و ظهر جلياً ومنذ لحظة وصول السيد رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد ناجي عطري أن هناك اهتماماً ملحوظاً رسمياً وشعبياً بزيارته الى اليمن... أكده على أرض الواقع حجم الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرتوكولات التي تم توقيعها خلال تلك الزيارة والتي بلغت 14 اتفاقية شملت معظم المجالات اضافة الى تأكيد الجانبين السوري واليمني أن تكون الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة مغايرة تماماً لسابقاتها لاسيما لجهة المتابعة في التنفيذ عبر تشكيل لجان تجتمع كل ثلاثة أشهر سواء في دمشق أو صنعاء والتي بدورها ترفع تقريرها الدوري للسيدين رئيس مجلس الوزراء في كلا البلدين....
أما موضوع ضرورة رفع حجم التبادل التجاري واشراك القطاع الخاص في اقامة مشاريع مشتركة فكان محوراً هاماً .... اتضح جلياً عبر تأكيد الطرفين على احداث خط ملاحة بحري وانضمام اليمن الى شركة الملاحة السورية - الاردنية .
وكذلك توقيع اتفاق توءمة بين مينائي عدن واللاذقية اضافة الى اعلان إحداث مجلس رجال الاعمال السوري- اليمني المشترك في أول جلسة تعقدها لجان المتابعة - أي بعد ثلاثة أشهر ....
لبنات جديدة
المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء أعرب عن تطلع سورية الى الارتقاء بعلاقات التعاون السورية - اليمنية الى ما هو مأمول وأن تضيف اليها لبنات جديدة تعلي صرحها المبني عبر مسيرة تعاون مطرد في ميادين الاقتصاد والتجارة والثقافة والخدمات ....الخ .
وأوضح عطري أن مايجمع سورية واليمن من مشاعر الأخوة وروابط الانتماء والمصالح المشتركة يشكل حافزاً يدعو للعمل الدؤوب والمتابعة الحثيثة واتخاذ الخطوات الكفيلة بتحقيق التنسيق وصولاً الى التكامل الاقتصادي عبر زيادة حجم التبادل التجاري وتسهيل اجراءات تدفق السلع وتفعيل دور مجلس رجال الاعمال وحثهم لإقامة مشاريع تنموية و استثمارية في كلا البلدين تتوافق وامكاناتهما وأهمية موقعهما الجغرافي ....
سورية أمينة لثوابتها
وأشار عطري خلال اجتماع اللجنة المشتركة الى الظروف والمخاطر الاقليمية والدولية التي تهدد أمتنا العربية وهويتها الثقافية والحضارية , الأمرالذي يستدعي أكثر من أي وقت مضى تعزيز التضامن العربي وتفعيل آليات العمل العربي المشترك وتغليب المصالح العليا بمايصون استقلال وسيادة دولها ويعزز قدرتها علي مواجهة الحملات والضغوط السياسية كانت أم الاقتصادية.
وأكد عطري أن سورية كانت ولاتزال أمينة على ثوابتها الوطنية والقومية , ومن هذا المبدأ ارتأت أن في وحدة العرب وتضامنهم قوة في مواجهة التحديات .
تذليل العقبات
وتابع عطري قوله: إن لقاء سورية واليمن فرصة لتقويم الاتفاقات وتفعليها ووضعها موضع التنفيذوتحديد الصعوبات والعقبات التي اعترضت بعض مسارات التعاون المشترك والعمل على تذليلها وأضاف إنه من الطبيعي أن نستكمل عبر النقاش الجاد والبناء ماتم انجازه وأن نعمل على رفد الاتفاقيات الموقعة باتفاقيات جديدة تؤدي الى تمتين علاقات التعاون وتوسيع آفاقها في مجالات الاقتصاد والتجارة والري والزراعة والصحة والبيئة والسياحة والاشغال والطرق والنقل الجوي والبري والبحري ,اضافة الى التوءمة بين ميناءي عدن واللاذقية الى جانب التعاون في القطاعات المالية والمصرفية والجمركية والتربوية والتعليم العالي والاعلام والرياضة والنفط والطاقة الكهربائية.
تكثيف التعاون
من جانبه أكد الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء اليمني أن آفاق التعاون بين البلدين كبيرة وواسعة وان الظروف الدولية تستدعي بالضرورة تكثيف التعاون وتنسيق العمل العربي المشترك وتحقيق الاستفادة من المزايا المتاحة لبلدينا .... وأضاف إن اليمن وسورية تسعيان الى تحقيق النمو والتطور الاقتصادي الأمر الذي يحتم علينا تطوير آليات التواصل .... مؤكداً أهمية مشاركة القطاع الخاص في دعم الجهود الحكومية عن طريق تشجيع رجال الاعمال في كلا البلدين لإقامة مشاريع واستثمارات مشتركة بما في ذلك تأسيس خط نقل بحري يربط اليمن وسورية والاردن ودول أخرى في الجزيرة العربية والبحرالأحمر ....
الأمر الذي سيحدث نقلة نوعية في عملية التبادل التجاري وتطوير التجارة البينية....
14 اتفاقاً
توجت اللجنة المشتركة في دورتها الثامنة توقيع 14 اتفاقاً ومذكرة تفاهم شملت التعاون في مجالات الصحة والاعلام والاتصالات والتأمينات الاجتماعية والصناعة والاقتصاد والزراعة....
حيث تم التوقيع على لائحة النظام الداخلي لمجلس رجال الاعمال اليمني- السوري المشترك ومذكرة تفاهم للتعاون في مجالات الاتصالات وتقانة المعلومات ومن الاتفاقيات الموقعة:
- برنامج تنفيذي للتعاون الإعلامي وأخرى للتعاون التقاني الشبابي .
- مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التأمينات الاجتماعية.
- اتفاق تعاون في مجال الملكية الصناعية.
- بروتوكول للتعاون في قطاع التبادل السلعي .
- مذكرة تفاهم بشأن التوءمة بين ميناءي عدن واللاذقية.
-مذكرة تفاهم للتعاون المصرفي.
- مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشرب والصرف الصحي .
- برنامج تنفيذي في مجال الثروة السمكية.
- مذكرة تفاهم في قطاع الري وأخرى للتعاون الكهربائي .
- محضر اجتماعات الدورة الثامنة للجنة العليا
السورية - اليمنية المشتركة.
تبادل تجاري
من الملاحظات المهمة التي توصل إليها الجانبان السوري- اليمني حجم المبادلات التجارية والتي لم تتجاوز في حدها الأقصى مليون دولار لعام 2006 معتبرين أنه لا يرقى الى مستوى الطموحات ولا إلى مستوى الامكانات , لذلك أكد الطرفان ضرورة زيادة حجم التبادل التجاري من خلال تفعيل و زيادة التعاون بين الفعاليات و المؤسسات الاقتصادية والتجارية في القطاعين العام و الخاص و ضرورة انشاء تشابكات انتاجية و تسويقية وخدمية بهدف التكامل الاقتصادي بين البلدين , و الاستفادة من الفوائض الانتاجية المتوافرة لدى كل طرف .
تنمية الصادرات
أكد الطرفان السوري و اليمني ضرورة الاستفادة التي يمكن أن يقدمها أحد الطرفين وللآخر لتنمية الصادرات حسب القوانين و الانظمة ..
الاستثمار
أكد الجانبان ضروة اقامة الندوات و المؤتمرات المتخصصة في مجال الاستثمار في كلا البلدين للتعريف بمناخات وفرص الاستثمار لديها وتبادل قوائم المشاريع الاستثمارية التي يرغب كل جانب الترويج لها وفي هذا الصدد دعا الجانبان الفعاليات الاقتصادية ورجال الاعمال للمشاركة في ملتقى الاستثمار السوري - اليمني المزمع عقده هذا العام في مدينة دمشق .
الصناعة
اتفق الجانبان على زيادة حجم المبادلات التجارية من خلال الاستفادة من المنتجات ذات المنشأ الوطني في كلا البلدين ولا سيما في الصناعات النسيجية والغذائية و الهندسية , و رحب الجانب السوري برغبة اليمن الاستفادة من التجربة السورية في مجال انشاء وادارة المناطق الصناعية وتبادل الخبرات في مجال الصناعات الصغيرة و المتوسطة .
مركز ثقافي سوري
و على هامش أعمال اللجنة العليا المشتركة اليمنية - السورية افتتح المهندس محمد ناجي عطري المركز الثقافي العربي السوري في صنعاء حيث أكد الدكتور بسام جاموس مدير الآثار والمتاحف أن لافتتاح هذا المركز أهمية خاصة للتواصل الثقافي بين شعبي اليمن و سورية مشيراً الى توجه سورية لافتتاح مراكز ثقافية في عواصم عربية و أجنبية عدة .. معتبراً أن هذا المركز سيكون بقعة ضوء لنشر التواصل الثقافي وخدمة الشعب اليمني وابناء الجالية السورية في اليمن ..
و أشارجاموس الى أن المركز سفير مهم بالنسبة لسورية كونه سيفتح أبوابه للباحثين المثقفين والأدباء الفنانين ويعتبر تواصلاً كبير بين الحضارتين السورية واليمنية .
دور الصناعيين
السيد رئيس جمعية الصناعيين في اليمن اعتبر أن مشكلة النقل هي التي شكلت عاملاً كبيراً في ضعف التبادل التجاري بين البلدين و أشار الى أنه فور تشكيل شركة ملاحة بحرية مشتركة , وانضمام اليمن الى الشركة البحرية السورية الاردنية سيرتفع التبادل التجاري الى اضعاف مضاعفة .
وعن السؤال هل هناك مشاريع صناعية مستقبلية مشتركة أكد أن المؤتمر المزمع عقده في 25 الجاري في دمشق يضم الصناعيين في كلا البلدين سيقوم على ابرام اتفاقيات خاصة بهذا المجال والمحاولة لاقامة مشاريع صناعية مشتركة.
تواصل ثقافي
أما السيد محمد المفلحي وزير الثقافة أكد للثورة أن التواصل الثقافي بين اليمن و سورية قديم مشيراً الى العديد من الاتفاقيات قد تم توقيعها من شأنها أن تقوي تلك العلاقات , كما اتفق الجانبان على تبادل الخبرات في المجال المسرحي و الافلام والدراما . مضيفاً أن الاسبوع الثقافي السوري المقام حالياً في اليمن يعطي دفعة قوية لهذه العلاقات كما يعطي للشعب اليمني فكرة عن النشاط الثقافي السوري المتميز..
سياحة علاجية
الدكتور عبد الكريم يحيى راصع وزير الصحة اليمني أكد على الاتفاق الذي تم على فرق طبية زائرة تأتي من سورية في مجالات جراحة القلب والأعصاب و العظام و جراحة الأطفال مشيراً الى اتفاق الجانبين على عقد مؤتمر طبي سنوي و الذي سيعقد هذا العام في شهر تشرين الأول ..
و أضاف إن هذه الفرق عندما تأتي اليمن عدة مرات تترسخ لدى الشعب اليمني قناعة بالطب السوري يتم بعدها الإشهار و أشار الى أنه تكلم مع الجانب السوري في مجال رعاية الصحة الاولية خدمات الصحة الانجابية كما ناقشنا موضوع الادوية السورية مشيراً الى أن وزارة الصحة اليمنية تعطي الاولوية للدواء السوري الذي احتل المرتبة الثالثة في اليمن .
لقاء عالٍ
أكد الدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي للثورة أثناء لقائه وزير التعليم العالي اليمني الدكتور صالح باصرة على الروابط الأخوية بين البلدين والتي تخطت الحواجز ورحب السيد الوزير بفكرة التعاون بين الجامعات السورية اليمنية ولاسيما لجهة اقامة احتفاليات في دمشق و شجع اقامة ندوات مشتركة بينها .. و أبدى حرصه على اقامة علاقات أوسع عبر اقامة علاقات تعاون وتبادل علمي و اكاديمي مشيراً إلى أن وزارة التعليم السورية تعلن عن المقاعد التي تقدمها للطلاب اليمنيين في الجامعات السورية و البالغة 100 مقعد , كما أبدى بركات استعداد سورية لتقديم كل ما تحتاجه اليمن من مساعدة في مجال الاستفادة من الخبرة السورية المتطورة في مجال التعليم العالي و لا سيما في قطاع الكتب الجامعية
أما وزير التعليم العالي اليمني فأكد على القفزة النوعية التي حققتها سورية في مجال التعليم العالي و البحث العلمي و عبر عن شكره لسورية لاستضافة الطلبة اليمنيين في الجامعات السورية البالغ عددهم / 2500 / طالب كما أكد على تبادل الخبرات مشيراً الى التجربة المميزة للجامعات الخاصة و تطورها خلال فترة قصيرة .
و أكد باصرة أن المكاتب المفتوحة في سورية التي تقرر بالكلية اليمنية في سورية ولا سيما بشأن الترويج لجامعات خاصة يمنية جميعها غير مرخص وغير شرعي و ليست معتمدة من الحكومة اليمنية ..