ويحاولا الاعتداء عليها فيقفز أبو عشير فجأة ومن غامض علم الله مدافعاً منا فحاً و كما هو متفق عليه سلفاً يهرب الأشرار بعد أن صفع أبو عشير المنقذ ونصير الحق كما رسم خطته الآثمة نعم بعد أن صفع كلاً منهما صفعة شديدة وطردهما ثم ابتسم منتصراً كبطل الفلم الأميركي لتبقى ياسمين تحت جناحه ترفل بحمايته كما ظن.. لكن ياسمين لم تبتعد عندما انفجر الخلاف بين الشقيين على قسمة المبلغ ولم تنطل الخدعة عليها.. فطردته وأولته ظهرها .
قد تكون الحكاية سخيفة لكنها تحاكي حكاية الغرب بقيادة أميركا وإسرائيل وقد تشابهت سفاهتهم مع سفاهة أبي عشير وقد تحالفوا مع من أسموهم الإرهابيين الإسلاميبن والإسلام منهم براء والذين يشبه أداؤهم أداء الشقيين المتمولين للسلبطة على البلاد والعباد.. ومن هنا لم أستغرب وأنا أتابع بعض المحطات الفضائية وبعض الإعلاميين العرب وهم يتناولون موضوع التطرف الديني الإسلامي بكثير من التواطؤ أحياناً والخبث والتحايل أحياناً أخرى محاولين إفهام الشعوب أن هذا التطرف الإسلامي هو نتاج البيئة العربية خصوصاً والإسلامية عموماً في منطقتنا، ويبلغ الأمر حداً لا يطاق من السفاهة والاستغباء للغير عندما يتحدثون عن ضراوة الحرب بين الحكومات الاستعمارية وبين هذا الإرهاب الذي ارتدى ثوب الدين الإسلامي ظلماً وبهتاناً ولم ألحظ برنامجاً واحداً يتصدى لفضح العلاقة المتينة ضمنياً بين الإرهاب والاستعمار مهما كانت الهوية التي يحملها هذا الإرهاب إسلامياً أو طائفياً أو قبلياً عشائرياً والتي يتم تزويرها لدى أجهزة الاستخبارات العالمية كالسي آي إيه والموساد.. وغيرهم عدا عن برنامج يتيم من صنع بعض الأميركيين العاقلين الذين حللوا أحداث الحادي عشر من أيلول فوجدوا فيها الكثير من التساؤلات التي توجه أصابع الاتهام للنظام الأميركي الصهيوني (المحافظين الجدد) بتحالفهم مع الإرهابيين المصنوعين كالدمى في مخابر المخابرات الأميركية والإنكليزية والإسرائيلية فجعلت الولايات المتحدة هذا السيناريو للأحداث بإرهابيين مأجورين سبباً وجيهاً لعدوانها على دول العالم، تماماً كما فعل أبو عشير مع الحسناء ياسمين وبنفس الهيلمة والزعرنة وقد تأهب المستعمرون في أوروبا لنصرتها وتورطت بعض الأنظمة العربية والإسلامية مع الأعداء تحت عنوان (الحرب على الإرهاب) وقد أظهروا لنا زوراً أنهم غافلون عن أن الشريك الحقيقي للغرب في حربه على البلاد والعباد هو الإرهابي نفسه.. فبعد كل هذه الحروب نرى كيف تضرر الجميع من هذه الحروب.. والوحيد الذي لم يتضرر هو هذه المنظومة الإرهابية المصنعة في الغرب وبإشراف الصهاينة والتي ارتدت ظلماً ثوب الدين الإسلامي ليكون من جملة أهدافها التشويش على حركات المقاومة الإسلامية الناشئة والمنتصرة في لبنان وفلسطين والعراق لتكون مرتكزاً لفعل يقوم به المستعمر وقد ابتكره الصهاينة وهو الفعل الموازي: ( وهو قيام العدو بأعمال عسكرية تشبه في شكلها وطريقتها عمل المقاومة ولكنها تستهدف الصديق بدل العدو وتوقع بالوطن أشد الأضرار ما يشكل على الناس موقفهم تجاه المقاومة الشريفة ويخلطون بين هذه الأعمال الإرهابية وبين المقاومة الشريفة، وقد أخبرني الكثيرون من الأخوة العراقيين أن الجنود الأميركان كانوا يوقفون سيارة أحد المواطنين قبل أحد الأسواق ويمنعونه من النزول من السيارة فيدسون له بدعوى التفتيش عبوة ناسفة تنفجر بعد انطلاقه بدقائق ليظهر الأمر وكأنه انتحاري) ومن هنا كان لابد من توضيح الآتي:
لقد كونت معتقدات الشعوب الدينية نهراً رافداً يضج بالحيوية والاستمرار من خلال تبسيطها لمعنى الموت في سبيل استرداد الحق المغتصب، وجعلته موئلاً رئيسياً لغاية الخلود أو لاكتساب حياة جديدة أكثر عزة وأسمى مصيراً، وهذا ما نسميه إيديولوجياً بفلسفة الدفاع المستميت عن الوطن.
وهنا يجب التنويه إلى أن الأمة العربية ببعدها القومي والإسلامي تمتلك بنية عقائدية مهمة تحمل عنواناً خطيراً يقض مضجع أعدائها ألا وهو مفهوم الشهادة والجهاد في سبيل الله، ولعل أهم ما تصنعه إسرائيل وحلفاؤها ( وهذا ما أشرت إليه سابقاً بما يسمى الفعل الموازي) هو الإساءة إلى مضامين الفكر الديني الإسلامي كي يفقد المواطن العربي إيمانه بمصداقية المعتقد الإسلامي القتالي، فصنعت أجهزة الاستخبارات شخصية الإرهابي الإسلامي في مختبراتها وقدمته على شكل مدمر للبلاد، مخرب، جاهل، متخلف والأخطر من كل ذلك قدمته مجرماً سفاحاً، يقتل وينكل بالجثث وتدور معركته في كل مكان إلا في مكان الاحتلال والمقتول دائماً هو عدو الاحتلال من العلماء في العراق إلى مصطفى العقاد المخرج الموهوب في الأردن إلى اليوم حيث يتم استهداف الجيش السوري البطل، والجيش الوحيد الذي بقي صامداً ومستعداً لمواجهة الصهاينة .. كما يستهدف البلد الوحيد الذي لايزال يقف خلف كل مقاومة شريفة في الوطن العربي.. فلا يخفى على أحد من دقيقي النظر أن ما يفعله الإعلام المجرم في تلميع صورة هؤلاء الإهاربيين الذين تقنعوا بالإسلام والذين دائماً تصب جرائمهم في خدمة المستعمر وهاهو الإعلام العميل والمرتهن للاستعمار يكرس مشايخ الإرهاب ابتداء بأبي حمزة المصري وانتهاءً بالقرضاوي!! غير ملتفت إلى أعلام الفكر الإسلامي الحقيقيين أمثال البوطي وغارودي وحسون !!. إذاً هي مؤامرة متفق عليها بين الإعلام الإرهابي وبين الإرهابيين وبين من يريد احتلال أوطاننا إضافة إلى أنها معركة حقيقية تخوضها إسرائيل ومن يقف وراءها ضد مصداقية البنية العقائدية الإسلامية المقاومة بعد أن أنهكتها هذه المقاومة الشريفة التي دعمتها سورية إلى حد بعيد في لبنان والعراق وفلسطين، وتشكل اليوم أكبر خطرٍ على وجود إسرائيل.
ونخلص بعد هذا الشرح إلى أن العمل الإرهابي الموسوم أنه إسلامي الذي سلف ذكره هو نتاج البناء الاستخباراتي المعادي الذي حرص المستعمر الأميركي والعدو الصهيوني على سلامته والترويج له كذباً على أنه عدو حقيقي في حين أنه حليف حقيقي ومبرر متوافر دائماً لاحتلال الشعوب، ويذهب الإعلام المتواطئ ليكرس هدف العدو تحت عنوان (ناقل الكفر ليس بكافر) ويستبسل هذا الإعلام المتواطئ في هذه الخدمة.