وأكد السيد معن صلاح الدين علي محافظ القنيطرة أن سورية بدورها الحضاري وبشعبها وارادتها كانت أكبر من جغرافيتها عبر خمسة آلاف عام حيث شيد على ضفاف نهر الفرات أول بيت في التاريخ وزراعة أول سنبلة قمح وفيها قامت المدن والشرائع والأبجدية والصلوات الأولى.
ونوه علي بأن سورية كانت ولاتزال مهداً للديانات السماوية ومنارة تستهدي بها الشعوب وأضاف علي أن سورية بموقعها الجغرافي هي قلب العالم في الماضي والحاضر وأن هذه العالمية جعلت منها الفاعلة والرائدة والقائدة والتي باركها رسولنا العربي الكريم محمد (ص) عندماأطلق دعوته المباركة اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا ومنها انطلقت دعودة السيد المسيح عليه السلام ليقود أول انقلاب فكري وروحي بالتاريخ ومستذكراً معارك الجولان وامتدادها إلى ربوع فلسطين واليرموك وحطين وعين جالوت إلى أن جاءت عالمية النصر الرابع على يد القائد الخالد حافظ الأسد في تشرين عام 1973.
وأما عالمية النصر الخامس القادم فهو النصر المؤزر بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد على هؤلاء الارهابيين التكفيريين الذين اجتمعت في ظلاميتهم وعدوانهم وطغيانهم كل رذائل التاريخ.
وقال علي إن سورية اليوم ومن خلال التحولات الدولية القائمة في سقوط القطبية الأحادية للولايات المتحدة والغرب الاستعماري إنما تدشنه سورية في معركتها التاريخية ضد الارهاب العالمي نحو عالم يتشكل من جديد ترسم معالمه اليوم عبر الخارطة السورية.
ولفت السيد المحافظ إلى وجود مسألة هامة يجب أن لاتغيب عنا ألا وهي محورية الدور التاريخي والاستراتيجي للجولان هو الرهان ومنه الخلاص والأمان وهذا يتطلب إنعاش الذاكرة الوطنية بقضية الجولان لأن من بين الأهداف والغايات لهذا الإرهاب التكفيري هو نسيان قضية الجولان.
وختم المحافظ كلمته بالقول إن سورية اليوم تدشن وتقص الشريط الأحمر عن عالم يشكل من جديد عالم تشاركي يسقط الأحادية القطبية.. عالم أوراسيا الناهض (روسيا والصين) عالم البريكس عالم النهوض العالمي نحو عالم إنساني واعد يحمل بصمات دولة رافقت التاريخ في مسيرته.. وهي ماتزال تشد ركابها في الفجر الجديد الفجر القادم فجر السلام القادم .
عظمة الشهداء
من جانبها أكدت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة في تصريح للصحفيين على عظمة الشهداء وعلى المعاني السامية للشهادة والدلالات التي يعنيها التكريم وتوجهت بالتحية لشهداءالوطن مؤكدة إن محافظة القنيطرة عانت الكثير وضحت بالكثير من شبابها لترتقي إلى مصاف الشهادة والفداء في سبيل الوطن وعزته ورفعته وليحيا وطنهم قوياً عزيزاً.
حاج علي: سلام العالم يتوقف على سورية
من جانبه ألقى الدكتور أحمد حاج علي محاضرة بعنوان سورية في معادلة العالم والسلام قال فيها إن كل الأفكار باهتة أمام عظمة الشهادة والشهداء حيث صرنا نتباهى بأن وطننا هو وطن الشهداء وأن بطولات جيشنا وشعبنا متقدمة لافتاً إلى أن دمشق تشترك بأي مشروع عالمي يشترك فيه من صنع الاستعمار والارهاب وصدرهما إلينا.
وقال علي إن سورية أصبحت تعادل الدنيا وبقي عليها أن تعادل نفسها فهي مالئة الدنيا وشاغلة الناس وهي في الموقع الذي سيتحقق عليه الحاضر والمستقبل بما فيه تغيير النظام العالمي واصطفاف الشعوب ووضوح الرؤية لكيفية التعامل مع القوى كالارهاب والخطاب الديني حيث نشعر الآن بأن الاسلام دخل في منطقة الاهانة حيث أغلقت أوروبا أكثر من خمسة آلاف مسجد بسبب الارهابيين ولم يعد هناك من يعتنق الاسلام لأن الارهاب شوه الاسلام.
وأضاف مهمتنا في سورية أن نحمي الاسلام وأن نحافظ عليه وأن نتصدى لكل الذين اختطفوه ولكل الذين زوروه من الأعراب والأغراب الذين هم أشد كفراً ونفاقاً وأجدر أن لايعلموا حدود ماأنزل الله على رسوله وأنهم مجموعات مغلقة لاتصلح للحضارة ولا للحكم لقد دمروا المساجد والكنائس واجتمعوا لانجاز هدف واحد هو تدمير الوطن السوري بكل فئاته وتهديد كل الزمن الذي كان والذي سيأتي.
وقال علي في إطار كل هذا الصراع الدائر والقائم على مفردات رئيسية ثلاث وهي أنه صراع حضاري وإنساني ومصيري وأضاف لكي ندرك دورنا وأهمية موقفنا وطاقة نضالنا فيجب أن نستثمر هذه العناصر الثلاثة لأن هذا الصراع هو حضاري بمعنى بين الخير والشر والتقدم والتخلف وبين الهمجية والإنسانية وصراع إنساني لأن كل مستقبل الانسانية متوقف على كل ماسيؤول إليه الصراع في سورية.
أما معنى المصيري أي أن العالم بناء على الموقف السوري سيكون مختلفا في مرحلة ما بعد الصراع عما كان قبله.
وختم علي حديثه بالقول لقد استطاعت سورية الصمود بوجه المؤامرة الكونية حيث استطاعت أن تستخرج مقومات الصمود وأن تستكمل خبرتها في محاربة الارهاب وادارة المعارك بفضل ارادة السوريين بالمواجهة وحسن الادارة للأحداث لافتاً إلى أن شعبنا استطاع أن يبدع بالأزمة ولم يعد الموت مشكلة بالنسبة لنا واكتسب الخبرة في التعامل شعبياً من الأزمة و مؤكداً بأن سورية منتصرة لأنها على حق وفيها كل حقائق ومقومات الحياة ففيها تحول شاؤول اليهودي إلى القديس بولس وفيها كل المقدسات (وسلام العالم يتوقف عليها)
بعد ذلك تم تكريم المحاضر والباحث أحمد حاج علي نظراً لابداعاته واسهاماته ونشاطاته وللكاتب الكثير من المؤلفات منها (الأخوان المسلمون نشأة مشبوهة وتاريخ أسود)
اضافة لذلك تم عرض فيلم وثائقي من انتاج الاخبارية السورية بعنوان (لأجل الوطن) يتناول فيه الاستهداف الممنهج للاعلام السوري وكوادره ومنها الاخبارية نموذجاً.
وحضر التكريم الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة والسيد أحمد بعاج مدير مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ممثل وزير الاعلام ووليد أباظة أمين فرع الحزب بالقنيطرة وممثلون عن الفعاليات الثقافية والدينية والحزبية والمنظمات الشعبية والمهنية.