وإن كانت تأخذ طابع السرية من قبل, لوجود بعض القيود الأخلاقية المرتبطة بطبيعة الصراع العربي – الصهيوني, ولكنها اليوم حطمت كل المحرمات والعوائق التي كانت تقف حائلا أمام الإعلان عن طبيعتها الحميمية الموجودة في الأصل بين اسرائيل وأمراء النفط والغاز في الخليج.
واستضافة عربان الخليج لرئيس كيان الاحتلال شمعون بيريز في قمة الأمن لدول مجلس التعاون الخليجي التي عقدت مؤخرا في أبوظبي تفسر تماما حقيقة الارتباط العضوي بين اسرائيل ودول الخليج, وتدل على درجة التنسيق والتعاون المشترك بين الجانبين فيما يخص العمل على تدمير الدول العربية واحدة تلو الأخرى, وتقسيمها وشل قدراتها لتكون اسرائيل صاحبة الكلمة العليا في المنطقة, ومشاركة بيريز في القمة عبر شاشة التلفاز وخلفه علم كيانه تشير بكل وضوح إلى أن اسرائيل هي عضو غير معلن في مجلس التعاون الخليجي, ما يؤكد مجددا أن المصالح واحدة, ومصلحة اسرائيل وأطماعها غنية عن التعريف.
اذاً لم يعد مستغربا حضور بيريز أو نتنياهو أو ليبرمان في الاجتماعات الخليجية أيا كان نوعها, ما دامت الرؤية مشتركة, والهدف واحداً, والمكاسب واحدة, فزعماء الخليج يرون في تحالفهم مع كيان الاحتلال ضمانة لحماية كراسيهم وعروشهم, وقدموا الكثير من الخدمات لتلك الغاية, واسرائيل تريد لقاء ذلك جائزتها الكبرى, وهي فلسطين, ولن نستبعد أن تنتزع بعد أيام قليلة اعترافا خليجيا واضحا «بيهودية دولتها» لاستخدامه كأداة ضغط اضافية على الجانب الفلسطيني بأي مفاوضات قادمة, بدورها ستستخدم دول الخليج كل نفوذها لتصفية القضية الفلسطينية من أساسها, وهذا سيكون ثمنا لمشاركة اسرائيل في العدوان على سورية.
التحالف الصهيو– خليجي ليس جديداً, ولكن ظهوره إلى العلن سببه الأساسي هو صمود سورية, واقتراب لحظة انتصارها الذي سيعيد رسم المنطقة من جديد لمصلحة محور المقاومة وحلفائه, الأمر الذي أفقد دول الخليج وفي مقدمتهم مملكة اّل سعود ومشيخة قطر صوابها, فلم تعد قادرة على التعايش مع الحقائق الجديدة, وكذلك الأمر بالنسبة للكيان الصهيوني الذي ظل حتى وقت قريب شبه مطمئن على ديمومته واستمراره, ويعتقد حكامه بأن خيوط اللعبة بأيديهم وحدهم, فلم يجد الجانبان مهربا إلا بتعزيز التحالف بينهما باعتبارهما أكبر الخاسرين من انتصار سورية وحلفائها.