تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الكلمة لأوروبا!

نوفوستي
ترجمة
الأحد 27/5/2007
ترجمة د. ابراهيم زعير

خلال زيارته الأخيرة لموسكو, لم ينجح وزيرالدفاع الأميركي في إقناع قادة الكريملين, بأن الشبكة الاستراتيجية للدفاع المضاد للصواريخ,

التي تنوي الولايات المتحدة نشرها في بعض البلدان الأوروبية, لاتشكل خطراً على أمن روسيا, وكانت تصريحات الوزير الأميركي بشأن هذه الشبكة, والتي لها تأثير مناقض لما تحدث به,( ليست موجهة) ضد أي بلد آخر, بل موجهة ضد المعتدين المحتملين في بلدان (الشرق الأوسط) وفي آسيا التي يستطيع حكامها استخدام عدة صواريخ باليستية يبتزون من خلالها ليس فقط الولايات المتحدة بل ودول أوروبا وخلق الفوضى ويسود اعتقاد لدى الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية بأن الهدف الرئيسي لشبكة الدفاع المضاد للصواريخ الجاري نشرها هو( تهيئة الظروف الاستثنائية بالنسبة إلى الولايات المتحدة, لضمان حصانتها من روسيا والصين.‏

وصرح رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية يوري بالويفسكي: (أنه في حال ثبوت وجود خطر على أمن روسيا يأتي من نشر هذه المنظومة الأميركية فإنها ستكون عندئذ هدفاً عسكرياً للقوات الروسية -سواء الاستراتيجية والنووية أو غيرها - فهذه مسألة فنية).‏

والقضية التي تثير الحيرة, هي هل إيران تهدد فعلاً أوروبا أوغيرها? وهل لديها خطة لتوجيه ضربات صاروخية إلى أوروبا هذا إذاتوفرت لدى إيران مثل هذه الصواريخ.‏

بينما الأمر مختلف بالنسبة للولايات المتحدة و(إسرائيل) اللتين تتخذان من طهران موقفاً خاصاً منذ عام ,1979ولكن هذا لايعني اطلاقاً أن إيران ستقدم على استثارة نزاع صاروخي معهما, في حال توفر الوسائل اللازمة لذلك لديها, فإيران تدرك بأن مثل هذا القرار ليس بسيطاً فيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أن ضربة جوابية ستوجه إليها فوراً.‏

وما يثير الاهتمام أيضاً شيء آخر وهو, هل راعت الولايات المتحدة رأي أوروبا عندما قررت إقامة منظومة متينة للدفاع ضد الصواريخ الإيرانية المفترضة (كما تقول واشنطن) وهل أخذ بعين الاعتبار بشكل كامل رأي ذلك القسم من أوروبا الذي يعتبر بحكم وضعه طرفاً مناسباً لممارسة دور حليف الولايات المتحدة في مسرح العمليات القتالية, والذي لايمكن أن توجد لدى إيران حسابات خاصة بشأنها? صحيح أن بريطانيا وألمانيا وفرنسا, هم الخصوم الرئيسيون في أوروبا للبرنامج النووي الإيراني, وكذلك المهندسون الرئيسيون للأمن الأوروبي, ولكن هؤلاء بالذات الذين اضطرت الولايات المتحدة تحت تأثيرهم أن توقع الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفييتي عام 1987 معاهدة تقييد الصواريخ المتوسطة والقريبة المدى غير المحدودة الأجل, بشأن التصفية التامة لصنفين من الصواريخ الباليستية والمجنحة على النطاق العالمي.‏

في طبيعة الأمر, خالج أوروبا آنذاك قلق شديد من تصاعد التوتر النووي في القارة بسبب وجود الصواريخ الأميركية المتوسطة المدى( بيرشينغ-2) والصواريخ المجنحة ذات الرؤوس النووية والتي تطلق من الأرض ومن الخطوات الجوابية من جانب الاتحاد السوفييتي ونتيجة لتوقيع تلك المعاهدة, اختفت من أوروبا صواريخ بيرشينغ والصواريخ المجنحة الأميركية, بينما قام الاتحاد السوفييتي بإتلاف صواريخه المتوسطة والقريبة المدى.‏

ما حقيقة الوضع اليوم? وقبل ذلك لابد من طرح السؤال التالي هل أوروبا مستعدة لإعادة الوضع إلى ماكان عليه قبل عشرين عاماً خلت? هيهات أن تفعل ذلك, وتساور أوروبا اليوم المخاوف من أن المبادرة الحالية للبيت الأبيض يمكن أن تحدث انقساماً خطيراً فيها بين أنصار نصب منظومة الصواريخ الأميركية ومعارضيها? ولايماري أحد في أقوال وزيرة الخارجية كونداليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس في مقالة مشتركة لهما والتي تحدثا فيها عن أن أميركا لايمكن أن تبقى بمفردها, وأنها تحرص ليس فقط على أمنها فقط, بل وكذلك على أمن حليفاتها وأصدقائها, ولأجل حماية الأمن المشترك الذي تتحدث عنه المقالة, لابد( وأن تنشر وسائل الدفاع مسبقاً قبل أن يصبح هذا الخطر( من جانب إيران) أمراً واقعياً.‏

ولكن يوجد لدى موسكو, وعدد من البلدان الأوروبية رأي آخر بصدد وهذه القضية, يجب أن تنفذ مثل هذه الخطط على أساس التعاون المتكافىء الذي يتطلب توفر (تقييم مشتركاً) للأخطار الموجودة والافتراضية و(الاتفاق على التدابير التي يمكن أن تتخذ) وقد أعلن ذلك سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في لوكسمبورغ, وشاطر هذا الموقف أيضاً جان اسيلبورن وزير خارجية لوكسمبورغ الذي أعلن بأنه لايجوز السماح بأن يصبح الاتحاد الأوروبي » جزءاً من اللعبة بين روسيا والولايات المتحدة).‏

وحتى لوقبلت الموضوعة بشأن» اللعبة) فبغية ألا تصبح أوروبا هينة لها يجب عمل القليل جداً, أي ينبغي أن تناقش قضية المضاد للصواريخ من قبل الأطراف الثلاثة- الولايات المتحدة وروسيا وبالطبع أوروبا, وأن لاتتم التصرفات بطريقة منفردة, غير آبهة بمصالح وأمن أوروبا وروسيا!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية