تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


معهد فريد الأطرش للموسيقا في السويداء ... الفن يحقق أهـداف المجتمع المتقـدم والمتطـور

ثقافة
الأربعاء 23-6-2010م
أديب مخزوم

من المفيد أن نتابع تفاصيل هذا الحلم، لأنه أصلاً حلم كل من يؤمن بدور الفن وقدرته على التغيير والارتقاء بالمشاعر الإنسانية إلى آفاق سماوية رحبة، فموسيقا وأغاني فريد الأطرش سحرتنا منذ البداية، وأيقظت فينا هذا الإحساس الحيوي المتواصل والمتجدد بعذوبة أدائه الشرقي وانتمائه إلى روح التراث الغنائي والموسيقي.

حلم الماضي والمستقبل‏

هذا الحلم الذي يصل الماضي بالحاضر وبالمستقبل جسده السيد الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة، وذلك باتخاذه قراراً بالاحتفال الدائم بالفنانين السوريين الرواد والتذكير بهم وتكريمهم بإطلاق أسمائهم على المعاهد الموسيقية المستحدثة والجديدة.‏

فبعد افتتاح معهد فريد الأطرش في السويداء، ومعهد صباح فخري في حلب، تقرر إطلاق اسم أمير البزق محمد عبد الكريم على معهد موسيقي في حمص، واسم نجيب السراج على معهد في حماة، واسم محمود عجان على معهد في اللاذقية. إضافة إلى قرار افتتاح معاهد للموسيقا في محافظات أخرى.‏

فريد الأطرش عبقرية موسيقية وغنائية فذة، استطاع أن يحقق شعبية وشهرة جماهيرية قلما وصل إليها فنان عربي معاصر، ولقد تجاوز معطيات جيله والأجيال التي جاءت من بعده، ففريد الأطرش واحد من أهم الملحنين والمطربين والعازفين على مدى قرون، بدليل أنه العربي الوحيد الذي دخل اسمه في سجل الفنانين الخالدين (الموسوعة الفرنسية - الانسيكلوبيدي) بعد بيتهوفن وشوبان وموزارت. كما يحمل اسمه الرقم 26 في متحف ألمانيا للموسيقيين العالميين الخالدين على مر كل العصور، ولقد تحولت بعض أغانيه إلى ثماني لغات، وقدمت بأصوات مطربين ومطربات أجانب، وعزفتها أشهر الأوركسترات العالمية في عواصم ومدن الفن الكبرى.‏

وحين انتهى محمد عبد الوهاب من صياغة لحنه الأول لأم كلثوم أنت عمري، طلب من فريد الأطرش إبداء رأيه في اللحن إيماناً منه بعبقريته الفذة، وبصوابية رأيه الفني. ويذكر أن محمد عبد الوهاب تأثر بالمطلع الموسيقي لأغنية أنا واللي بحبه الذي بناه فريد على إيقاع التانغو، وقال عبارته الخالدة:‏

لو أعطاني فريد الأطرش مقدمته الموسيقية لأغنية أنا واللي بحبه لأعطيته خمس سنوات من عمري.‏

تنمية الجوانب الجمالية عند الأطفال‏

لإلقاء بعض الأضواء حول معهد فريد الأطرش للموسيقا في السويداء، ودراسة معطيات الاتجاهات التعليمية والتثقيفية التي تتبع فيه، زرت المعهد، برفقة الفنان التشكيلي حكمت نعيم، وأجريت حواراً مع الفنان عازف التشيللو معين نفاع مدير المعهد الذي استهل حديثه بالقول: نسعى من وراء افتتاح هذا المعهد إلى تنمية الجوانب الابتكارية والجمالية عند الأطفال من مبدأ تفهم عوالمهم الذاتية وأحاسيسهم البريئة، والمعهد افتتح بعد أن لمست الجهات المعنية وجود مواهب حقيقية. فمن أجل الوصول إلى تطور فني يخضع الطالب المتقدم لامتحان قبول، وهذا يسهل له في المستقبل فرصة الدخول إلى المعهد العالي للموسيقا.‏

وفكرة إحداث المعهد تعود إلى عام 2002 حيث طرحت فكرته على المايسترو الراحل صلحي الوادي، إلا أن معاناته مع المرض قد أخرت إحداثه وافتتاحه، قبل أن تساهم مديرية المعاهد الموسيقية في وزارة الثقافة، باتخاذ قرار بإقامة معاهد موسيقية في بعض المحافظات، وإطلاق أسماء بعض الموسيقيين والمطربين البارزين عليها.‏

وعن شروط القبول في معهد فريد الأطرش قال الأستاذ معين نفاع: نتبع نظاماً داخلياً خاصاً بالمعاهد الموسيقية التابعة لوزارة الثقافة، ومن ضمن الشروط أن المعهد يستقبل الأطفال من سن السابعة إلى عمر الثانية عشرة. كما يخضع الطالب لامتحان قبول لتحديد مستويات الكبار من الراغبين ببلورة ميولهم الفنية في العزف والغناء.‏

وحول الآلات الموسيقية المتوفرة في المعهد قال: معظم الآلات الموسيقية الأساسية متوفرة ولقد وصلت إلى أروقة المعهد جديدة، ونتبع خطة تمكننا من توزيع الطلبة على مجمل الآلات، وهذا يتوافق مع الأسس المنهجية الهادفة إلى نشر ثقافة الآلات في المجتمع، ولقد اكتشفنا أن الطالب الذي لايستوعب آلة معينة في البداية، يمتلك القدرة على العزف عليها والتعلق بها مع الزمن، حتى إن الأهل يتكيفون ويحبون الآلة التي اخترناها لهذا التلميذ أو ذاك.‏

وعن الصعوبات التي تعترض خطوات التدريس في المعهد: أشار إلى وجود معاناة حقيقية ناتجة عن هزالة المكافئة المالية التي يتلقاها أساتذة المعهد، الذين يتحملون عناء القدوم من دمشق أو من محافظات بعيدة، وقد يتكبدون خسائر في سبيل إيصال رسالة فنية، وذلك بنقل العلوم الموسيقية وتقنيات العزف.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية