تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل تملك شجاعة الاعتذار?

مجتمع
الأربعاء 14/5/2008
ابتسام هيفا

(أسف) , (معذرة), (أرجو أن تسامحني) لماذا غابت هذه المفردات عن عالمنا? لماذا افتقدناها وأصبحت كلمات غريبة على مسامعنا? لا نكاد نسمعها, من المخطىء هذا إن اعترف من الأصل بخطئه.. لماذا نشعر أننا على حق دائماً, بينما الآخرون على خطأ?, وهل وصل أحدنا لحد الكمال?!

فمثلاً وأنت تسير بالطريق, أحياناً ما تجد من يلكز عابراً آخر دون أن يعتذر له ولو بالإشارة, وقد انعكس ذلك السلوك حتى على المستوى الرسمي, فقلما سمعنا عن اعتذار جهة رسمية للناس عن تقصيرها في أداء واجباتها.‏

يقول الأستاذ نبيل صافية عضو الجمعية السورية للعلوم النفسية والتربوية: الاعتذار عموماً هو أدب اجتماعي إنساني رفيع, واستعادة لاحترام الذات, له فن وقواعد ومهارة اجتماعية نستطيع أن نتعلمها, وهو ليس مجرد لطافة أو ملاطفة, بل هو أسلوب تصرف, ويكون من قوة الشخصية ولا يدل على ضعفها, بل إنه دليل على الثقة بالنفس والتواضع والاتزان في طبيعة التفكير لدى الإنسان.‏

ويؤكد الخبراء في عالم الأبراج أن مدى إقدامنا على الاعتذار يرتبط بالبرج الذي ينتمي إليه كل منا.. فالأشخاص ممن ينتمون إلى أبراج الحمل والثور والجوزاء لا يعولون كثيراً على ثقافة الاعتذار.. حيث يسود بينهم الاعتقاد أنهم شخصيات لا تخطىء, وإذا توجب حدوث الاعتذار, فعلى الآخرين القيام به وليس هم.‏

وفي المقابل فإن الأشخاص الذين ينتمون لأبراج العذراء والعقرب, أكثر استعداداً للاعتذار بشكل غير رسمي, لا يعبر عن مفهوم الاعتذار الحقيقي, أما أبراج الدلو والميزان والأسد والسرطان, فهم شخصيات متقبلة لفكر الاعتذار ويمعنون في إبداء أسفهم إذا ما أخطؤوا مع وجود بعض الاختلافات في أسلوب اعتذار كل منهم, بينما أبراج القوس والحوت والجدي فيؤمنون أن الخطأ من سمات البشر وأن الأمور والأخطاء نسبية, ولهذا فلا يوجد مبرر للاعتذار الذي يعتبر من الأمور النادرة في تلك الشخصيات.‏

مثلا كنان يوسف 20 سنة طالب في كلية الحقوق يقول: أنا أمتلك شجاعة الاعتذار السريع, وأراجع نفسي مباشرة عندما أقع في الخطأ غير المقصود أو السلوك السلبي عندما أكون في حالة غضب.‏

لمى محمد 22 سنة طالبة في كلية الإرشاد النفسي: أنا أعتذر بعد مراجعة نفسي, أي اعتذاري يأتي متأخراً نوعاً ما, بعد أن أقضي حالة مراجعة للموقف ومحاسبة لنفسي.. وقد أعتذر رسمياً أو أدبر موقفاً غير مباشر لأبين رغبتي في تصحيح سلوكي.‏

بشرى ديب 30 سنة: أنا أدرك تماماً حجم أخطائي, لكنني أكابر وأمتنع عن الاعتذار.. وأطالب الناس أن يتقبلوني كما أنا, ويصفني البعض أنني مغرورة, ولكني بعيدة عن الغرور.‏

غرس ثقافة الاعتذار‏

يقول الأستاذ صافية ثقافة: الاعتذار إذا أردنا تعميمه في المجتمع, علينا بالبدء من مرحلة الطفولة المبكرة من خلال غرس تلك القيمة في أطفالنا بين أقرانهم.‏

فالأم إذا رأت ابنها في خلاف مع أصدقائه أو زملائه, تشجعه على هجرهم وعدم الاعتذار إليهم, حتى لا يفقد مركزه وسطهم, على اعتبار أن الأقوى لا يعتذر.‏

وعلى الآباء تعليم أطفالهم ضرورة متى ولماذا يعتذرون, وفيما يلي بعض التوجيهات والإرشادات من الخبراء التي تساعدك على ذلك:‏

- وضّح لطفلك كيف يعتذر, وذلك بالاعتذار نيابة عنه في حضوره, وذلك يوضّح عملياً التصرف الصحيح. وعندما تفقد السيطرة على نفسك مع طفلك لا تنس أن تعتذر له.‏

- تنبيه الطفل باستمرار إلى القوانين التي تحكم تصرُّفاتهم, وتكرار أهمية الاعتذار في حالة السلوك الخطأ.‏

- الاقتراح على الطفل أن يقوم بشيء يعبّر عن الحب, إضافة لكلمة الاعتذار; لأنَّ كلمة الاعتذار المجرّدة في بعض الأحيان, لا تعبّر عن الشعور الحقيقي, كأن يعانق شقيقه بعد الاعتذار له.‏

- الإشادة بالسلوك الحسن: عندما يقوم الطفل بسلوك حسن كالاعتذار لشخص آخر; فيكون من الأفضل الإشادة بذلك التصرف أمام الآخرين.‏

- لعب الأدوار بواسطة الدمى: وذلك بأن تقوم الأم مثلاً بوضع حوار للدمى, تقوم الأمُّ فيه بدور المتحدّثة نيابة عنهم, ويهدف الحوار إلى تعليم الأطفال السلوك الحسن.‏

- نظراً إلى أنّ الطفل لا يميل إلى الاعتذار, فإنه عادة يحاول لوم الطفل الآخر للأعمال غير المستحبة. ولذلك من الأفضل عدم الضغط على الطفل للاعتذار, وإنما مناقشة المشكلة مع الطرفين, وإفادة الطفلين المتنازعين بأنّ المشاركة في اللعب هي قانون اللعب السليم.‏

يقول الأستاذ صافية إن للاعتذار فوائد كثيرة كالتغلب على تأنيب الضمير وإعادة احترام الذات وتحقيق الرضا عن الذات واحترام الإنسان الآخر الذي تمت الإساءة إليه, وقبل الاعتذار هو النبل عينه, إذ ليس عيباً أن يخطىء المرء, ولكن العيب أن يستمر في خطئه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية