وتضج القاعة في أبوظبي بالتصفيق سعادة بإطلالة الضيف الغالي واستحساناً لحديثه. ولا احتجاج أو تعليق من أحد!!.
أي عهر تعيشه السياسة العربية ؟؟؟!!!...
بالأمس يتحفنا الوليد بن طلال بإعلانه أن العدو الصهيوني صديق ولا عدو له وأهله وصحبه إلا الدولة الإسلامية الإيرانية وليس (الدولة) الصهيونية اليهودية... كأنه تمهيد لاستقبال الصديق بيريز...
خُطَطُ التهام الأرض الفلسطينية وتجريف الأراضي الزراعية، تهويد القدس وانتهاك حرمة الشعب الفلسطيني، لم تعد على جدول أعمال أي مؤتمر أو ما يدعى قمة عربية، وإغلاق ملفاتها قد يكون إلى ما لا نهاية.
المهم أن يفتح اليوم ملف الصداقة الصهيونية مع دول الحضور .
أثمرت جهودك يا سيدة ليفني ،هنيئاً لشعبك بك.. جدتك جولدا مائير في قمة سعادتها الآن مما قد ينسيها النار التي تلظى بها. صداقتك لمشايخ الخليج والليالي الحمراء التي تغنّيت بها ذات مرة أثمرت وآتت أكلها. وضمنت مستقبلك السياسي.
في المشهد الآخر تقيم مؤسسة الأونروا معرضاً وثائقياً مصوراً عن تاريخ اللجوء الفلسطيني ومعاناة هذا الشعب والانتهاكات التي مورست عليه منذ اللجوء الأول.
أما كان الأجدر أن يقام مثل هذا المعرض بين ظهراني حضور تلك القمة والدفاع عن حق هذا الشعب، والتجييش لإعادة حقوقه وتمكينه من أرضه المغتصبة.
اليوم تتحالف ذات العباءات المجتمعة ومن تنسدل على أكتافهم ضد سورية، ويعلن بفخر التحالف مع الشيطان وتحمّل كامل الأعباء المالية لإسقاط النظام السوري وتوفير الإقامة والدخل الشهري لعشرات الإخوان الهاربين من مصر خاصة من يعمل على تأجيج الشارع المصري لإسقاط الدولة.
أي عهر وأية صفاقة حدت بهؤلاء العراة من أي حياء؛ يبقي على شيء من ماء الوجه اتجاه تاريخ يكتب لأجيالٍ وزمان قادم.
أحجار شطرنج تتحرك بلا عقلانية وأدوات ملوثة بالشر محقونة بالحقد التآمري لإسقاط أقوى دولتي مواجهة للعدو الصهيوني، في حرص على صداقته وضمان أمنه.وممن من شعب يُمارس عليه احتلال أرضه، والتنكيل بأهلها القاطنين عليها.
ويستطير الشر من عيون المؤتمرين ويبدو الامتعاض بأقوالهم وأفعالهم، مراعاة لشعور نتنياهو ونصرة لغضبه جراء النصر الذي حققته الإرادة الإيرانية لصالح ملفها النووي في جنيف في قمة 5+1ورفع بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من الاتحاد الأوربي..
تحرُّكُ وبدء انتعاش اقتصادها أثار الحفيظة الصهيونية، وهاهم من أبو ظبي يقدمون عربوناً لتهدئة انفعال نتنياهو وحكومته بتجاوز (إن ابتليتم بالمعاصي فاستتروا).
هاهم يجاهرون في الإفصاح عن ضربهم بعقل صهيوني وأذرع تخلّت عن عروبتها وأدوات أضاعت بوصلتها، مكونات الشعب العربي في كل من سورية ومصر
واستهداف مقدراتهم، واستعداء إيران. ولأجل خطب الود الصهيوني تستهدف معلولا بكل مكوناتها حيث يسكن يسوع في نبض أهلها وألسنتهم.
أما الأنكى من كل ذلك.. فصفقة الخسّة مع السجناء المجرمين في السعودية لإعمال الموت والخراب في سورية، بإفراج وتسهيل الوصول والتعهد بكفالة ذويهم.
أما محاولة خلط الأوراق بالعودة إلى انتهاك حرمات دور العبادة واستهداف رجال الدين والراهبات، والعودة إلى الأحزمة الناسفة بين المدنيين الأبرياء، والنيل من الأطفال بضرب مدارسهم، وكذا الفلاحين في استهدافهم ومزارعهم، لن تجدي نفعاً. ولن تنال من صمود الشعب الذي كشف المتآمرين وحجم المؤامرة عليه مبكراً.
كل ما ينفذه الإرهابيون يقدمه مشايخ الخليج في مؤتمرهم لحكام صهيون لنيل شهادة حسن سلوك تثبتهم على عروشهم ...خاصة بعد إدراكهم أن أمريكا ما عادت حاكمة المصير العالمي.
لكن هيهات... والعبرة فيمن سبق... ترى هل من معتبر؟؟؟!!!