يمكن القول: إنه ومن خلال مايتم تسريبه عبر الوسائل الإعلامية من جهة والمواقع من جهة أخرى والتي تتحدث حول الاستعدادات الأميركية والإسرائيلية للقيام بعمل عسكري ما في المنطقة ويمكن التكهن ومن خلال بعض التحليلات إنه ربما تندرج قصة الاغتيال المزعومة والتي ضخمت من أجل التحضيرات لضربة عسكرية توجه إلى إيران أو ربما المقصود من وراء ذلك هو خلق حالة من القطيعة بين ايران والسعودية لزيادة التوتر في المنطقة وبما يخدم المخططات الاستراتيجيات الأميركية في المنطقة العربية والخليج تحديداً إصرار إدارة الرئيس باراك أوباما على الرواية التي تدعي بضلوع مسؤولين ايرانيين كبار من حرس الثورة الإسلامية في المؤامرة المفتعلة التي قيل: إنها دبرت لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة يدفع المحللين إلى التأمل العميق في الموضوع ولأن مسألة الملف النووي الايراني لم تعد كافية لمواصلة الموقف الأميركي المعادي لإيران في انتظار الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا والشرق الأوسط فكان لابد من ايجاد طرق أخرى أكثر اثارة رأت واشنطن على مايبدو أن تتهم طهران بممارسة إرهاب الدولة وثمة رأي آخر يقول: إن تصعيد لهجة الخطاب المناهض لإيران يعتبر أمراً ضرورياً للغرب من أجل ايجاد المبررات لتشديد العقوبات على هذا البلد وسد جميع الطرق على احتمالات المصالحة والتقارب بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول الخليج العربي.
إلا أن هنالك مؤشرات أخرى مثيرة للقلق أكثر وهي تسوق الدليل على أن تهويل رواية المؤامرة الإيرانية في الولايات المتحدة عبارة عن جزء من مخطط عسكري بعيد المدى فبحسب بعض الاستنتاجات والتي وقعت في متناول الصحف (تخطط الولايات المتحدة وإسرائيل في آيار عام 2012 لمناورات حربية مشتركة غير مسبوقة من حيث الضخامة ومن حيث نطاقها وسيجري من خلالها التدرب على عمليات قتال متنوعة وفي مقدمتها عمليات مجموعة برية لغزو بلد ثالث وعلقت الصحف كذلك أنه تقرر خلال الزيارة غير المعلنة التي قام بها الأميرال جيمس ستافريدس رئيس «اليوكوم» قيادة القوات الأميركية في أوروبا إلى إسرائيل مؤخراً والتي تقرر خلالها تشكيل نقاط قيادة أميركية إسرائيلية مشتركة لإدارة القوات في إسرائيل وفي أوروبا، ويقول عدد من المحللين العسكريين: إن هذه الاستعدادات تشير إلى احتمال يتزايد يوماً بعد يوم لعملية عسكرية أميركية اسرائيلية مشتركة ضد ايران في العام القادم.
البعض يقول إن الانسحاب الأميركي من العراق هو عبارة عن تمهيد للحرب ضد إيران وخصوصاً أن استراتيجيات الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط تستند بالدرجة الأولى على إقصاء ايران وإبعادها لأنها تشكل خطورة كبيرة في إفشال جميع مخططاتها إن لم نقل معظمها.
البعض الآخر يقول إن السياسة الأميركية في المنطقة تميل إلى المهادنة على ضوء الاقتراب من موعد انسحاب القوات من العراق وانتهاء الحملة في ليبيا؟ ويمكن القول ومن باب الاستنتاج الالتزام بتقليص النشاط العسكري الأميركي في دول بعينها ماهو الغطاء لإعادة انتشار القوات وربما الاستعدادات لتوجيه ضربة إلى إيران.
والسؤال الذي ينتظر الإجابة ماهي الدلالات من حشد القوة الأميركية المنسحبة من العراق في الكويت وتكثيف التشاور العسكري بين الولايات المتحدة وكل من بريطانيا واسرائيل؟
البعض يقول: إن ذلك يفسر الموقف البريطاني الأخير والتصعيد المتنامي الذي تمارسه بريطانيا على إيران ما جعل ايران تقوم بإجراءات دبلوماسية متلاحقة ضد بريطانيا.
من جهة أخرى يرى بعض المحللين أنه تبدو تصريحات باراك أوباما بشأن انسحاب القوات الأميركية من العراق آواخر العام الحالي وكذلك إنهاء مهمة حلف الناتو في ليبيا وكأنها محاولة من الولايات المتحدة لانتهاج سياسة أكثر ميلاً إلى السلام في المنطقة إلا أن واشنطن لايبدو عليها في الوقت ذاته مايشير إلى نيتها في مغادرة المنطقة أو تخفيض مستوى تأثيرها السياسي والعسكري على التطورات الإقليمية هناك والأكثر من ذلك أعد البنتاغون مخططات لتعزيز التواجد العسكري الأميركي في الخليج حيث ينوي الأميركيون نشر أربعين ألف عنصر من قواتهم المسلحة ترابط أكبر مجموعة منهم في الكويت تحديداً وعلى خلفية انتقال القوات الأميركية من العراق إلى الكويت يصار إلى شحن وتأجيج الموقف حول إيران فقد ظهرت تسريبات كثيرة ومن خلال الصحف عن أخبار كثيرة بالطبع العديد منها غير مؤكد تتحدث عن استعدادات عسكرية واسعة لضربة توجه إلى ايران وتشارك فيها قوات أميركية وبريطانية وإسرائيلية، وبالإضافة إلى ذلك يعبر عدد من المحللين العسكريين عن اعتقادهم بأن قرار ضرب المواقع النووية في ايران بحراً وجواً، وكذلك القيام بعمليات كوماندوس في الأراضي الإيرانية سيتخذ في الشهور القادمة، والسيطرة الإيرانية على طائرة التجسس من دون طيار والتي دخلت أجواءها ربما يكون لرصد أهداف نووية يراد قصفها لاحقاً، وهذا يفسر الميل الأميركي العدواني المتنامي تجاه إيران.
ومن جهة أخرى لايستبعد أن يكون تشديد الضغوط الغربية على ايران بدءاً باتهام طهران بالضلوع في محاولة اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن، وكذلك التهديدات السافرة من قبل إسرائيل إنما هي مجرد وسيلة للتأثير النفسي على إيران، ومن غير المعقول أن تشك الأطراف التي تبيت للضربة على إيران في قدرة طهران على رد الصاع صاعين بتسديد ضربة مقابلة إلى إسرائيل وإلى المواقع الأميركية في الخليج، وفي مثل هذه الظروف سيكون من الصعب جداً على الرئيس أوباما أن يتحمل في أقل تقدير مسؤولية إشعال فتيل حرب واسعة جديدة تسفر عن عواقب كارثية في المنطقة ولابد من القول: إن منطقة الشرق الأوسط إذا ماقامت الولايات المتحدة الأميركية بأي محاولة للاعتداء على إيران ستكون بذلك قد جعلت المنطقة بكاملها تدخل في حرب نتائجها ستكون إن كان على المدى القريب أو البعيد سلبية وسيئة على صعيد مصالح أميركا في المنطقة من جهة ووجود إسرائيل بالذات من جهة أخرى!؟.