ترد كلمتا (الصمت، الغموض) ضمن ذات السياق دون أن تبتغي الكاتبة والروائية الأميركية تيري ولفرتون الإشارة لنوع من الترادف بينهما.. حين يغدو صمتنا غموضاً في كثير من الحالات.
وبالتالي ينتفي معنى كون اللغة أداة تواصل أو تقارب لتصبح مجرد وسيلة إقصاء وأداة تفرقة.. متى تصبح مشاعرنا وأحاسيسنا لغات بديلة عن اللغة المنطوقة أو تلك المكتوبة؟ هل نحتاج فعلياً إلى اللغة، بمعناها الاصطلاحي حتى نعجب بأحدٍ ما.. نحبه أو نكرهه..؟ لعلنا نمتلك مهارات تواصل غير لغوية، حينها نقبض على اللغة بهيئات عديدة، منها تلك الجمالية كما في عوالم الفنون والموسيقا، أو تلك المحسوسة كما في لغة العيون.. أن يكون النظر عتبةً أولى لاستشراف واستجرار لغاتٍ أخرى.. واستلهام حيوات كثيرة ضمن ذات الحياة الواحدة.
لكن ما اللغة التي تستنفر حالة الدهشة لدينا؟ لاسيما حين نستمر بابتكار هالات التعقيد حول لغاتنا المنطوقة.. هل يمكن للغة أن تكون سجناً..؟ ألا نشعر بذلك حين تنحبس أطنان الكلمات وتختنق داخلنا دون أن تدرك سبيلاً إلى الخروج من تلافيف عقولنا..؟ اللغة باب متعرّج للوصول إلى متناقضاتٍ عدّة.. باب للصمت وآخر للبوح بالآن عينه. هل نحن فاعلون ضمن لغاتنا أم منفيون عنها وفيها..؟ ترمي شباكها حولنا دون أن نعي الأمر.. توهمنا أنها حاملٌ مخلص للكثير من الأفكار.. وحاضن لوعينا.. نسترسل يومياً بمئات الأفكار دون أن ندرك أنها تكتسي قالب اللغات التي تتولّد عنها.. لأن «اللغة فخٌّ» غامضٌ وماكرٌ بمهارة.
lamisali25@yahoo.com