بالإضافة إلى انخفاض درجات الحرارة مقارنة بالأعوام الخمسة السابقة ولجوء معظم المواطنين لاستخدام الكهرباء في مناح عدة من الحياة ما أدى لزيادة الاستهلاك بنسبة أكثر من 90 بالمئة.
واليوم تعود وزارة الكهرباء لتؤكد لمشتركيها (المنزلي والصناعي والتجاري والزراعي) أن الأشهر التسعة المتواصلة التي سبقت فصل الشتاء والتي كان خلالها مؤشر التقنين في حدوده الدنيا لا بل اختفى ونهائياً، لم يكن نتيجة تحسن واردات المشتقات النفطية، وإنما لانخفاض مؤشر الطلب على الطاقة الكهربائية إلى ما يعادل أو أقل بقليل من الكميات المولدة، الأمر الذي مكنها من تلبية الطلب على الطاقة ولكل المشتركين بشكل مستمر ومتواصل بدون تسجيل أي أعطال أو فقدان أو (ترددي)، والتي لا يمكن مقارنتها مع ما يتم تسجيلها ساعياً منذ بداية فصل الشتاء وحتى تاريخه، لا لشيء وإنما نتيجة القفزات الكبيرة وغير المسبوقة التي تم تسجيلها على مؤشر استجرار الطاقة والذي تجاوز بحسب مديرة التخطيط في وزارة الكهرباء المهندسة فاتن محمد 100 %، يضاف إلى ذلك ظاهرة الاستجرار غير المشروع للطاقة التي أثرت سلباً على وثوقية المنظومة الكهربائية، وكذلك التفاعل الجزئي لا الكلي مع الحملة الوطنية التي أطلقتها الوزارة مؤخراً بهدف قطف ثمار الترشيد الجماعي الذي سيتقاسم جميع المشتركين نتائجه زيادة في ساعات التغذية.
وأضافت إن الوزارة ورغم التحديات الكبيرة التي كان ومازال يواجهها القطاع إلا أنها استطاعت تزويد مختلف القطاعات الخدمية والسياحية والصناعية والتجارية بالطاقة المولدة من إجمالي الكميات الموردة إليها محطاتها من حوامل الطاقة، وإعادة تصنيع بعض القطع التبديلية الضرورية، وتجميع بعض التجهيزات.
وأكدت أن الوزارة ركزت في خطتها المدعومة وبشكل كبير حكومياً على إعادة التغذية الكهربائية في المناطق المحررة بسواعد أبطال الجيش العربي السوري على امتداد المساحة الجغرافية، والحفاظ على جاهزية مجموعات التوليد، وتنفيذ محطات التوليد الإستراتيجية، وإعادة توحيد شبكة نقل الكهرباء في القطر، وتحسين وثوقية الشبكة.
وكشفت أنه ومع اتساع رقعة الأمن والأمان وعودة الأهالي الذي سبق للمجموعات الإرهابية المسلحة تهجيرهم من مناطقهم، ازداد عدد المستفيدين من الطاقة الكهربائية من 2،8 مليون مشترك، إلى 4،2 ملايين وكذلك ارتفاع مؤشر الكميات المولدة يومياً من الطاقة الكهربائية من 46 مليون ك.و.س خلال عام 2016 إلى 80 مليون ك.و.س حالياً، إلى جانب تأهيل 2700 مركز تحويل، و5900 كيلو متر شبكات توزيع، و3000 كيلو متر شبكات نقل، و32 محطة تحويل.
ونوهت أن أكثر ما تطالب به الوزارة حالياً هو عقلنة استهلاك الطاقة الكهربائية وترشيد استخدامها، وهذا يحتاج إلى جهد جماعي ومشترك لينعم جميع المشتركين بالطاقة الكهربائية بدل هدرها والإسراف في استهلاكها لاسيما في ساعات الذروة، لأن لهذا التحرك الجماعي الوطني بامتياز نتائج لافتة، أهمها تخفيض ساعات التقنين وفقاً للكميات التي سيتم ترشيدها (تناسب طردي لا عكسي).
عامر ياغي