تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المعرقلون !!

شؤون سياسية
الاثنين 18-11-2013
 بقلم: نواف أبو الهيجاء

إنهم يريدون عرقلة ما يستطيعون إليه سبيلاً . يحاولون عرقلة المؤتمر الدولي في جنيف ويحاولون عرقلة أي اتفاق ايراني دولي بشأن الملف النووي الايراني .

وعملوا ويعملون على عرقلة تشكيل حكومة لبنانية منذ اكثر من أربعة أشهر . هؤلاء تتقاطع مصالحهم ومصالح الكيان الصهيوني دون مواربة . اتفقوا على تحديد شروط للوصول الى جنيف ، علماً أن الوصول إليه ينبغي ألا يكون مقروناً بأي شرط . يضعون شروطاً وهي تعجيزية تماماً . في لبنان يقولون لاحكومة يشارك فيها حزب الله مادام الحزب يقاتل في سورية . وفي جنيف يقولون إن الذهاب اليه مشروط بتنحي قيادة الدولة السورية . وفي الشأن النووي الايراني يرددون أن أي اتفاق يمكن أن يشعل حرباً في المنطقة .‏

الكيان الصهيوني أصيب بحالة من الهستريا حين بدا أن هناك إمكانية لاتفاق حول البرنامج النووي الايراني . تقاطع الموقف الصهيوني مع موقف السعودية . وقف الطرفان في خندق واحد : ضد سورية وضد ايران وضد لبنان ووحدته وعودته الى الحياة المعطلة منذ أشهر .‏

لايجدون ضيراً في أن يتفقوا سراً أو علانية مع العدو الصهيوني لأنهم راهنوا على أن تحارب أمريكا في المنطقة نيابة عنهم ولأجل عيونهم .امريكا تتصرف وفقاً لمصالحها . وهي قالت لهم بلسان مسؤوليها إن الشعب الامريكي لم يعد يريد حروباً لا في المنطقة العربية ولا في أي مكان في العالم . ولكنهم يصرون على وضع العصي في الدواليب . لايريدون نهاية للقتال والموت في سورية . ولا يريدون استقراراً وأمناً في المنطقة بعقد اتفاقية تضع حداً لصراع القدرة النووية الايرانية السلمية . وهم يحضّون الكونغرس الامريكي لفرض عقوبات جديدة على ايران يعلن اوباما أنها ليست في صالح امريكا ولا في صالح الوصول الى اتفاق مرض ٍ حول النووي الايراني .‏

وإذا صدف أن حاولت إحدى الدول تغيير مواقفها من سورية والوضع فيها حرضوها وحاولوا دفعها الى الاستمرار في النهج المعادي لسورية الدولة والسيادة والدور .السعودية صارت تقف علانية في الخندق الاسرائيلي . بل أكثر من ذلك إنه لمن المؤلم أن يصبح نتنياهو ناطقاً بلسان بعض الحكام العرب ويعلن أنهم جميعاً في خندق واحد .. هو خندق عرقلة الوصول الى أي اتفاق بشأن الملفات الساخنة التي تهدد أمن وسلم العالم .‏

معارضو ( اسطنبول ) يرون أو يحلمون أن يكون جنيف مجرد محطة يحصلون فيها على سورية لقمة سائغة، فيصولون ويجولون ويواصلون القتل والتدمير على الهوية في طول البلاد وعرضها . حلم إبليس بالجنة. إنهم يرون أن حكومة وحدة وطنية في لبنان بصيغة ستضع لبنان على طريق الامن والسلامة وهم لايريدون امن وسلامة لبنان بل يسعون الى حروب مذهبية وطائفية فيه‏

وهم يرون أن جنيف إذا ما انعقد يمكن أن يضع حداً لنزيف الدم والدمار في سورية ، لذلك لابد من وأده في مهده عبر الحديث عن شروط تعجيزية وغير جائزة .‏

لابد أن يعي هؤلاء أن مشاريعهم التدميرية سائرة الى زوال بعد أن تغيّر وجه العالم وبعد أن أصبح أكثر توازناً وعقلانية .والمؤكد أن عرقلتهم محكومة بالفشل الذريع على الطبيعة في الداخل السوري وفي المحافل وحول طاولة الحوار حين تنعقد .‏

Nawaf.m.abulhaija@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية