وأقيمت صلوات وقداديس من أجلهن ومن أجل مصير المطرانين المخطوفين سابقاً بولس يازجى ويوحنا ابراهيم والمخطوفين الآخرين من رجال دين ومن عامة الناس ومن أجل خلاص الشعب السوري من معاناته الطويلة، وتعالت الأصوات الرافضه لهذه التصرفات اللاإنسانية، وطالبت ببذل الجهود لمحاربة الارهاب مهما كانت الشعارات التى يتلطى وراءها، والعمل من أجل السلام.
فقد أكد وزير الاوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن أبناء سورية كانوا وسيبقون عائلة واحدة معا وسينتصرون على المؤامرة التى يتعرضون لها بتكاتفهم ووحدتهم واصرارهم على بناء وطنهم معا.
وأشار وزير الاوقاف خلال زيارته غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك فى كاتدرائية سيدة النياح فى حارة الزيتون بدمشق أمس الى أن الهجمة الارهابية الوهابية التكفيرية التى استهدفت المساجد والكنائس والمدارس والتى كان اخرها الاعتداء الآثم على معلولا بإرثها الدينى المقدس الذى تفتخر به سورية وما جرى من اختطاف للراهبات فى دير مارتقلا ومن قبل اختطاف المطرانين فى حلب واستهداف العلماء والمفكرين والمثقفين وغيرهم من المواطنين يفضح فكر هؤلاء التكفيريين الذى يناقض كل عقيدة سماوية وكل فكر دينى أنزل من السماء من أجل سعادة الانسان وحمايته.
وبين الوزير السيد أن هؤلاء المجرمين لا علاقة لهم بالاسلام على الاطلاق وهم بأعمالهم يدفعوننا للمزيد من تشبثنا بأرضنا واصرارنا على التمسك بنهج حياتنا كعائلة واحدة فى بلدنا مهد الرسالات السماوية.
من جانبه أكد البطريرك لحام أن الله جمع دائما أبناء سورية مهد المسيحية والحضارات والرسالات السماوية على المحبة والاخاء وزيارة وزير الاوقاف اليوم وعلماء الدين الاسلامى للبطريركية رد من ابناء سورية مسلمين ومسيحيين على من اعتدوا على المساجد والكنائس ودور العبادة والمدارس وعلى الانسان السوري المخطوف من قبل هؤلاء الذين يستهدفونه بالمطلق مشيراً الى أن اقامة ثلاثة بطاركة فى دمشق هو تعبير عن الحب لسورية وعن قيم السوريين واخوتهم الحقيقية.
ودعا البطريرك لحام الله تعالى أن يحفظ سورية وأبناءها وجيشها وأن تعود كما كانت.
كما زار وزير الاوقاف والعلماء كلا من الكاتدرائية المريمية للروم الارثوذكس وكاتدرائية الشهيد مارجرجس للسريان الارثوذكس.
واكد المطران افرام معلولى الوكيل البطريركى لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس أن أبناء سورية سيقفون معا فى مواجهة المؤامرة التى تستهدف كل ما هو سورى من بناء وانسان مشيرا الى ان أصحاب الفكر التكفيرى الارهابى يريدون تدمير الحياة والنموذج السوري الفريد فى المحبة والاخاء.
حضر اللقاء المعاونان البطريركيان للروم الارثوذكس المطرانان موسى الخورى ولوقا الخورى.
بدوره أكد المطران جان قواق مدير الديوان البطريركى فى بطريركية انطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس ان مسيحيى سورية والمسلمين فيها سيبقون متجذرين فى الارض ولن يستطيع أيا كان دفعهم لمغادرتها مهما حاولت قوى الظلام والتكفير ارهابهم وسيقومون معا بمواجهة هذه المؤامرة التى تستهدف الوطن والمواطن السوري بصرف النظر عن معتقده.
واشار الى أن السوريين جميعا استنكروا استهداف دور العبادة الاسلامية والمسيحية وقبل كل ذلك الانسان السوري وخاصة استهداف معلولا البلدة التى ما زالت تتكلم السريانية لغة السيد المسيح كما أدانوا اختطاف الراهبات والمطرانين واستهداف علماء الدين الاسلامى ورجال الدين المسيحى ،مجددا الدعوة للعمل المشترك من أجل اطلاق سراح الراهبات.
حضر اللقاء المطران متى الخورى السكرتير البطريركى للسريان الارثوذكس .
