ويبدو أنها اتخذت من مسألة تفعيل آلية فض النزاع بوابة لتحقيق شروط الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضرورة عقد اتفاق جديد، حيث انضمت فرنسا أمس إلى بريطانيا بهذا الشأن، بمطالبتها إيران عقد اتفاق جديد، الأمر الذي رفضته إيران، وحملت الترويكا الأوروبية مسؤولية انهيار الاتفاق.
وفي التفاصيل: أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يفي بالتزاماته بموجب الاتفاق النووي، مشددا على أن كل الخطوات التي اتخذتها إيران يمكن الرجوع عنها.
وانتقد روحاني في كلمة خلال اجتماع الحكومة الإيرانية أمس دعوة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لتطبيق ما سمي «صفقة ترامب»، مبينا أن الرئيس الأميركي يخرق وعوده دائما، فيما الاتحاد الأوروبي لا يتصرف كتكتل مستقل بينما نحن ما زلنا ندعوه من جديد للعودة إلى الاتفاق.
وأكد روحاني أن القوات الأميركية ليست في أمان بالمنطقة اليوم وقوات الاتحاد الأوروبي ربما تكون في خطر غدا، مضيفا، إن استهداف قاعدة عين الأسد يعني أننا لن نستسلم أمام الولايات المتحدة وسنرد على أي هجوم وسنرد على اغتيال الفريق قاسم سليماني بإخراج أميركا من المنطقة وسنعمل على ذلك ولو طال الزمن.
وشدد روحاني على أن الولايات المتحدة تعمل على زعزعة أمن المنطقة مشيرا إلى أن أميركا زعزعت أمن المنطقة وتتدخل في شؤون العراق ولبنان وليبيا وتنهب النفط السوري وتمنع تصدير الدواء إلى ايران، مشيرا إلى أن ذلك لن يكون لصالح أحد وسيضر بأوروبا وأميركا وآسيا.
وتابع روحاني: لقد أخطأتم في المنطقة وأخطأتم في العقوبات وأخطأتم في اغتيال الفريق سليماني، مشددا على أن أميركا هي المسؤولة عن الجرائم المرتكبة بحق إيران في الحرب المفروضة عبر العقوبات والحظر الاقتصادي.
من جهته أكد مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي أن إيران تصرفت حيال الاتفاق النووي كما فعل الأوروبيون تماماً.
وقال واعظي في تصريح أمس: لقد فعلنا بالضبط ما فعله الجانب الأوروبي في الاتفاق النووي، هم أبقوا عليه لكنهم لم يفوا بالتزاماتهم ونحن بدورنا ملتزمون به ولكننا لا نفي بتعهداتنا تجاهه، مشيراً إلى أن نقاشات إيران مع الأطراف الأخرى بالاتفاق كانت تدور حول خروج أميركا منه وعدم التزامها بتعهداتها إضافة إلى منع الدول الأخرى من الوفاء بالتزاماتها.
وبشأن تفعيل الترويكا الأوروبية آلية فض النزاع ضمن الاتفاق النووي قال واعظي: ما أعلنه الأوروبيون مجرد دعاية وليس له أي أساس ويبدو أنه من موقع ضعف وانفعال.
من جانبه أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن مستقبل الاتفاق النووي الموقع مع بلاده يعتمد على الترويكا الأوروبية لا على إيران.
وقال ظريف في تغريدة له أمس على تويتر: رد فعل الدول الأوروبية الثلاث بالنسبة لتهجم الولايات المتحدة على الاتفاق النووي كان وقف التجارة مع إيران والاستثمار فيها وحظر النفط الإيراني في الوقت ذاته، مضيفاً: من المحزن أن يتخلى أكبر اقتصاد في العالم عن التزاماته بفعل البلطجة.
وفي وقت لاحق أعلن ظريف أن طهران لن تعيد مناقشة الاتفاق النووي، داعيا «الترويكا» الأوروبية، المتمثلة بألمانيا وبريطانيا وفرنسا لتنفيذ التزاماتها ضمن الاتفاق.
وكتب ظريف على «تويتر» أمس: أبلغت مؤتمر «رايسينا 2020» بأن إيران تثق بالدبلوماسية، ولكن ليس بإعادة مناقشة قرار مجلس الأمن الدولي الذي اتفقنا عليه مع 6 حكومات والاتحاد الأوروبي.
وتابع ظريف: لم نوقع «صفقة أوباما» لنعمل على «صفقة ترامب» الآن، وحتى لو كان الأمر كذلك، من سيقول إننا لن نحتاج إلى صفقة بايدن أو ساندرز أو وارين العام المقبل؟».
وأشار الوزير الإيراني إلى أن رد فعل الترويكا الأوروبية على الهجوم الأميركي على الاتفاق النووي كان تقليص التجارة والاستثمار مع إيران، بالإضافة إلى فرض الحظر على نفطنا.
وأضاف: «أبلغت مؤتمر رايسينا 2020 بأنه من المحزن أن يسمح الاقتصاد الأكبر (أي الاتحاد الأوروبي) بابتزازه من أجل خرق التزاماته. ومستقبل الاتفاق النووي يتوقف على الترويكا الأوروبية وليس على إيران».
في الأثناء حذر القائد العام لحرس الثورة الإسلامية في إيران اللواء حسين سلامي حلفاء الولايات المتحدة بأن «عليهم الكف عن أعمالهم الشريرة وعدم تكرار أخطائهم التي ارتكبوها ضد ايران.
وقال سلامي في كلمة أمس إن العدو لم يتمكن من فعل شيء بمواجهة إيران وحاول تعويض هزائمه المتتالية في مكان ما ولكنه لم يتمكن من حصد النتائج التي كان يرجوها.
وشدد سلامي على أن مؤامرات العدو الذي حاول محاربة إيران فشلت حيث أصبحت طهران محورا للاتصالات السياسية.. ولذلك فإنه يستخدم الأساليب النفسية لإخافة الشعب الإيراني.
وكان قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي أكد في وقت سابق أمس أن الشعب الإيراني مطالب بالتسلح بالعمل والمقاومة لمواجهة مطامع الأعداء ومشاريعهم التي تستهدفه.
وفي سياق الرضوخ الأوروبي للأوامر الأميركية، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بأن الحل الوحيد لأزمة إيران يتمثل في موافقة طهران على محادثات حول اتفاق جديد موسع، وتخفيف الولايات المتحدة للعقوبات.
وقال جان إيف لودريان في تصريح أمس إن الاتفاق النووي مع إيران في خطر، مطالبا طهران بالوفاء بالتزاماتها، متجاهلا أن الدول الأوروبية هي التي لم تنفذ تعهداتها بموجب الاتفاق النووي، وليس إيران.
وفي واشنطن أكد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين أن واشنطن تتوقع استئناف العقوبات الأممية ضد إيران قريبا، في ظل تفعيل فرنسا وبريطانيا وألمانيا آلية فض النزاع الخاصة بالاتفاق النووي.
وقال منوتشين أمس في حديث لقناة CNBC، إنه ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أجريا «مشاورات مباشرة» مع نظرائهما في الدول الأوروبية الثلاث.
وتابع: أعتقد أنكم رأيتم بيان الثلاثية الأوروبية بشأن تفعيل آلية فض النزاع، ونتطلع إلى العمل معا على وجه السرعة ونتوقع أن تتم إعادة فرض العقوبات الأممية قريبا.
أكد وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين، أن واشنطن تتوقع استئناف العقوبات الأممية ضد إيران قريبا، في ظل تفعيل فرنسا وبريطانيا وألمانيا آلية فض النزاع الخاصة بالاتفاق النووي.
وقال منوتشين، اليوم الأربعاء، في حديث لقناة CNBC، إنه ووزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أجريا «مشاورات مباشرة» مع نظرائهما في الدول الأوروبية الثلاث.
وتابع: «أعتقد أنكم رأيتم بيان الثلاثية الأوروبية بشأن تفعيل آلية فض النزاع، ونتطلع إلى العمل معا على وجه السرعة ونتوقع أن تتم إعادة فرض العقوبات الأممية قريبا».
وأعلنت إيران مؤخرا عن نيتها التخلي عن أي قيود على تخصيب اليورانيوم، في تجاوز جديد للاتفاق النووي المبرم عام 2015، وذلك على خلفية التصعيد الحاد من التوتر بين طهران وواشنطن إثر اغتيال الجنرال الإيراني البارز، قاسم سليماني، بغارة أمريكية في بغداد.