تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إسرائيل .. من السطو على الأماكن المقدسة إلى تقسيمها !!

شؤون سياسية
الاثنين 18-11-2013
 دينا الحمد

لم تتوقف حكومات الاحتلال الصهيوني منذ قيام الكيان العنصري و حتى يومنا عن اتخاذ كل ما من شأنه تهويد الارض و المعالم الفلسطينية و اختراع الاكاذيب و الاضاليل و الخزعبلات التي تزعم بوجود أثر لليهود في فلسطين المحتلة،

و عندما كانت تعجز بطرق الكذب و الدجل فإنها تلجأ للهدم و اغتصاب الآثار و الأماكن المقدسة و الشروع في تغيير معالمها، و في أحسن الأحوال تقسيمها بين العرب و اليهود، كما هو حال الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة أو السطو على المكان كما هو حال حائط البراق، و تسميته بحائط المبكى زوراً و بهتاناً و إقامة الصلوات عنده، و دعوة السياسيين و الرؤساء الأجانب للوقوف عنده كرمز يشير إلى يهودية المكان، و بالتالي أحقية الكيان الاستيطاني فيه .‏

و اليوم تبدو مثل هذه الخطوات العنصرية جلية واضحة حيال المسجد الأقصى المبارك الذي حاولت حكومات الاحتلال بشتى الطرق السيطرة عليه، بدءاً من إحراقه، و انتهاء بالاقتحامات المتكررة من قبل المتطرفين اليهود لساحاته و اروقته .‏

فعلى مدى الأسابيع الثلاثة الاخيرة سنّت حكومة نتنياهو العنصرية قرارات و قوانين تصب في هذا الاتجاه، و كان أولها اقتراح قانون من قبل اعضاء الليكود في الحكومة يمنع التفاوض على القدس المحتلة، أما الخطوة العنصرية الثانية فهي السعي لتقسيم المسجد الأقصى، و ذلك في إطار السياسة العدوانية التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد المقدسات الإسلامية و المسيحية في القدس المحتلة، و خاصة ضد المسجد الاقصى المبارك، حيث كشفت مؤسسة الاقصى للوقف و التراث عن اقتراح لأعضاء من حزب الليكود لتقسيم المسجد المبارك .‏

و قالت المؤسسة: إن أعضاء من حزب الليكود بزعامة نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيجلين أعلنوا عن مقترح مفصل لتقسيم المسجد الاقصى زمانياً و مكانياً بين المسلمين و اليهود، و اعتماد صلوات يهودية جماعية، و إنهم سيعلمون على إقرار المقترح في الكنيست و الحكومة الإسرائيلية قريباً .‏

و ارتباطاً بهذين المقترحين اللذين يتحولان شيئاً فشيئاً إلى قوانين نافذة من خلال الكنيست الصهيوني و الحكومة فإن الخطر الداهم يواجه الأقصى المبارك و يعرضه للتقسيم و السطو على غرار ما حصل في مساجد اخرى و كنائس اخرى و مقابر اثرية هدمت اسرائيل أجزاء كبيرة منها في الآونة الاخيرة، و إذا استعرضنا بعض الخطوات و المقترحات و الاجراءات التي اتخذها الكيان الصهيوني من خلال حكومته و أحزابه و مستوطنيه، ومن خلال شرعنتها في أروقة الكنيست لوجدنا حجم المخاطر التي تهدد الاقصى المبارك اليوم و تدعو الفلسطينيين و العرب عموماً لاتخاذ موقف حازم منها .‏

فقد حاول هذا الكيان العنصري الاستيلاء على ساحة البراق مؤخراً لتنفيذ مخطط تلمودي يدعو الى اقامة مركز ديني يهودي فيها، و بدأت سلطات الاحتلال بأعمال حفر في الساحة تمهيداً لذلك، و إقامة ما يسمى بيت شتراوس الذي سبقه في الماضي تغيير معالم الساحة من خلال بناء كنس يهودية على أطرافها .‏

و قبل ذلك تم تسريب ما يسمى خطة شيرانسكي التي تعمل على توسيع ساحة البراق الى ناحية الجنوب لمئات الامتار، و باتجاه ما يسمى قوس روبنسون، ومحاولة ازالة تلة المغاربة و الآثار الاسلامية الواقعة الى جانبها الايمن، وصولاً الى الحائط الجنوبي للحرم .‏

واذا توقفنا عند محاولات حكومة الاحتلال زعزعة اساسات الاقصى ووضع مواد كيماوية و متفجرات حولها و ظهور انهيارات في المكان منذ عامين؛ لأدركنا مدى الخطر الداهم، فضلاَ عن تصريحات المسؤولين الصهاينة بأن الاقصى ليس ارضاً محتلة بل هو أملاك دولة مزعومة .‏

و فوق هذا وذاك قامت مؤسسات صهيونية في السنوات الاخيرة بإنتاج أفلام تاريخية تزعم بوجود الهيكل المزعوم، و تدعو إلى بناء هيكل جديد على أنقاض الاقصى، و قد وضع المتطرفون مجسمات تحمل صورة شمعدان على جدرانه، فضلاً عن التلويح ببناء أكبر كنيس يهودي في العالم قبالة الاقصى فوق المدرسة التنكرية، و بلون ازرق و حجم كبير يفوق الاقصى و يخطف الاضواء عن قبة الصخرة المعلم الاكثر وضوحاً اليوم في القدس المحتلة، حتى تزرع في أذهان العالم أن القدس هي اورشليم، و ان عنوانها و رمزيتها ليست قبة الصخرة، و انما هذا الكنيس الازرق الضخم الذي تروج له المؤسسات الصهيونية .‏

وهكذا تحاول سلطات الاحتلال ضمّ الاماكن المقدسة اليها و تهويدها او في احسن الاحوال تقسيمها، و بالمقابل يستمر الفلسطينيون و العرب بمزيد من الشجب و الإدانة و الاستنكار، و يستمر الغرب المنافق بدعوة الطرفين الى ضبط النفس و احترام الشرعية الدولية، وفي زحمة هذه المواقف المزرية تقف اليونسكو عاجزة عن اتخاذ أي قرار او خطوة فعلية على الارض، في حين نراها عالية الصوت عندما تتهدد الاماكن الاثرية في آسيا و افريقيا على ايدي المتطرفين، فإلى متى هذا الصمت و التخاذل و الخضوع للارادة الصهيونية ؟ّ!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية