك معها إيماناً منها بقدراتها المتميزة في مجال التطوير والتحديث.
ونوه طعمة إلى وجود عدة مشاريع تعاون أخرى مع المنظمة في مقدمتها محور التصنيع الزراعي في مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة في منطقة الغاب وسط سورية / الأغروبوليس / الذي يجري تنفيذه بالتعاون مع منظمة الأغذية العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دمشق وست وزارات سورية و يتضمن شق التصنيع الزراعي إقامة مناطق صناعية ومؤسسات داعمة متخصصة في هذه المنطقة إضافة إلى البدء بتجمع عنقودي لتصنيع الألبان وتحديث عدد من المؤسسات الصغيرة العاملة حالياً في التصنيع الزراعي وقد تم التريّث بتنفيذ هذا المشروع بسبب الأوضاع الراهنة.
وأكد الوزير أن سورية تعيش منذ حوالي ثلاث سنوات وضعاً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً لم يسبق أن شهدته من قبل وقد تعاملت القيادة السورية مع هذه الأوضاع بإيجابية من خلال إصدار التشريعات اللازمة التي تلبي حاجات المجتمع المستجدة وبما ينسجم مع متطلبات التنمية المستدامة مؤكدا أن للحكومة السورية جهوداً متميزة من اجل معالجة النتائج السلبية لهذه الأوضاع وجعلها في حدودها الدنيا كما انها مستمرة في صرف رواتب لعمال الشركات التي توقفت عن الإنتاج.
وختم بالقول إن الشعوب العربية ستبقى متحابة فيما بينها ومحبة لشعوب العالم تجمعها مبادئ الإنسانية والقيم المشتركة المتأصلة في أعماقها المتجذرة في قلوبها وإن لفحتها رياح الفرقة فهي سحابة عابرة ستزيلها شمس المحبة والتآخي وستطهر القلوب ويجتمع شمل الأسرة العربية وسيؤدي مؤتمرنا هذا رسالة التآخي والمحبة لكل الإنسانية.