حضر اللقاءات الثلاثة رئيس اتحاد علماء بلاد الشام ومفتي دمشق ومديرا أوقاف دمشق وريفها ومديرا معهدي الفتح الاسلامى والشيخ أحمد كفتارو بدمشق وعدد من المديرين المركزيين فى وزارة الاوقاف وعدد من علماء الدين الاسلامى.
إلى ذلك وجه بابا الفاتيكان فرنسيس أمس نداء من أجل الراهبات اللواتى اختطفن من قبل مجموعة ارهابية مسلحة من دير مار تقلا فى بلدة معلولا بريف دمشق ومن أجل كل الاشخاص الذين خطفوا فى هذا البلد.
ونقلت أ ف ب عن البابا فرنسيس قوله خلال اللقاء العام فى ساحة القديس بطرس.. نصلي من أجل هؤلاء الأخوات وكل الاشخاص الذين خطفوا بسبب النزاع لنواصل الصلاة والعمل معا من أجل السلام.
المطارنة الموارنة يدينون الاختطاف ويدعون الى إطلاق سراحهن
من جانبه أدان المطارنة الموارنة فى لبنان أمس قيام المجموعات الارهابية المسلحة باختطاف الراهبات والايتام من دير القديسة مارتقلا فى معلولا ونقلهن الى مكان مجهول.
واعتبر المطارنة فى بيان لهم بعد اجتماعهم الشهرى فى بكركى برئاسة البطريرك المارونى الكاردينال مار بشاره بطرس الراعى أن عملية الاختطاف هى اعتداء على حرمة هذا الدير وحصن الراهبات ودار الايتام متسائلين ما علاقة هؤلاء المصلين من أجل السلام والمصالحة بالصراع المؤسف والمؤلم الدائر على أرض سورية.
من جهته اكد رئيس المجلس العام المارونى فى لبنان وديع الخازن ان عودة المجموعات الارهابية المسلحة الى معلولا واختطاف عدد من الراهبات من دير مار تقلا وصمة عار على جبين الغرب والعرب.
وقال الخازن فى تصريح امس: يشكل اختطاف عدة راهبات فى معلولا أقدم معلم شاهد اللغة الارامية التى تكلم بها السيد المسيح فى سورية ومعاودة العبث بمقدساتها وصمة عار فى جبين الغرب والعرب الذين يغضون الطرف فعلياً عن المجموعات الارهابية المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة فى سورية .. فكلما ضاقت بهم الاوضاع الامنية عمدوا الى اتخاذ المراكز التاريخية والدينية وخصوصا المسيحية منها متراساً مقابلاً لممارسة شتى أنواع التعرض لحياة الانسان وكرامته وايمانه.
المطران حنا يدعو الى تحرير كل المخطوفين
بدوره دعا المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اصحاب الضمائر الحية وكل المدافعين عن القيم الانسانية والحضارية والاخلاقية الى العمل على تحرير كل المخطوفين في سورية وبينهم مطرانا حلب بولس يازجي ويوحنا ابراهيم و12 راهبة في دير القديسة تقلا في معلولا اضافة الى مخطوفين آخرين من قبل المجموعات الارهابية المسلحة في سورية.
وقال حنا في كلمة له خلال اعتصام اقيم مساء أمس في باحة كنيسة القيامة في القدس القديمة تضامنا مع راهبات دير القديسة تقلا في معلولا وكل المخطوفين في سورية: اننا نصلي من اجل اخوتنا في سورية وخاصة من اجل المتألمين والحزانى والثكالى ونسال الله بان ينير القلوب والعقول والضمائر وان تتوقف الاعمال الاجرامية الارهابية التي تستهدف البشر والحجر ولا تستثني رجال الدين ودور العبادة.
إيران: على المنظمات الدولية الاضطلاع بدورها
وفي السياق ذاته نددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم بهجوم المجموعات الارهابية المسلحة على بلدة معلولا التاريخية في سورية والاعتداء على اماكن العبادة فيها واختطاف راهبات دير مارتقلا فيها ودعت الى الافراج الفوري عنهن دون قيد او شرط.
ونبهت افخم في تصريح نقلته وكالة الانباء الايرانية ارنا الى ان هذا الاعتداء يستهدف اثارة الفتنة في سورية التي يعيش فيها ابناؤها بوئام وسلام جنبا الى جنب منذ قرون.
ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية المحافل والمنظمات الدولية الى العمل بواجبها الانساني والقانوني للحيلولة دون تكرار مثل هذه الممارسات الاجرامية ضد ابناء الشعب السوري.