وقال الدكتور السيد خلال افتتاح المؤتمر الخامس للتقريب بين المذاهب الاسلامية »العلاقات الانسانية في الاسلام« في مكتبة الاسد امس و الذي تقيمه وزارة الاوقاف بالتعاون مع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في الجمهورية الاسلامية الايرانية علينا ان نجعل اهتمامنا بوحدة الامة على مقدار اهتمام القرآن الكريم بها فالدعوة الى الوحدة والاعتصام بحبل الله ونبذ كل اسباب التفرقة والتجزئة هي من صلب العقيدة.
وأشار السيد الى ان القرآن الكريم أقر التعدد داخل الوحدة موضحاً أن من يريد أن يلغي الآخر ليدمجه في رؤيته يكون قد سقط في الدعوة الى الفرقة والتجزئة.. وتعدد الاراء والافكار والاجتهادات في اي حقل من حقول المعرفة انما يعد ثروة حضارية لا تقدر بثمن.
ولفت وزير الأوقاف الى ان الأمة تتعرض الى تحديات على غاية من الخطورة والجسامة وهي تحديات ليست وليدة اليوم ولكنها تزداد تفاقماً وتعقيداً جراء استفحال نزعة الهيمنة التي تنتهجها الادارة الامريكية الحالية والتي تهدد أمن شعوب العالم واستقرارها مشيراً الى ان الضغوط والتحديات التي تتعرض لها سورية جاءت بسبب مواقفها الوطنية والقومية ورفضها سياسة الهيمنة وازدواجية المعايير وتمسكها بخيار المقاومة والممانعة.
ودعا وزير الاوقاف في ختام كلمته العلماء المشاركين في المؤتمر للعمل على بلورة جهد اسلامي مشترك يعزز وحدة الأمة وتضامنها.
من جانبه أشار سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية الى أن الانسانية كانت عنواناً لكتاب الله العظيم لافتاً الى أهمية دور علماء الأمة في صوغ خطاب إسلامي انساني تربوي يخاطب العالم ويتصدى للعولمة التي تريد سحق الأمة وطمس هويتها والعمل للوصول الى العالمية التي تعني ان تأخذ من الآخر ما تزيد به رصيدك العلمي والايماني وان يتم العمل على قاعدة العلاقات الانسانية وليس الإسلامية فقط.
وأكد الدكتور حسون أهمية العمل على توحيد كلمة وصفوف الأمة ومواجهة التحديات والمخاطر التي تتعرض لها.
ولفت سماحة المفتي الى ان اعداء الأمة استخدموا عدداً من الأساليب لتفكيك وتفريق كلمتها وعلينا التنبه الى انهم يواصلون المحاولة.
بدوره أكد الشيخ محمد علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ان سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد تقف الى جانب قضايا الأمة الإسلامية وتحرص على ترسيخ وحدتها.
وأشار الى ان سمو النظرة الانسانية للاسلام ورفعة العلاقات الانسانية من وجهة نظر الإسلام تنظلق من عقلانية الإسلام وواقعيته وفطريته وتوازنه وروحه الاخلاقية فالإسلام خاطب كل البشرية وحض على احترام الآخر وضرورة محاورته بروح انسانية لافتاً الى ان هناك قيماً مشتركة بين الشرق والغرب نستطيع اعتمادها منطلقاً للحوار مع الغرب.
ودعا الدكتور أحمد موسوي السفير الايراني بدمشق والشيخ عبد الله نظام رئيس الجمعية المحسنية والدكتور صلاح الدين كفتارو المدير العام لمجمع الشيخ أحمد كفتارو ابناء الأمة للوحدة والتضامن وتوحيد الكلمة لمواجهة ما تتعرض له من أزمات وتحديات والى العمل على مخاطبة الغرب الخطاب الذي يفهمه عبر دعوة الدين الإسلامي لتعزيز الروح الانسانية والفكر الانساني الذي استطاع الاسهام بقسط وافر في خدمة الحضارة والانسانية.
حضر افتتاح المؤتمر المهندس لؤي منصور معاون وزير الأوقاف والدكتور أحمد الخليلي المفتي العام في عمان وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية بدمشق وعدد من علماء الدين والمفكرين من سورية وايران وعدد من الدول العربية والإسلامية.
ويتابع المؤتمر أعماله اليوم في مجمع الشيخ أحمد كفتارو بدمشق بينما يعقد جلسته الختامية في المستشارية الثقافية الايرانية بدمشق.