حيث تحدثت فيها أ.د سلوى مرتضى الأستاذة في كلية التربية بجامعة دمشق عن آليات تشجيع الطفل على القراءة وأهميتها في حياته ومن يتحمل مسؤولية تعليم القراءة للطفل? ومتى نبدأ تعليم القراءة له?.. بالقول:
تقع أهمية تعليم القراءة للطفل في توسيع آفاقه وجعله مبتكراً ومخترعاً ومبدعاً وألا يكون محاكياً ومقلداً, فالقراءة تفيد في مساهمة الأطفال بالتفوق الدراسي وتوسيع ثقافتهم ودوائر معرفتهم وربطهم بعالمهم وجعلهم أطفالاً قادرين على حل مشكلاتهم.
وقد سئل أحد العلماء مرة: لماذا تقرأ كثيراً? فأجاب: إن حياة واحدة لا تكفيني, فالقراءة هي حياة ثانية وربما تكون ثالثة, فيجب علينا البدء بتعليم الطفل القراءة من ستة الأشهر الأولى في حياته حيث يجلس بحضن الأم وتبدأ بتقليب الكتاب له وتقوم بإعطائه الصور وبعدها تنتقل إلى قراءة الجرائد وبعد ذلك تعطيه الكتب الخاصة بالأطفال التي تعلِّم أصوات الحيوانات.
ويأتي بعد الأسرة دور الروضة التي يجب أن تؤمن ركناً خاصاً للأطفال, يحتوي على كتب وتجلس المربية لتحكي القصص على الأطفال وتشاركهم فيها وتطلب منهم إعادة سردها ووضع نهاية وعنوان مختلفين لها.
وعندما ينتقل إلى المدرسة الابتدائية يبدأ دور المعلم بتعليمه القراءة وإعطائه قصصاً يقرؤها في المنزل أيام العطل والقيام بتلخيصها وهذه النشاطات كلها تجعله ينغرس في القراءة ولا يستطيع الاستغناء عنها.
مسؤولية واهتمام
وأَضافت د.أسمى الياس نائب عميد كلية التربية للشؤون العلمية في جامعة دمشق: عن كيفية اكتشاف المواهب والهوايات عند الأطفال وميولهم واهتماماتهم وكيف نستطيع أن ننميها? المسؤولية تقع على عاتق الجميع: الأسرة والأهل والمدرسة والمربون بمختلف قطاعاتهم واهتماماتهم, فلدى كل إنسان بؤرة مضيئة في داخله واهتمام وهواية في مجال معين ولكي نستطيع إبراز هذه البؤرة يجب العمل على اكتشافها, فالبدء يكون من خلال مراقبة الأسرة للطفل واكتشاف موهبته والتشجيع عليها والعناية بها.
وإذا أردنا لعقولنا أن تعمل يجب على قلوبنا أن تتذوق ووجداننا أن يحس, فجميع الابتكارات ولدت في مملكة الفن فالاكتشافات بدأت بقصة, بفن وتخيل ولكنها أصبحت واقعاً, فكيف نريد لشعبنا أن يساهم في هذه الحضارة ما لم نعط من خلال الرسم حيزاً كبيراً للفن بكل أشكاله وألوانه.
يجب الحفاظ على لغتنا
وتحدث د.أحمد كنعان أستاذ في كلية التربية -جامعة دمشق عن موضوع لغة الطفل ومعاناته في الصراع بين العامية وكيفية توصيل اللغة إليه بشكل سليم بعيداً عن العقبات, فهو يعيش في صراع بين العامية والفصحى, وبين ثنائية اللغة من خلال وجود اللغة الثانية التي تنافس اللغة الأم, ومن هنا تأتي الأدوار تباعاً وعلى رأسها دور الأسرة في إعداد الطفل لغوياً لاكساب اللغة المناسبة له كي لا يجد فرقاً كبيراً بين ما يقرؤه في الكتاب أو يطلب منه أن يقدمه في الامتحان وبين ما كان يتكلم به بين أفراد أسرته وما يتحدث به في الحي أو الشارع أو الأندية, ولهذا يجب أن نركز على اللغة العربية الفصحى.
ومن أجل أن نصل إلى ذلك لابد أن تعي الأسرة عندما تهتم بطعام ولباس أولادها أنه يجب عليها الاهتمام بلغتهم أيضاً, واللغة القومية الأم يُسعى إلى تجسيدها بمختلف أنحاء العالم في سلوك الأطفال ومعاملاتهم اليومية ولا تكون غريبة عليهم عندما يأتون بعد ست سنوات إلى المدرسة ليفاجؤوا بلغة جديدة مختلفة.
فاللغة بمثابة ضياء العينين فإذا أردنا أن نحافظ على نقاء وصفاء نورهما, علينا أن نحافظ على صفاء ونقاء لغتنا ونخلصها من الشوائب العالقة بها.
وتحدثت السيدة نوار الحريري عن تجربة المدارس الأهلية الوطنية في درعا:
بدأت تجربتنا بمشروع أسميناه (الكتاب صديقي) للأعمار من ست إلى خمس عشرة سنة لتشجيع القراءة عند الأطفال من مبدأ... اقرأ وارتق, وهي إعلان مسابقة لقراءة مائة كتاب وتلخيصها بفترة زمنية مدتها ستة أشهر, وعملنا على توفير مكتبة تحتوي على كافة أنواع الكتب التي تثير انتباه الأطفال لتحفيزهم على القراءة وتحفيز المنافسة فيما بينهم, ونحن سوف نستمر بالمشاركة على مستوى الوطن العربي.
الطفل عبد العظيم مسالمة: من المدارس الأهلية في درعا, تحدث باللغة الفصحى, وبصفته طفلاً قارئاً ومثقفاً, صفق له الحضور كثيراً للغته الجيدة, وقد شكر زملاءه ونوه بأن الطفل لا يستطيع القراءة إذا لم تكن عنده قناعة بها وإرادة, ويجب مساعدته في ذلك.