تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تحولات الفن العربي المعاصر

فنون
الاثنين 18-11-2013
علي الأحمد

لا يخفى على أحد كيف تتقدم المؤامرات وتتشكل في مسار الفن العربي المعاصر بكافة أنماطه وتقاليده ،وهي باتت تتوسع وتتمدد بشكل كارثي في هذه الألفية العتيدة

التي يبدو أنها لا تتسع لتلك المقولات الماضوية بما لها وعليها ،ولابد من الاعتراف هنا أن هذه المقولات بما تمثل من حضور وجداني ورمزية لهوية خاصة ومتفردة قد فقدت جذوتها وحضورها في الحياة المعاصرة بسبب التحولات العميقة التي طالت بنية المجتمعات العربية كنتيجة منطقية لدخول التقانات الوافدة وأدواتها التعبيرية التي غيرت الكثير من الحقائق والمعايير القديمة ،وهي تقانات استفاد منها الفن العربي في كثير من الأمكنة والمناخات بدءا من عصر الاسطوانة مرورا بالمسرح الغنائي وصولا الى الاذاعة والتلفزة والسينما وغيرها من فنون بدأت تشهد انعطافات حاسمة في بنيتها وطرق الكتابة والتأليف التي توسعت لتستوعب تيارات حداثية الطابع وإن كان بعضها انحرف عن هذا المسار المنشود لأسباب عدة من أهمها محاولة اللحاق بالمنجز الابداعي التي تحقق في فنون الغرب لكنه كان على حساب الهوية الوطنية بما تشكل من ذخر ابداعي مديد تحقق عبر مدارس ابداعية مهمة حيث كانت الايديولوجية القديمة تتمظهر بالبعد الثقافي الذي يهدف ويسعى ولو بحدود الى التعرف على الآخر المختلف من منطلق الندية وليس التبعية ولاحقا توسعت هذه المسارات ليجد الفنان العربي نفسه في طريق مسدود حيث الخسارات كبيرة وعميقة ، خاصة مع تبديد عناصر الابداع والتميز التي أعطت الفن العربي سمات هويته الجامعة ،ومن هنا كان عليه أن يعود الى تدوين خساراته الموجعة على أكثر من صعيد ويبدأ في قراءة الأسباب التي أدت الى هذه النكبات المتلاحقة وبالتالي العودة طواعية الى البيت القديم المهجور علّ في هذه العودة ما يسمح له بمراجعات فكرية وبالتالي استيعاب هذه الايديولوجيات ودرء مخاطرها على المستويين القيمي والذوقي خاصة مع إفراغ هذه الفنون العربية من دورها ورسالتها الانسانية والحضارية والاستفادة الممكنة والايجابية من وجود التقنيات والوسائط المتعددة في إغنائها وإثرائها بكل ما هو جليل وإنساني بعيدا عن قتامة المادة وجشعها اللامحدود.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية