عندما أعطى إشارة البدء لقواته بالذهاب إلى آسيا وإن كانت الحجة المعلنة لنقل القوات الأميركية من الشرق الأوسط وأوروبا إلى آسيا هي مواجهة ما أسمته واشنطن (الخطر الروسي والصيني)، متعامية بحسب محللين عن الحقيقة المطلقة التي تقول بأن أميركا وحدها هي مصدر كل داء إرهابي أو ابتلاء تخريبي.
حيث كشفت صحيفة (بلومبيرغ) عن نية البنتاغون نقل المزيد من القوات الأميركية من أوروبا والشرق الأوسط إلى منطقة المحيط الهادئ، لردع ما أسمته (الخطر الروسي والصيني).
ونقلت وكالة (بلومبيرغ) الأميركية عن وزير الجيش الأميركي ريان مكارثي ما قاله من مزاعم بأنه:(سيقوم الجيش الأميركي بتوسيع جهوده لمواجهة الصين من خلال نشر (قوة عمل) وحدة متخصصة في المحيط الهادئ قادرة على جمع المعلومات الحساسة وعمليات الاختراق والهجمات الإلكترونية والصاروخية ضد بكين).
كما تتضمن الخطة تجهيز القواعد المزمع إنشاؤها في جزر قريبة من تايوان والفلبين في المحيط الهادئ بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى، ومنها قواذف إطلاق الصواريخ الأسرع من الصوت، وبالتالي ستقوم الوحدة المتخصصة في تحييد بعض القدرات التي تمتلكها الصين وروسيا (التي تهدف إلى إبعاد الناقلات الأميركية عن البر الرئيسي الآسيوي) ما سيفسح المجال للسفن البحرية الأميركية بالتحرك في حال نشوب أي صراع مع الصين، دون أن يكشف عن موعد نشرها هذه الوحدة.
وأكد مكارثي أن هذه الخطوة تهدف إلى (تحييد جميع الاستثمارات التي قامت بها الصين وروسيا)، وإحباط مبادرات الصين وروسيا، في سياق جهود المواجهة واحتواء الخطر الآتي من الصين وروسيا.
ولفت وزير الجيش الأميركي إلى أن القوات البرية المزمع نقلها إلى القواعد الجديدة في جزر في المحيط الهادئ (ستشقّ ثغرة) في دفاعات الطرف الآخر للقوات الجوية والبحرية.
وأكد مكارثي أن (هناك معركة مستمرة من أجل النفوذ في المنطقة، والتي يعد بلوغها هو أمر مهم)، ونشر هذه الوحدة ستساعد على تحقيق هدف أميركي طال انتظاره وهو وضع الولايات المتحدة بشكل أفضل لمنافسة الصين وروسيا.
ولفتت بلومبيرغ إلى أن القيادة العسكرية الصينية تهدف إلى وضع (استراتيجية منع الوصول)، داعمة إياها بصواريخ بعيدة المدى مضادة للسفن وقدرات مراقبة فضائية، وتهدف إلى إبقاء مجموعات من حاملة الطائرات الأميركية بعيدة عن ما يطلق عليه السلاسل الأولى والثانية من البر الرئيسي الصيني، حيث تمتد سلسلة الجزر الأولى من جزر كوريل وصولاً إلى بورنيو، بينما تمتد سلسلة الجزر الثانية عموماً من شرق اليابان إلى غوام وصولاً إلى غينيا الجديدة.