معتبرة هذه التصاريح صناعة للأساطير وتلاعبا بالحقائق، هذا في وقت تصعد فيه الولايات المتحدة عداءها وتدفع بالمنطقة نحو العسكرة عبر إرسال المزيد من قاذفاتها الاستراتيجية لزعزعة الاستقرار في مضيق هرمز، على حين انصاعت كوريا الجنوبية للضغوط الأميركية وأرسلت بدورها مدمرة من سلاح بحريتها و300 جندي إلى المضيق، تحت مسمى الحماية البحرية !.
فقد أكد الرئيس الايراني حسن روحاني ان الشعوب المستقلة والمقاومة صامدة امام الضغوط الأميركية وستحقق الانتصار في نهاية الطريق وستجعل الولايات المتحدة الأميركية تندم على مؤامراتها.
وقال روحاني خلال لقائه وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا أمس في طهران: ان الادارة الأميركية تحولت إلى منفذة لسياسات الكيان الصهيوني في العالم، واصفاً علاقات بلاده مع فنزويلا بانها ايجابية وودية.
من جانبه أكد وزير الدفاع الايراني العميد امير حاتمي ان بلاده سترد على جميع انواع التهديدات التي تستهدفها وعلى اي مستوى كانت.
وقال حاتمي في تصريح أمس نقلته وكالة مهر الإيرانية: انه بغية تحقيق الاقتدار لا بد من توفير جميع مقوماته ومنها الاقتصادية والثقافية والعلمية والدفاعية والعسكرية، مضيفا: ان القدرة الدفاعية توفر قدرة المقاومة والصمود امام مطامع الاعداء ونصبح في ظل ذلك قادرين على الدفاع عن المصالح الوطنية.
ورأى حاتمي انه أمام مؤامرات العدو فان طهران أمام خيارين اما ان تتخلى عن استقلالها واما ان تتقدم في جميع العناصر الباعثة على الاقتدار لصون استقلالها.
في غضون ذلك دعت موسكو واشنطن إلى التوقف عن تضليل المجتمع الدولي بتصريحاتها التي تدعي فيها وجود حظر أممي على تخصيب إيران اليورانيوم، معتبرة هذه التصاريح صناعة للأساطير وتلاعبا بالحقائق.
وقالت الخارجية الروسية في بيان صدر أمس الأول: إنها تعتبر من الضروري الرد على تصريح أدلى به الجمعة الماضي المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران براين هوك، وتحدث فيه عن وجود ما وصفه بمعيار أممي يمنع إيران من تخصيب اليورانيوم.
وأضافت الوزارة: للأسف فإن صناعة الأساطير كهذه، باتت ممارسة منتشرة في المناهج الأميركية بشأن موضوع عدم الانتشار النووي، حيث صار التلاعب الصريح بالحقائق المعروفة للجميع أمرا طبيعيا بالنسبة لممثلي إحدى الدول الكبرى التي تسعى إلى الريادة في مجال عدم الانتشار النووي.
وأشارت إلى أن واشنطن وبالتصريحات الصادرة عن مبعوثها إلى إيران، وجهت في الحقيقة اتهاما إلى مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرارات تتناقض مع محتوى معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، والتي تثبت أن جميع الدول الموقعة على الوثيقة دون تمييز تتمتع بحق استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.
وختمت الخارجية الروسية بالقول: إن القيود التي فرضها مجلس الأمن الدولي على برنامج إيران النووي بدءا من عام 2006 كانت نافذة حتى 2015، أي قبل توقيع الصفقة النووية بين إيران والسداسية الدولية، لافتة إلى أن العقوبات الدولية على البرنامج النووي الإيراني لم تهدف أبدا إلى حرمان طهران من حقوقها المشروعة بموجب معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
وفي ظل التصعيد الأميركي المستمر تواصل واشنطن تحركاتها العدائية تجاه إيران من خلال توتيرها لأجواء المنطقة بزج المزيد من قاذفاتها الاستراتيجية القادرة على حمل صواريخ مجنحة ومزودة برؤوس نووية، إضافة إلى ممارستها للضغط على أتباعها ليدفعوا بجزء من قواتهم إلى مضيق هرمز.
وذكرت قناة روسيا اليوم الروسية أن الولايات المتحدة أرسلت قاذفة استراتيجية أخرى من طراز B-52H إلى قاعدتها الجوية في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي.
ونقلت القناة عن بيانات المراقبة الخاصة بمواقع غربية تهتم بحركة الطيران الحربي قولها: ان هذه القاذفة القادرة على حمل صواريخ مجنحة ومزودة برؤوس نووية، نفذت رحلتها من قاعدة باركسديل الجوية في ولاية لويزيانا إلى جزيرة دييغو غارسيا.
إلى ذلك ونتيجة للضغوط الأميركية أعلنت كوريا الجنوبية أنها سترسل مدمرة من سلاح بحريتها و300 جندي إلى مضيق هرمز بسبب التوتر المحتدم بين طهران وواشنطن.
وزعمت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن مهمتها لن تكون جزءا من المهمة البحرية الأميركية، على الرغم من أنه سيتم إيفاد ضابطي ارتباط إلى مقار القيادة الأميركية لتقاسم المعلومات. وواجهت سيؤول معضلة بعد الطلب الأميركي إذ أنها تقيم علاقات دبلوماسية مع طهران منذ أوائل ستينات القرن الماضي، وكانت طهران حتى العام الماضي أحد المصادر الرئيسية لموادرها النفطية.
ودعا السفير الأميركي في سيؤول هاري هاريس الأسبوع الماضي سيؤول للانضمام إلى المهمة البحرية التي تقودها واشنطن، قائلا: إن كوريا الجنوبية بين أكثر الدول التي تحتاج للانضمام نظرا إلى أنها تحصل على 70 بالمئة من إمداداتها النفطية من الشرق الأوسط.