شَكَرَ الرَّجُلَ الأهم في حياة الأمة، الثابت في مواقفه الصامد مع شعبه، رأى نفسه مثل كل المناضلين في وطنه مثل كل الشهداء الذين دافعوا عن شرف الوطن وعزته وهو يُكَرَّمُ من سيد الوطن بالتوسط لإطلاق سراحه من حكم صَدَّرَهُ حاكم حاقد جائر.
تهمته مثل كل من أُعْدِمَ بمقصلة الإرهاب، لم تُطِقْ نفسه عبور إرهابيي النصرة إلى بلاده من الأرض المحتلة، بسلاحهم لقتل أبناء وطنه، تهمة شرف زادت من بطولته وهو البطل المنافح منذ نشأته، ضد الاحتلال الصهيوني مغتصب أرضه. ومُغَرِّبُهُ فيها.
صعب أن يعيش المرء وعيناه ترقب وطنه، وما يفصله عنها بقايا سلك شائك، يشتاق ياسمينه، يحمل هويته المفعمة برائحة القرنفل، معطرة بأريج الجوري، كيف له وأهله التخلي عنها؟ لأجل هويةٍ يفرضها محتل، مغمسة بدم شهداء المجدل وجنين وقانا.
راهن العدو على انعدام جرأته، وبأنه يرقب الحرية مثل بئر جاف ينتظر المطر، إلا أنَّ صَدْمَتَهُمْ برفض حرية مشروطة كانت لهم بالمرصاد، حفظ في مآقيه بريق العشق لحريته، وحُلْمُهُ في نيلها حُلْمُ طفل في ليالي فطامه، رفضها بوطنيته وهويته السورية.
الإرهاب وليد الصهيونية وابنها المدلل بكل مسمياته الهابطة والرنانة، من الخوذ البيضاء إلى الخونة الذين اشترتهم وفتحت لهم السلك الشائك، لتداوي جراحهم النتنة وتحملهم تعليمات خططها القاتلة، وهم كقطيع الكلاب الهاربة من حريق الغابة.
صدقي المقت مثل كل أولئك الذين كبروا في زمن الحرب، وتحت وطأة الاحتلال، كرهوا الظلم، ووقفوا له بالمرصاد، صوتهم يرعبه، وحجارتهم تجعله يفر منها رغم أنه مدجج بسلاحه، يختبئ خلف سيارته المصفحة خشية طفل ينظر إليه شذراً.
راهنوا على ذات الزمن الذي راهن عليه العدو رغم الفارق الكبير، المقت ورفاقه لم يَهِنوا، هم في رهان لأجل الحرية والتحرير، والعدو راهن على موت الكبار، ومسح ذاكرة الشباب، وتربية الأطفال بلا ماض ولا تاريخ، ولا مستقبل إلا لخدمة الاحتلال.
الاحتراب الذي زرعه الصهيوني بين أبناء الأمة قتل القيم، وجعل معايير الحياة في اضطراب، أدخل المفاهيم في تداعيات تُذهب العقل والفكر والوعي، لكن تبقى سورية هي الحقيقة الأزلية. البحر يسربل ماءه على ضفائر دمشق؛ وتندي وجهها بالفرات.
رغم تعنت نتنياهو وغطرسة ترامب وألاعيب أردوغان، كل هؤلاء قوىً واهية أمام محور المقاومة، الرافد الذي ينعش الجماهير المحبطة، وحتى التي تعلمت صلابة الوجود، وعزيمة النضال من أجل الحرية، في الجولان وسورية والعراق وفلسطين.
المشروع المقاوم صحائفه محفوظة في الصدور، بكل تفاصيله، السعي حثيث لتحقيقه حلبة الصراع فيه ساخنة، والهوية السورية رمز حرية مواطنيها، مصانة فيها قيمهم الإنسانية. مرفوض على أرضها حُرَّةً أم محتلة؛ أيُّ هوية مصنَّعة تضعف قوتهم.
حرية المقت وعودته مع زميله إلى جولانهم، رسمها صمودهم، وتوجها قادة محور المقاومة أسد العرين ورفاقه، المخرز نال من عين ترامب، في مرمى عين الأسد العراقية المحتلة، صفعة مزدوجة على وجه أميركا مرتدة على وجه نتنياهو.
أعداء المقاومة وأعداء شرفاء العالم حسبوا أن العراق ستبقى منساقة لدستور بريمر، ويحاولون إعادة الكرة على طاولة جنيف، لأجل دستور مصنع لسورية، باءت أحلام أعدائنا بالفشل، كل يحاول الابتعاد عن الحلبة، ربح المقت والمقاومة بالضربة القاضية.