منذ 155 عاماً عثر في موقع الوركاء الأثري بالموصل على الألواح الطينية التي تحمل أسطورة جلجامش باللغة السومرية المكتوبة بالمسمارية وفك طلاسمها عالم الآشوريات البريطاني جورج سميث الذي نجح في ترجمة تلك الألواح إلى الانكليزية ليحظى العالم بتذوق نكهة ملحمة نادرة تركها لنا السومريون علامة حضارة لا أعرق منها, والأهم من ذلك أن تلك الألواح صعقت الثقافة الغربية حين ظهر أن كل أولئك الابطال الاسطوريين أسياد الأولمب زوس.. وهرقل وآخيل.. لم يكونوا نتيجة خيال خالص امتلكه الأغريق إنما كانوا نسخا (فوتوكوبي) أحياناً عن جلجامش وصديقه إنكيدوكذلك كل عناصر الملحمة الاسطورية وأبطالها مثل الربة عشتار والوحش خمبابا.. وثور السماء..
أما ترجمة هذه الملحمة فلم تنتظر الانكليز ليترجموها إلى لغتهم, إنها منذ أربعة آلاف سنة ترجمت إلى مختلف لغات الحضارات القديمة فظهرت منها نسخ باللغات الحورية والحثية والكنعانية والاوغاريتية والرومانية..
وحديثاً ترجمت إلى الروسية والفرنسية والالمانية والهولندية والسويدية والايطالية والفارسية واليابانية..
أما حضراتنا نحن العرب فقد ترجمت مرة واحدة عن السومرية مباشرة حين فعل ذلك الأستاذ د.طه باقر عام 1950 وظهرت الترجمة في مجلة سومر العراقية ولاحقاً توالت الترجمات وتحت عناوين مختلفة لكنها ترجمت عن الانكليزية, أين معنى أن نترجم جلجامش عن الانكليزية أليس الأجدر ألا نفعل ذلك أصلاً?!
بعض الترجمات ترجمتها شعراً, ما قلل من قيمتها الأدبية على نحو واضح ومضحك أيضاً.. إنه جلجامش ياسادة لن يقبل هذا الملك أن تترجم حكايته عن الروسية أو الفرنسية أو الالمانية.. أوكد لكم ذلك?!