تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رفيق سبيعي : الإنتاج التجاري شوه أعمال البيئة الشامية .. فأين الرقابة ؟!

فنون
الاثنين 18-11-2013
لقاء : فاتن دعبول

رحلته لاتزال تعبق بعطر الفن الاصيل , وقد خبر فارسها الفنون على اختلاف ألوانها المسرحية والتلفزيونية والسينمائية وأيضاً الإذاعية , شامخ كالسنديان العتيق , ومتجذر في أرض الوطن , يحكي تراثها وقيمها , مجدها وتاريخها , لقب بفنان الشعب , فكان أميناً عليه , مع الفنان رفيق سبيعي كان لقاؤنا , وعن جديده يقول :

ثمة عرضان قيد الدراسة أحل على أحدهما ضيف شرف , والثاني دور رئيسي , إضافة إلى برنامجي الاسبوعي الإذاعي (حكواتي الفن) اكتبه وأقدمه ويتناول الفنون بالنقد ويقدم رواد الفن الاوائل ممن اسسوا للنهضة الفنية , وفي بعض الأحيان أسجل أغنيات للوطن الغالي الذي اتمنى أن يخرج من محنته سليماً معافى وأظن أنني قدمت ما عندي عبر مشواري الطويل في رحلة الفن والدور الآن للفنانين الشباب الذين تميزوا بمواهبهم وقدراتهم في حقل الدراما والتي استطاعت أن تنافس الآخرين على الساحة الفنية بعد أن كانت الدراما المصرية تتفوق لسنوات طويلة وأظن أن حلمي تحقق في ذلك بأن الدراما السورية تبوأت مكانة كبيرة تستحقها , حتى باتت تصدّر النجوم من المخرجين والممثلين والتقنيين إلى الدول العربية وما اتمناه أن تستمر الدولة بدعم الحركة الدرامية لأنها السبيل الأهم لتقديمنا للعالم الآخر .‏

ـ توجه أحياناً انتقاد للدراما السورية بأنها باتت تستسهل العمل وبدأت تتراجع تدريجياً فما هي الأسباب برأيك ؟‏

أظن أن ذلك بسبب دخول الشركات التجارية التي تجهل إلى حد كبير مهمة الفن السامية وهمها أن تسعى للربح المادي فقط دون أن تعير الجانب الفني للأهمية المطلوبة إضافة إلى بعض التنازلات التي بدأت تظهر عند العديد من الكتاب والمخرجين والممثلين وهذا اساء للحركة الدرامية وبالطبع هذا لا يعني عدم وجود أعمال جيدة ولا شك هي موجودة ولكن ما نتمناه أن تكون هي الهدف دائماً وهي السائدة على الساحة الفنية لتحافظ الدراما على سويتها ومكانتها بل تسعى للتطوير أكثر .‏

ـ هل خياراتك صعبة للمشاركة بعمل ما ؟‏

بعض الشيء فأنا ادقق كثيراً في الدور لأني اريده فاعلاً ومؤثراً وليس استعراضياً أي اسعى لأكون بمكاني اللائق اولاً ولا أقدم تنازلات مقابل ذلك وأيضاً أن يكون الدور يقدم مقولة او فكرة أو قيمة هامة .‏

ـ هل أعلنت حقاً مقاطعتك للأعمال الشامية ؟‏

لي مآخذ كثيرة على الأعمال الشامية التي تقدم اللهجة الشامية كنوع من (البوجقة) وخصوصاً عندما تدخل العنصر التجاري والذي وجد في البيئة الشامية تجارة رائجة بعد نجاح مسلسلي (ايام شامية وليالي الصالحية) حيث كرس الكاتب فيهما القيم والعادات التي نفخر بها من مثل الشهامة الإيثار واحترام رأي الآخر وغير ذلك , وعندما يسعى تجار الدراما إلى تشويه هذه البيئة فلا شك في ذلك اساءة كبيرة لأنها تعطي صورة بشعة عن بلادنا , وأحزن لأني كنت واحداً من هؤلاء الذين ساهموا في هذا الأمر فلا بد أن يعود الكتاب إلى البيئة الدمشقية الحقيقية ونقلها بأمانة إلى الناس فهي ما زالت حية وتشهد على عراقة هذا البلد العظيم .‏

ـ كيف استطعت أن تتمرد على شخصية (أبو صياح) وتخرج من عباءته ؟‏

استثمرت بداية شخصية (أبو صياح) لتكريس الكثير من القيم و كنت مؤمناً بأن الدراما وسيلة هامة لإدخال الثقافة لعقل الانسان العادي, فلم استغل الشخصية لأضحك على الجمهور بل لأوصل للجمهور حقيقته وأكون مرآته وليس معنى ذلك أن قدراتي كفنان ذهبت جميعها باتجاه هذه الشخصية , فما دمت ممثلاً أمتلك الخبرة والثقافة التي اكتسبتها من قراءاتي الكثيرة عن الأدب العالمي يجب الا اؤطر نفسي ضمن هذه الشخصية فتمردت عليها لأقول (أنا رفيق سبيع الممثل) وليس (أبو صياح) فقط , والفن ليس مجرد تسلية نقدمه للجمهور بل لابد أن يقدم مقولة وثقافة لشرائح المجتمع كافة للعامة ولنخبة في الآن معاً .‏

ـ بماذا تفسر هيمنة الأدوار الإيجابية في أغلب أعمالك ؟‏

أظن أن ملامح الشخصية التي تشي بالطيبة توحي للمخرج بإسناد الأدوار الإيجابية لي , وفعلاً عندما حاولت تقديم الشخصية الشريرة أظن أني لم أقنع الجمهور في ذلك لكن في الاذاعة الأمر مختلف فقد جسدت العديد من الشخصيات الشريرة لأن التعبير يعتمد على الصوت فقط .‏

ـ إلام يتطلع رفيق سبيعي الآن ؟‏

أنا اعيش يعني أنا أفكر ولا قيمة للحياة من غير مقولة نتبناها ونسعى لتحقيقها ونكون أعضاء نافعين للمجتمع , وفكرة التقاعد لا أظن أنها في ذهني فالمخزون الثقافي والمعرفي والخبرة الكبيرة لابد استثمارها جميعاً في تثقيف الناس وتقديم الأفضل دائماً .‏

ـ أنت فنان الشعب فما رسالتك للناس في ظل هذه الظروف التي يمر بها وطننا ؟‏

عندي أغنية اسمها (ضبوا عليّ ضبوا عليّ) اقول يجب أن نضب على بعضنا وما احوجنا إلى ذلك حتى تتماسك قوانا ونحارب الأشباح التي ترسل إلينا من الدول الأخرى وخصوصاً التي تقول عن نفسها أنها عربية , فأنا حزين لحال الوطن وما وصل إليه وما اتمناه حقاً أن تخرج سورية معافاة من هذه الأزمة وقوية وصامدة , وقد آمنت دائما أن الحكمة هي ضالة المؤمن وحكمتي في هذه الحياة وأقدمها للناس جميعاً أن علينا أن نعمل من أجل الوطن ولا ننتظر الجزاء لذلك فقط نعمل بما يريح ضميرنا ويخدم وطننا .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية