|
في كلية الهندسة الزراعية: ...معاناة جماعية وشكوى واحدة مجتمع الجامعة
هذا ما نطق به لسان حال كلية الهندسة الزراعية في جامعة دمشق وأكده طلابها ,فمعاناتهم على مايبدو جماعية وشكواهم واحدة لاتتعدى حدود المعقول ولا تتطلب المد والجزر في القرارات ولا الكثير من المشاورات كما هو معهود دائماً. هذه المعاناة تبدأ بعدم تخديم الكلية بوسائل نقل تحميهم من غدر الطريق ,فجميعنا يعلم أن الكلية تقع خارج مركز المدينة وفي منطقة تحيط بها البساتين من جميع الجهات وهذا ما قد يعرضهم لمواقف قد لا تحمد عقباها ,خاصة أن أكثر محاضراتهم العملية قد تستمر لساعات متأخرة ليلاً والمسافة من باب الكلية إلى الطريق العام قد تأخذ ربع ساعة سيراً على الأقدام, وللأسف كما أكد الطلاب فقد وقعت أكثر من حالة تحرش بفتيات الكلية أثناء عودتهن وسلوكهن هذا الطريق ليلاً دون حماية من أحد ويأتي ذلك على الرغم من تقديم عدة طلبات لتأمين وسيلة نقل للطلاب مساء ولكن دائماً لامجيب. هي كلية زراعية ولكن بالاسم فقط هذا ماأكده معظم طلابها حيث إن واقع الحال مناقض تماماً لذلك وخاصة في الحقل الذي يؤدي به طلاب السنة الثالثة تدريباتهم العملية, فأشجاره مصابة بأمراض عدة دون اكتراث من إدارة الكلية أو قسم الأدوية بتأمين العلاج اللازم وهذا مايؤدي إلى بطء في العملية التدريبية ليطرح طلاب السنة هنا سؤالاً: مادامت الفرصة سانحة والأمراض متوافرة فإذا لم تقوموا بالمعالجة فقدموا لنا الارشادات والتوجيهات والادوات ,ونحن نفعل ذلك وبذلك نضرب عصفورين بحجر واحد ,نتعلم ونعيد الحياة لهذه الأشجار التي معظمها من النوع المثمر بدلاً من أن يبقى الحقل عرضة للأمراض , ونبقى نحن في متاهات عدم المعرفة والاستفادة,ولمصعد الكلية ودورات مياهه حكاية اخرى ,فالمصعد مخصص للإدارة وممنوع على الطلاب زيارته أو الصعود به إلا نادراً على الرغم من أن مبنى الكلية يتجاوزخمسة طوابق ودورات مياهه نصفها مقفل ومخصص لاحتياجات الموظفات الشخصية دون الاكتراث لاحتياجات الطلاب الذين يفوق عددهم أضعاف أعداد الموظفين. ولمكتب شؤون الطلاب وموظفيه وعلاقتهم السلطوية مع الطلاب معاملة تثير السخط والضحك في آن حيث أطلق معظم الطلاب على هذا المكتب اسم مكتب اعاقة عمل الطلاب فتسيير اعمالهم مرتبط بأمزجة الموظفين التي على مايبدو غالباً في وضع سيئ لينعكس ذلك سلباً على الطالب المسكين المتعثر الحظ الذي سيأتي في ذلك الوقت ليستفسر عن أمر ما أو يتقدم بطلب لتكون النتيجة إهانة وخروجاً ولعنة على الساعة التي التحق بها بهذه الكلية التي لاتحترم طلابها . لنصل الآن إلى مشكلة الأسعار فالأسعار السياحية ولهيب نارها يحوم فوق أروقة هذه الكلية, بداية بمركز التصوير مروراً بأسعارالكتب والنوط وصولاً إلى مقصف الكلية. فمركز التصوير وللأسف يعتمد أسلوب الغش العلني للكسب السريع فإذا كانت المحاضرة تتألف من ثلاث إلى أربع صفحات ,فعند تصويرها بمركز الكلية تصبح بقدرة قادر عشرصفحات وذلك يأتي باستخدام اسلوب تباعد المسافات أثناء كتابتها على الكمبيوتر بين الكلمات والأسطر ,وهذا بالتأكيد سيزيد من عدد الصفحات الأصلية ليكون الربح هنا سيد الموقف مع وزيادة من الأعباء المالية للطالب وهنا نود الإشارة إلى أن معظم طلاب الكلية يعتمدون النوط كمرجع لدراستهم. مخابر الكلية التي يقضي بها الطلاب معظم أوقات دوامهم في حالة يرثى لها ,فهي لم ترمم منذ أمد بعيد مجاهرها قديمة لاتساعد على إعطاء النتائج الدقيقة للطالب-أدوات هرمة لاتصلح للاستخدام ,بالإضافة إلى وجود نقص في معظمها والرطوبة تحكم المكان صيفاً وشتاءً. أما المعضلة الكبرى التي أجمع عليها أغلب الطلاب فتتوزع في اتجاهات متعددة, البداية في العلاقة التي تربطهم بأساتذتهم والتي وصفت من قبل الكثيرين بعلاقة اللامبالاة والتعالي وانعدام جسر التواصل بينهم نهائياً بالإضافة إلى معاملتهم وكأنهم طلاب لم يتجاوزا بعد المرحلة الابتدائية متناسين أنهم على بعد خطوات معدودة من بداية حياتهم العملية وحمل لقب مهندس زراعي لايقل عنهم شيئاً . لتأتي بعد ذلك معضلة عدم التنسيق بين دكاترة المقرر الواحد التي في اغلب الأحيان يتجاوزون أربعة وهذا ماترك أثراً سيئاً على نتائج الطالب وهذا ما أكده معظم طلاب السنة الثانية حيث بات الحصول على معدلات عالية ضرباً من الخيال على الرغم من وجود عدد من المتفوقين في دفعتهم ,وهذا يعود إلى اشتراك أكثر من أربعة دكاترة في معظم مقرراتهم مع غياب التنسيق بينهم وابراز عضلات التنافس في إعطاء أكبر قدر ممكن من المعلومات هامة كانت أم غيرذلك دون الأخذ بعين الاعتبار فهم الطالب أم لا والمشكلة لم تقف عند هذا الحد فعلى الرغم من كثافة المعلومات المعطاة فإن الطالب لايمكنه الحصول على نوط المقرر إلا قبل الامتحان بأيام قليلة وذلك لاسباب مجهولة إلى الآن ليدخل الطالب حينها في دوامة المعلومات الكثيفة وغير المتناسقة ليبقى الهم الوحيد النجاح في المادة دون التفكير حتى في الحصول على علامة مميزة فيها هذا إن حصل على علامة النجاح. وصولاً إلى مشكلة المعيدين مع الطلاب وحقاً هي حكاية تروى ,فمعظمهم كما أكد الطلاب غير مهيئين تماماً لإعطائهم مايحتاجون إليه من معلومات تقدم لهم الفائدة فمهمتهم تتجلى فقط في سرد وإملاء المعلومات للطالب كما وردت في الكتاب دون زيادة أو نقصان ودون شرح يذكر ليطرح السؤال التالي: لماذا على كليتنا أن تستقبل الصالح والطالح? فمن لايجد له عملاً في مكان آخر ,وهل إذا كان الشخص متفوقاً على دفعته لأسباب عديدة قد يكون الحفظ أولها مهيئاً لاعطاء دفعة كاملة من المعلومات هو يجهلها تماماً ولنحصد نحن عندها النتائج السيئة. ماسبق لم يكن إلا جزءاً مما يعانيه طلاب الهندسة الزراعية في جامعة دمشق ,هذه الكلية المهمشة كما وصفت من قبلهم على أمل أن توضع هذه المعاناة بين أيدي المعنيين بالأمر علهم يحصلون على إجابات وتفسيرات لما يحصل لهم تزيح عن كاهلهم اعباء باتت تؤرق مسيرة حياتهم العلمية.
|