في اتحاد الكتاب العرب نعتز بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد ليس باعتباره قائدا وحكيما وسياسيا بارعا وإنما ايضا باعتباره قائدا ثقافياً متميزاً فكم كنا نحاول أن نلحق بالافكار المستجدة التي يطرحها علينا سيادته ونظل دائماً مقصرين عن تلك الرؤى التي تتطلع لتحليل الواقع والمستقبل واستشراف عناصر جديدة لم يكن أحدنا ليقع عليها لا زلت أذكر ذلك اللقاء الذي جمعنا بسيادته فقد كان ينطلق في حديثه محللاً كل صغيرة وكبيرة من الأحداث التي تجري في المنطقة لانه كان يضع بين أيدينا منهجاً للعمل ولا زلنا نحاول تجسيد أفكاره بالشكل الذي يخدم وطننا وأمتناو بما يخدم تاريخنا وثقافتنا ومستقبلاً.
لم يقف السيد الرئيس فقط بوجه الضغوط والممارسات وإنما كان يعلمنا الصبر والهدوء في معالجة كل قضية تواجه الوطن ومن ثمة تبين أن تطلعاته أكبر من الآفاق التي نحملها سواء كان في المشهد السياسي أو المشهد الثقافي لقد اختار السيد الرئيس سيدة فاضلة وحملها أمانة الثقافة وهي الدكتورة نجاح العطار لتكون نائباً لها للشؤون الثقافية وقد رعى الثقافة في كل مجال ثم قدم سيادته نموذجاً آخر من احترام الثقافة واكرامها حينما اختار اديبة من أديباتنا لتكون مستشارة أدبية وهي السيدة كوليت خوري والدكتور صابر فلحوط مستشاراً صحفياً لسيادته والدكتور اسكندر لوقا وغيرهم من الشخصيات الثقافية التي تنتسب للاتحاد إذا نحن نرى هذه العلاقة الوطيدة بين الاتحاد والسيد الرئيس الذي نسير في هدى توجيهاته للوصول إلى شاطىء الثقافة الحقيقية المجسدة لقيم الامة ومبادئها والمتمسكة بالمواطنة البانية والعاملة على تجاوزها ما يمكن أن يعترض تقدمه وازدهاره.
للوصول إلى شاطىء الثقافة الحقيقية المجسدة لقيم الأمة ومبادئها والمتمسكة بالمواطنة البانية والعاملة على تجاوز ما يمكن أن يعترض تقدمه وازدهاره
لكل ذلك نحن نعتز بقيادة السيد الرئيس ونتمسك بهذه القيادة من خلال هذا النهج الذي تمثل أمامنا واقعاً ملموساً وسنظل على العهد تحت رعايته من أجل خدمة ثقافة أمتنا. نحن نريد حقيقة أن نصل إلى طموحات السيد الرئيس في صناعة ثقافة جماهيرية مقاومة لكل المشاريع الاستسلامية, ليس هناك من مثقف إلا وهو يتطلع إلى مسيرة قائد الوطن الدكتور بشار الأسد على أنه الراعي الاول للثقافة .
لازلنا نرقب اصدار مجلس أعلى للثقافة الذي يتشكل من المؤسسات الثقافية المعنية التي تقوم بالتخطيط المسبق لكل شأن ثقافي ومازلنا نعول على اللجنة التي شكلت لحماية اللغة العربية أن تصبح قراراتها نافذة يلتزم بها كل ما تنطبق عليه شروط التعامل بهذه اللغة كلنا ثقة بالرئيس الذي يعنى باللغة العربية والمحافظة عليها أن يكون كل المسؤولين على مستوى الطموح الذي يطلب السيد الرئيس في استعمال هذه اللغة الشريفة .
من هنا لا زلت متفائلاً بالمرحلة القادمة التي تجعل المؤسسات الثقافية مؤسسات صاحبة قرار من أجل خدمة ثقافة الوطن والأمة لبناء ثقافة المقاومة في التصدي لكل أشكال الانحراف والتبعية والاستلاب والتخلص من حالة الانبهار بثقافة العولمة المزيفة التي تريد القضاء على ثقافات الشعوب.
أنا أثق بالمثقف العربي بمثل ما أثق بكل عضو في الاتحاد في التصدي لكل اشكال الزيف والانحراف القدرة على كشف الدعاوى الزائفة التي تتزيا بها ثقافة العولمة فثقافة العولمة ليست إلا شكلاً من أشكال السياسة الاميركية التي تريد ابتلاع ثقافة الآخر.
***
حسن حميد: نعيش حدثاً مميزا
في مناسبة سياسية, قال الرئيس بشار الأسد, وهو في معرض حديثه عن سورية,إأنه مواطن سوري ينتمي لحضارة عمرها أكثر من خمسة آلاف سنة. أذهلني القول حقيقةً, وملأ وجداني وقلبي طمأنينة وسعادة, فرجل يمتلك مثل هذا الوعي بتاريخ بلده, وحضارته, وماضيه.. جدير بأن يطمئن المرء إلى قيادة, وصوابية رأيه.. وبعد نظره , ورعايته ليس لأبناء وطنه, ولا لحاضره وحسب .. وإنما رعايته لماضيه أيضاً لأن للأمم الحضارية أو الشعوب العظيمة عودة مؤثرة ومهمة للماضي ولغايات سامية ونبيلة.
كان ذلك في بداية الولاية الدستورية الأولى لسيادة الرئيس ,وقد ماشيناه, وواكبناه, وعشنا معه موقفاً موقفاً, ورأياً رأياً.. فوجدناه خير ربان, وخير قائد, رجل سياسة بامتياز , ورجل مواقف ومبادىء , ورجل دولة بحق.. أبعد سورية عن كل مكروه على الرغم من كل الضغوطات والهجمات العدوانية الشرسة التي تعرضت لها..
أقول هذا وأشير إليه لأنه يحمل بعداً ثقافياً مهماً.. فالسياسة تمشي على الطرق التي عبدتها الثقافة , فالسياسة ليست مواقف وحسب وإنما هي حصيلة تفكير عميق, وتأملات طويلة.. تنضجها الثقافة الواسعة, والرؤى الرشيدة..
ويكفي المرء المتابع لأمور الثقافة والفكر, أن يشير إلى مواقف الرئيس الأسد ومبادراته تجاه الثقافة ومنها تكريمه الدائم للأدباء والمفكرين والكتّاب وتأييدهم عطاءً وتجربةً, ففي ولايته الدستورية الأولى عشنا حدثاً ثقافياً مميزاً, هو اختيار حلب عاصمة للثقافة الاسلامية, ونعيش مع بداية ولايته الدستورية القادمة حدثاً ثقافياً آخر, نرجو أن يكون مميزاً, أيضاً, هو اختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية.. يضاف إلى ذلك رعايته الدائمة للثقافة والمثقفين, وهو الذي يرى فيهم قادة الفكر.. وضمير الأمة, والطليعة الحامية للمبادىء والثوابت الوطنية والقومية والانسانية..
إن رجلاً يعي تاريخ بلاده ومنجزاتها وأدوارها الحضارية خلال أكثر من خمسة آلاف سنة.. لجدير بالاحترام والتقدير والاعتزاز.. فهو مبعث الطمأنينة والأمل بأن الأيام الزاهيات آتيات على يديه المباركتين.
***
فؤاد سليم أبو زريق: المسيرة مستمرة
إن الحديث عن المنجزات في مجال الثقافة ذو شجون, فالنظرة المعمقة في حال المثقف تتجاوز,فيما تتجاوزه,النظرة القائلة بأن للمثقف دوراً في بناء المجتمع وبناء فكر هذا المجتمع, إلى التأثير العميق في حياة هذا المجتمع وقدرته على بلورة معطيات هي أعمدة الفقار في المجتمع الحديث.
أدرك القائد,بما يتحلى به من صفات,هذا الأمر,فعين نائباً لشؤون الثقافة,وهذه إحدى الرسائل إلى الشارع بأن للثقافة مكانتها الكبيرة عنده,وكيف لا و هو ذو ثقافة رفيعة, فلا يعرف الفضل إلا أهله, وسيادته من أهله.
والمثقف الأصيل الذي يحمل هموم أمته ويدافع عن قضاياها قمين بهذا وهو المعني بإيصال صوته الحر والصادق المعبر عن ضمير أمته عبر منابر كرستها سياسة التطوير والتحديث كي يتابع هذا المثقف أداء دوره البناء والخلاق.
ومن أجل ذلك كان للوضع الاجتماعي وهو المؤثر في حياة الناس,بمن فيهم المثقف,مكان في هذه المسيرة,فمنح الكاتب معاشاً تقاعدياً,وأخذ دوره في التمثيل سياسياً واجتماعياً.
والمثقف الأصيل,كما تعلمين هو من أكثر الناس تأثراً بالمحيط,لما حباه الله به من حس مرهف وفكر و قاد,وأكثر حساسية تجاه الأخطار التي تحيق بأمته ووطنه,والأكثر قدرة على التأثير في الشارع والقضاء على الأفكار الهدامة,وتحصين مجتمعه ضد الثقافات الداخلية التي تستهدف سيادة الوطن والمواطن,ومن موقعي كمسؤول عن النشاط الثقافي في اتحاد الكتاب العرب أقول:إن الفترة التي تعرض لها الوطن لتحديات جسام,كانت من أكثر الفترات التي أنتج فيها الكاتب على المستوى الإبداعي والتحليلي في أنحاء الوطن كافة,وأكثر نشاطاً في إيصال صوت وطنه إلى المحافل الدولية.
كما إن الحصانة التي يتمتع بها المثقف في هذه المسيرة جعلته أكثر التزاماً ضد محاولات شراء ضميره أو إرهابه,فالمثقف الأصيل لايباع ولا يشترى ولا يطبل أو يزمر لأي جهة أو تكتل يستهدف وجوده وكرامة أمته,مهما كان الثمن,ولا بد من تحصينه ضد الإغراءات التي تعترضه فلا بأس في أن يخصص له راتب شهري يعينه على إنجاز إبداعاته,وأن يزداد راتبه التقاعدي.
والمسيرة مستمرة بإذن الله رب الناس في خدمة الوطن والمواطن وإعطاء كل ذي حق حقه والعمل لصالح سؤدد الوطن وعليائه والعيش الحر والكريم للمواطن في وطنه.