تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بنك الأهداف الوطنية والحل السياسي

شؤون سياسية
الخميس 25-10-2012
بقلم الدكتور فايز عز الدين

من أكبر مهام العقل السياسي في بلدنا اليوم هو أن تتوجه آليات البحث العلمي السياسي إلى الكشف الدائم عن بنك الأهداف الأمروصهيوأوروبي المخصص لضبط الإيقاع السياسي العربي على نوطة الاستراتيجية الصهيونية فيما يتعلق بالتمكين الدائم لإسرائيل كيان الاغتصاب العنصري,

ونقلها إلى الدولة اليهودية الخالصة, وتشجيع العرب على الوصول إلى الدولة المزمعة للإسلام السياسي على ألّا يكون خطابها سوى الخطاب الّلاعقلي «Irrational» هذا إذا ما قلنا خطاب الاستتباع الكامل حين تكون مفردات أكبر دولة عربية تدّعي أنها أقامت دولة الإسلام – على لسان رئيسها – لرئيس كيان العدو الصهيوني وهي ترسل إليه سفيرها بالصديق العظيم, وبأن رئيس دولتنا الإسلامية مخلص وفيٌّ حين يختم رسالته لعدوّه.‏

نعم إن بنك أهداف دولتنا الإسلامية فيه إخلاص, وصداقة, ووفاء لمن احتل الأرض العربية ويقوم بتهويدها ولاسيما المقدسات العربية والإسلامية والمسيحية, وفيه استعداد للمزيد من حصار غزة, ومن محالفة العدو ضد قضايا المصير لشعبنا العربي تحت الاحتلال. وفي المزيد من الرغبة المعلنة للخروج من الصراع العربي الإسلامي ضد الصهيونية وكيانها العنصري, وفيه وضع كل الطاقات المصرية تحت تصرف الحلف الأمروصهيوأوروبي من أجل تحقيق الحرية للشعب العربي في كافة الدول العربية وبصورة خاصة في سورية.‏

هكذا إذاً؛ صار بنك الأهداف الوطني للدولة الإسلامية الوليدة في مصر وتونس وليبيا يرى أن العدو فقط هو العدو العربي, ولم تعد له عين ترى عدوّاً غير العرب... كل العالم الذي لم يسمح للعرب بإقامة الدولة القومية ولمّا يزل، ويتآمر على الدولة القطرية الراهنة من أجل إعادة سايكس بيكو جديدة لها كي يصل التقسيم الجديد للكيانات الأميرية الإسلامية إلى أكثر من ستين إمارة بنوك أهدافها متطابقة مع بنك الأهداف الخاص بالحلف الموما إليه, لم يعد عدوّاً, بل العدو هو الذي لم يحقق الحرية في السلطة القائمة في القطر العربي المعني... إن أعظم ما في بنك الأهداف الوطنية لدولة الإسلام السياسي المشار إليها في بعض الأقطار المغاربية هو أن سفينة مرمرة التي نقلت نشطاء من العالم لرفع الحصار عن شعبنا العربي في غزة ليست سفينة للحرية والسفن الأخيرة التي لحقت بها وقامت إسرائيل بالتصدي لها ليست سفناً للحرية. ومن يحمل الغذاء للأطفال الذين هم تحت الحصار الهمجي يحمل قنابل للإرهاب الدولي ضد إسرائيل بينما السفن الليبية التي أتت إلى موانئ لبنان وتركيا تحمل الأطنان من السلاح والمتفجرات والحشيش والمخدرات, وكافة أشكال وأدوات قتل الآمنين, وتدمير الكيان الحضاري برمته هي بالذات سفن الحرية,وسفنٌ يهدأ بال إسرائيل حين تجوب الشواطئ العربية والتركية وتتعالى ألسنة لهبها في المدن السورية.‏

إن العالم قام ولم يُقعدهُ الحلف الأمروصهيوأوروبي حين تمّ أَسْرُ الجندي الصهيوني جلعاد شاليط من قبل حماس, والعالم المعني نفسه لم تتحرك له حاركةٌ حين قتلت راشيل كوري الناشطة اليهودية تحت الجرافة الصهيونية من أجل الإنسانية وحق الفلسطينيين بالوجود على أرضهم وتقرير مصيرهم عليها. والأغرب هو أن العرب الذين هم حريصون على الإسلام السياسي لم يعيروا موت هذه المناضلة اليهودية مع حقوق الإنسان أي اعتبار لأنهم لا يتمكنون من أن يكونوا معها, ولو كانت هي مع قضيتهم لأن المعلّم اليهودي وصاحب المرجعية والقرار لم يسمح لهم بالتعبير في خصوصها, ولا حتى بالتفكير. ومن الطبيعي اليوم حين يقرأ المواطن العربي على أرض العرب صورة الحدث الذي يجري على أرضه العربية من حكومات الربيع العربي ويعاير هذا الحدث بمعايير الحقوق, والوجود, وقضايا المصير المشترك سيجد أن الذين هجموا إلى الاستيلاء على السلطة ويهجمون في أقطار الربيع العربي ليس لديهم بنك عربي إسلامي للأهداف بل هم متعهدو بنك الأهداف الصهيوني وسدنته, وبنك الأهداف الأمروأوروبي واستراتيجياته التي عَزَفَتْ – وهي تحضُّر لديناميات الحراك العربي المزمع – على نغمة الطائفية وعملت على إيقاد نارها لأن الحرب الوطنية الأهلية في كل قطر عربي هي في أول استهدافات هذا البنك المقصود. وما تزال الجهود الإرهابية التي يقودها حلف الإرهاب الدولي المعني تصب الزيت على نار الفتنة, ولو قتلوا من أصدقائهم في منظومات السلطة العربية فالصديق لهذا الحلف المنوّه عنه مهما بلغت أهميته فهو أداة لأغراض أهداف بنكية مؤقتة ولا يَظُنّنَ أحدٌ من هؤلاءِ الأدوات بأنه عزيزٌ,وغالٍ, وهم أصدقاء مخلصون له كما رأينا هذا ونراه عند المُستتْبَعينَ العرب كما في كلمة الرئيس المصري لرئيس الكيان العنصري, ولذلك يقتلون ضابط الأمن في لبنان, وربما يقتلون بعده مَنْ يقتلون لكونهم يقومون بتنفيذ ما رصدوه من أهداف لهم في بنك أهدافهم الاستعماري، ونحن العرب لا نرغب بأن يكون لنا بنك أهداف يقابل بنوكهم ويتحدّى خططها، وبرامجها، ويضع استراتيجيات التحصين العربي والإسلامي والمسيحي ضدها، وإلى أن يحين وقتٌ تتوالد عندنا فيه هذه الإرادة وتصبح منظومات العمل العربي المشترك تنطلق من بنك المعلومات العربي،وقاعدة البيانات اللازمة، وبنك الأهداف القائم على أساس ذلك من الواجب علينا في سورية أن نهتم ولو بمفردنا في هذا الموضوع لأن الذي وافق على قدوم الإبراهيمي كموفد دولي من أجل المساعدة على انطلاق العملية السياسية للحل الوطني في بلدنا خروجاً من الأزمة ليس صادقاً فيما وافق عليه فهو يلعب بورقة تكتيكية في ظنّه، وهو من مفردةِ هدنةٍ دون أن يحدد المعنيين بها داخلياً، وعربياً، وإقليمياً، ودولياً يلعب بورقة ليس بالضرورة أن تكون بوابة للحل حتى يأتي بعد هذا اتهامٌ للدولة بأنها ليست جادة بالوصول إلى أي هدنة أو أي حل، لكون بنك الأهداف الصهيوني ليس فيه الحلُّ بإبقاء الجغرافيا السورية على تاريخيتها بل لا بد من نسف الدولة والتاريخ والجغرافيا هذا هو الحل النهائي عند من أوفد الإبراهيمي.‏

أما الحل الوطني الذي نملكه بكامل إرادة السيادة، والقرار المستقل يحتاج اليوم إلى أن نحدد –من خلاله- بنك الأهداف الوطنية، ونعلن محتوياته على صعيد السياسة، والاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، والحقوق، والواجبات، والمشاركة الوطنية، والوطن الواحد للجميع، والإيمان بالذات وبالآخر بقدسية واحدة، وإعادة صياغة العقل الذي تمّ استهدافه عند مَنْ هم حملة المشروع الوطني والسياسي بأبعاده الديمقراطية، فالبنك المأمول للأهداف الوطنية هو من نتائج خوض جماهيرنا الوطنية للمعركة ضد تدمير سورية ومن وراءها، ولذلك هي صاحبة الخطوة المهمة في تحديد مكونات هذا البنك، وتعيين قضاياه، ومعاً ننجز هذا الشأن التاريخي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية