تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المناقشات ... صقل للموهبة وتأثير على السلوك


مجتمع‏
الاثنين 18-11-2013‏
نيفين عيسى‏

أوقات عديدة يقضيها أطفالنا اليوم في استخدام الانترنت ومواكبة التكنولوجيا والجلوس لساعات طوال في فضائهم وعوالمهم الخاصة لاستخدام وسائل الاتصال والتواصل الحديثة،‏

ونتيجة للأوضاع التي تمر بها البلاد في الأوقات الراهنة، ومتابعة الأطفال لمشاهد العنف وسماع أخبار الدمار يؤدي بهم ذلك للعنف أو الانطوائية، ما يساهم إلى حد كبير في تكوين مواقفهم والتأثير على شخصيتهم ونفسيتهم ، من هنا جاءت أهمية التركيز على الدور الكبير للإعلام الطفولي في التوعية المستمرة وهذا ما أكد عليه الملتقى الوطني الأول للإعلام الطفولي ومهارات التواصل مع الأطفال في مكتبة الأسد بدمشق والذي أقامته وزارة التربية بالتعاون مع منظمة الطلائع ووزارة الإعلام بحضور (250) مشاركاً من مديري المدارس والموجهين التربويين والمرشدين الاجتماعيين والنفسيين من دمشق وريفها والقنيطرة حيث ناقش خلال يومين فاعلية الإعلام الطفولي في التنشئة وشبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الطفل ،والعملية الإعلامية ومكوناتها بالإضافة إلى معرفة الخصائص النفسية والاجتماعية للأطفال في مجتمعنا من خلال الإعلام الالكتروني .أثناء تواجدنا كانت لنا لقاءات مع المشاركين في الملتقى.‏‏‏‏‏

ياسر صقر عضو قيادة منظمة الطلائع _ رئيس المكتب الثقافي_ عبر برأيه قائلاً تأتي أهمية الملتقى للتركيز على الدور الأصيل للإعلام الطفولي الذي له دور كبيرة في تنشئة أطفالنا، مضيفاً مايعرض على الشاشات من مشاهد مؤلمة يمكن أن تؤثر في نفسية الأطفال وسلوكياتهم وتصرفهم بعدوانية فمن خلال هذا الملتقى يمكننا الوصول لمقترحات مناسبة ،متابعاً نحن بحاجة إلى ثقافة عبر الإعلام لتسليط الضوء على القضايا التي تؤثر على سلوكات الأطفال وأخلاقهم فهنا يأتي دور الأسرة المدرسة و الإعلام ..‏‏‏‏‏

نجاح يوسف معاون مدير التربية لشؤون التعليم الأساسي والطلائع في محافظة القنيطرة أفادت أن لوسائل الاتصال الدور الأساسي في تكوين شخصية الطفل وبنائه والتركيز على وسائل الإعلام الخاصة ببرامج الأطفال الهادفة والمدروسة لها دور كبير في صقل مواهب الأطفال ،وأكدت على ضرورة تطبيق الإعلام الطفولي على نطاق واسع واقترحت بضرورة توجيه الأب والأم للرعاية النفسية من الأزمات عن طريق مرشدين أو ندوات توعية على مستوى حي معين ليتم فيها معرفة كيفية التعامل مع الأبناء في ظل الأزمات ، مختتمة بأنها تأمل بأن ما سوف يطرح من مقترحات يكون قيد التنفيذ.‏‏‏‏‏

الموجهة الاختصاصية في الارشاد النفسي الهام محمد تحدثت أنه يمكن من خلال الإعلام الموجه للاطفال التعرف على كل جوانب الحياة كافة عند الأطفال ولها تأثير من جميع النواحي «النمو العقلي والنفسي والاجتماعي وتعليم القيم والاتجاهات والمساعدة في حل المشكلات وتكوين المواقف».وتابعت بالنسبة للانترنت فتأثيراته كبيرة على الناحية النفسية حيث له قدرة إيجابية من خلال الحصول على المعلومات والترفيه ومعرفة عادات وتقاليد البلاد الأخرى وينفتح الذهن على أشياء جديدة لكن له أمور سلبية كبيرة في الجلوس لساعات طويلة ما يؤدي لإيذاء بصره واعطاء توجهات جديدة منافية كسلوكيات غير محببة بالإضافة إلى تشويه الحقائق ونتيجة لذلك لا يصبح هنالك نقاشات وحوارات للأهل مع أبنائهم ويؤدي ذلك إلى غياب التواصل اللفظي بينهم يؤدي إلى الانطوائية.‏‏‏‏‏

سناء شحادة موجهة اختصاصية بالارشاد النفسي والتربوي تحدثت بخصوص كيفية التخفيف من الاثار النفسية للإعلام من قبل الاهل حيث اوضحت باهمية ملاحظة وترقب كل سلوك او أقوال او أفكار الأطفال فقد تظهر بعض المخاوف لم يعهدها مسبقا ، وأضافت لابد من مراعاة عمر الطفل عند التعليق او التحدث على برنامج معين ،مضيفة يجب عدم ترك الأطفال لمشاهدات غير هادفة بل محاولة ضبطه لكن ذلك لايعني حرمانه او المنع بقدر ما يعني التوجيه لبرامج معينة مع إتاحة الفرصة لمناقشة رغباته وأفكاره ومرافقته أثناء مشاهداته ومناقشته فيما يكره وما يحب وما يخشى فالتعبير مهم، وأضافت على الأهل الإصغاء له وعدم السخرية منه أو تقديم الوعود له كأن يُقال له كل شيء سيعود كما كان، فعلى الأهل إخباره بالحقيقة كما هي دون تهويل او استخفاف وان تتيح له فرصة التعبير عن مشاعره ومخاوفه وبكائه والاهم من ذلك نحن علينا بالتعبير عن انفعالاتنا خصوصا في الوضع الراهن بطريقة متوازنة .‏‏‏‏‏

مُنيل حسن دكاك مدير مدرسة خالد الدلحي أفادنا أن الهدف من تواجدنا كمديري مدارس وموجهين اختصاصيين نفسيين واجتماعيين وموجهي رياض أطفال في الملتقى هو تأكيدنا على الاهتمام أكثر بإعلام الطفل وإعطائه المزيد من الرعاية ،والدعوة لوجود اعلام اطفال متخصص بانتاج وتقديم شيء حديث ومتطور ،بالإضافة للتواصل بيننا و زيادة خبراتنا وإيفادها إلى مدارسنا وأطفالنا وأسرنا وذلك من أجل الوصول إلى معارف ومدارك جديدة في حياتنا .‏‏‏‏‏

هيفاء ملحم علي موجهة تربوية أشارت إلى أن الطفل هو محور العملية التربوية وأشارت ان الأسرة هي التي تجعل من طفل اليوم رجل المستقبل من ناحية تربية سليمة ومراقبة عن بعد باستمرار ،وأشارت إلى أن الأطفال يستخدمون موقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي ولساعات طوال فعليه باستخدامه بطريقة فاعلة وبنفس الوقت مراقب من قبل الأهل بطرق غير مباشرة ،والتعاون مع الأهل والمدارس لرفع سويته التعليمية حتى لا يشعر بوجود الأزمة وأضافت بضرورة جذبه الى برامج تناسب عمره ومشاهدته برامج متضمنة حب الوطن وتعليمه الأخلاق الحميدة وعدم مشاهدته برامج الكبار المتضمنة النشرات الإخبارية خصوصاً.‏‏‏‏‏

نهاد قات موجه تربوي افاد نحن بحاجة إلى وعي اجتماعي كاف ليكون مؤسساً لإعلام طفولي جدير بأطفالنا يتم ذلك بالتواصل بين الاسرة ووسائل الإعلام، واضاف من الضروري الاهتمام بإعلام الطفولة ومضامينه الاخلاقية والتربوية باعتباره احد العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية ، وبالنسبة للعنف والعدوانية عند بعض الاطفال أكد بأنه يمكن التقليل منه عند الاطفال من خلال متابعة من قبل الأسرة والقدوة الحسنة بحيث يكون تربية صالحة واذا كان احد افرادها غير سو أو يوجد عدم مبالاة او قلة اهتمام فهذا ينعكس سلبا على تربية الطفل.‏‏‏‏‏

الطفل أكثـر تأثراً سلبياً لقلة خبراته‏‏‏‏‏

نسرين سويدان مديرة مدرسة روضة أزهار نيسان أوضحت ان الطفل هو الاكثر تأثرا بالظروف المحيطة مرجعة ذلك لقلة خبراتهم الحياتية نتيجة الإعلام الذي يشاهده ،وتتابع اننا في المدرسة نعرف ماذا يفكر فيه من خلال رسومات معينة التي يقوم بالتعبير عنها وبذلك هو يحتاج إلى تعامل خاص من النواحي النفسية ونحن ككادر بالتعاون مع الأهل في البيوت يمكن التخفيف من الآثار النفسية وتابعت نسهم في التخفيف من أحزانه من خلال مناسبات احتفالية حيث يمكنه من الخروج ولو جزئيا فالأزمة اثرت بشكل سلبي على الاطفال من خلال العنف والحزن الذي يتولد لديه .‏‏‏‏‏

في نهاية الملتقى قدّم المشاركون في الملتقى مجموعة من المقترحات والتوصيات على أوراق ليتم مناقشتها لاحقاً والوصول لنتائج مفيدة ومهمة للوصول إلى إعلام طفولي متطوّرالذي يعتبر العامل الهام في التنشئة الاجتماعية والوطنية للطفل في‏ الأزمة الراهنة‏‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية