واطلع على الواقع الخدمي واوضاع المواطنين وواقع الحياة وتوفر المواد الاساسية بعد ان اعادت قواتنا المسلحة الباسلة الامن والامان إلى معظم احياء المدينة.
وعبر رئيس مجلس الوزراء عن ثقته بان قواتنا المسلحة الباسلة ستعيد الامن والاستقرار لربوع الوطن وتعززه في كل شبر من ارض سورية ودعا ابناء مدينة حمص للعودة إلى مدينتهم بعد ان عادت تنبض بالحياة وان يطمئنوا لتوفر كل احتياجاتهم وضروريات حياتهم بدءا بالامن الذي وفرته قواتنا المسلحة ووصولا إلى المواد الغذائية والتموينية.
واكد رئيس مجلس الوزارء ان الهدف من الزيارة الاطلاع على واقع الخدمات في المحافظة والواقع المعيشي ضمن خطة الحكومة للتواصل مع المواطنين لافتا إلى ان حمص ستبقى قلب سورية النابض بالحياة التي عادت لتتدفق في جميع الشرايين الرئيسية للمدينة.
وحث الحلقي المعنيين بالمحافظة على تلافي التقصير في الجانب الاداري الذي بدا متراجعا بعكس الجانب الخدمي الذي يسير بشكل جيد مشيرا إلى ضرورة تلافي المشاكل المتعلقة بتدني الالتزام بالدوام في كثير من دوائر ومديريات المحافظة واعادة تفعيل وتنشيط قطاع الصحة بشكل خاص الذي يعاني من مشاكل واضحة تسببت بها اعتداءات المجموعات الارهابية المسلحة واستهدافها المباشر لهذا القطاع.
وقال الحلقي في تصريح للصحفيين: ان الواقع الخدمي في مدينة حمص مميز إلى حد ما في بعض القطاعات كالمياه والكهرباء وكذلك الامر بالنسبة للواقع المعيشي موضحا انه اطلع على الواقع بشكل مباشر من المواطنين واستمع اليهم وما هي احتياجاتهم.
واكد رئيس مجلس الوزراء أن كل مقومات الحياة متوفرة في معظم الاحياء وهناك 27 حيا من أصل 38 في المدينة هادئة وعادت اليها الحياة وهناك بعض النواقص في الامور الخدمية سيتم استكمالها بالتنسيق مع المحافظة.
واشار الحلقي إلى ان الحكومة بدأت باعداد قاعدة بيانات للمتضررين في حمص وبقية المحافظات كما وجهت فروع المصارف للتنسيق مع الادارة المركزية لافتتاح فروع في كل المناطق الامنة وفي حال تعذر هذا يتم افتتاح فروع في جامعة البعث. وشملت جولة رئيس مجلس الوزراء حي بابا عمرو ومراكز الاقامة المؤقتة في حي الشماس وشارع الحضارة ومجمع الباسل الصحي في كرم اللوز ومصفاة حمص وجامعة البعث بالاضافة إلى عدد من أحياء حمص ومصفاة حمص للاطلاع على واقع العمل فيها والتقى عدداً من الاهالي واستمع إلى مشاكلهم ومطالبهم. وقام رئيس مجلس الوزراء بتكريم عدد من أسر الشهداء المدنيين الذين استشهدوا على يد عصابات الغدر والارهاب.
وناقش المهندس عمر غلاونجي نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات وزير الادارة المحلية والمهندس عماد خميس وزير الكهرباء والدكتور هزوان الوز وزير التربية والدكتور محمد يحيى معلا وزير التعليم العالي والدكتور سعد النايف وزير الصحة والمهندس ياسر السباعي وزير الاشغال العامة التقارير المقدمة من مديري القطاعات الخدمية في المحافظة.
وطلب الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء من السيد أحمد منير محمد محافظ حمص تشكيل لجنة فرعية لحصر اعداد الاسر المتضررة من الأحداث الجارية نتيجة الاعمال الارهابية التي تشهدها المحافظة حيث انه لم يتم حتى الان رفع جداول اسمية بذلك والاسراع بتنظيم هذه الجداول ورفعها اصولا الى الجهات المعنية حتى يتم تعويض اصحابها بمبالغ مالية تساعدهم على تخطي الظروف الصعبة التي يعيشونها حيث تقرر دفع مبلغ 100 ألف ليرة سورية كاعانة لكل اسرة متضررة تعود الى منزلها.
جاء ذلك خلال الزيارة الميدانية التي قام بها امس الدكتور الحلقي الى حمص ورافقه فيها وزراء كل من التربية والصحة والكهرباء والتعليم العالي والاشغال العامة والادارة المحلية للاطلاع على الواقع الخدمي والمعيشي في المحافظة.
وقد بدأت الزيارة بعقد اجتماع في مبنى مديرية الخدمات الفنية حضره السيد محافظ حمص ومدراء القطاعات الخدمية المختلفة واعضاء المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة حيث استمع السيد رئيس مجلس الوزراء الى شرح قدمه المدراء المختصون حول الواقع الراهن واكد خلاله ان نسبة الدوام في كافة الدوائر الخدمية وشركات القطاع العام في حمص متدنية جدا ثم بدأ كل مدير بتقديم تقرير مفصل عن واقع العمل في مديريته.
التربية
ففي قطاع التربية بين مدير التربية وجود 68 مدرسة مازالت مشغولة كمراكز ايواء للنازحين جراء الاعمال الارهابية التي تشهدها مناطقهم واشار الى وجود نسبة 21٪ من المدرسين الذين لا يتمكنون من الوصول الى مراكز عملهم بسبب الصعوبات الموجودة في الطرقات، كما تبلغ نسبة الدوام الاداري في قطاع التربية 70٪ وقد تم تفعيل بعض المدارس في المناطق الساخنة او غير الآمنة من خلال جهود كبيرة للاسرة التربوية في حمص مثل مدارس القصير وتلبيسة والحولة. اما بالنسبة لمنطقة السخنة فسيتم حل مشكلتها عن طريق برنامج تشغيل الشباب لرفدها بكادر تدريسي مؤهل.
الكهرباء
ام بالنسبة لقطاع الكهرباء بين مدير الكهرباء وجود اعطال يومية اعتيادية في المنظومة الكهربائية يتم اصلاحها في اليوم نفسه باستثناء بعض المناطق المتوترة حيث تستغرق عمليات الاصلاح مدة اطول واضرار الشبكة الكهربائية كبيرة جدا بسبب تعرض الشبكات الهوائية للتخريب واضاف ان محاولات اعادة الشبكة للعمل في بعض الاحياء مثل عشيرة وبابا عمر ودير بعلبة تواجهها مشكلة سرقة الكابلات الكهربائية لذلك تم ربط الخدمة بعملية رجوع المواطنين الى منازلهم وبلغت نسبة الاضرار في الشبكة مليارا و 700 مليون ليرة سورية.
وبالنسبة لمنطقتي الرستن وتلبيسة وبسبب استحالة الوصول اليهما لاصلاح الاعطال فقد بقيت خارج الخدمة.
الصحة
من جانبه بين مدير صحة حمص ان قطاع الصحة تضرر كثيرا منذ بداية الازمة فقد بلغت نسبة الاضرار التي اصابت منشآت القطاع الصحي نحو مليار ونصف المليار ليرة سورية اضافة الى فقدان 40 مليار ونصف المليار ليرة سورية اضافة الى فقدان 40 شهيدا من العاملين في هذا القطاع اثناء تأدية واجبهم.
كما اصبحت منظومة الاسعاف خارج الخدمة حيث تم تدمير 20 سيارة اسعاف بالكامل وقامت مديرية الصحة بتزويد اجهزة الدفاع المدني بـ 8 سيارات اسعاف كما خرجت ست مشاف عامة من الخدمة من اصل 11 مشفى كذلك خرج من الخدمة 25 مركزا صحيا من اصل 211 مركزا موجودا في المحافظة وللتغلب على الواقع والاستمرار في تقديم الرعاية الصحية للمواطنين تم تحويل مشفى الوليد التخصصي الى مشفى عام وسيتم تحويل مركز الباسل في حي كرم اللوز الى مشفى اسعافي وسيتم كذلك تجهيز مشفيي المخرم وتدمر لاستقبال مختلف الحالات الطبية والاسعافية.
الواقع الراهن في جامعة البعث
بعد ذلك تحدث الدكتور احمد مفيد الصبح رئيس جامعة البعث عن الوضع التعليمي في الجامعة فبين ان العملية التدريسية تسير بشكل جيد في مختلف الكليات وفي التعليم المفتوح والدراسات العليا مشيرا الى الحاجة الى تأمين وسائل نقل للموظفين الذين يقطنون في ريف المحافظة واشار الى مشكلة المباني التابعة للجامعة والمدينة الجامعية والتي تم تخريبها وضرورة اصلاحها لاستئناف التدريس فيها واستيعاب الطلاب.
وضع الخدمات
كما تحدث المهندس نضال العلي مدير الخدمات الفنية في محافظة حمص فقدم شرحا عن الوضع الخدمي الراهن مبينا ان اغلب المشاريع متوقفة بسبب وجودها في اماكن غير آمنة كمشاريع المطامر الصحية ومحطات المعالجة وتطرق الى مشكلة ارتفاع الاسعار بشكل كبير ومفاجئ وانعكاسها على سير العمل في تنفيذ هذه المشاريع وبلغت قيمة الاضرار التي اصابت الاليات التابعة للمديرية نحو 23 مليون ليرة.
إصلاح الشبكة الهاتفية
من جانبه قال السيد كنعان جودة مدير مؤسسة اتصالات حمص ان وضع الاتصالات جيد جدا حيث تم اصلاح الشبكة الهاتفية في بعض الاحياء بشكل كامل وتسير عمليات تحصيل قيمة الفواتير من المشتركين بشكل ممتاز.
تأثر أداء مجلس المدينة
كما ذكر السيد ناظم طيارة رئيس مجلس مدينة حمص وجود مشاكل كثيرة تعيق عمل المجلس فهناك 80٪ من العناصر يمارسون اعمالا خدمية ويقطنون في الريف وهم لا يستطيعون الحضور الى عملهم بسبب صعوبات الانتقال وغلاء اجور المواصلات اضافة الى تعطل 60٪ من اليات النظافة و25٪ من الآليات تحتاج الى اصلاح فيما تقوم الاليات الباقية بالعمل في احياء حمص ما يؤدي الى حصول ضغط في العمل في هذا المجال ويعاني مجلس مدينة حمص ايضا من كثرة الديون بسبب ضعف التحصيلات المترتبة على المواطنين وبعض الجهات الاخرى وقد استشهد موظفان من المديرية اثناء اداء العمل اما نسبة الدوام في المديرية فهي جيدة.
مياه حمص
كذلك تحدث السيد حسن حميدان مدير مؤسسة المياه فأشار الى حصول عمليات انقطاع للمياه في بعض الاحيان بسبب وضع موقع نبع التنور الموجود في منطقة القصير غير الامنة مضيفا انه تم تطبيق برنامج للتقنين لايصال المياه الى اكبر شريحة ممكنة اضافة الى وجود مشكلة في تأمين مادة الكلور لتعقيم المياه حيث كان يتم الحصول عليها من حلب وتحاول المؤسسة تأمينها من خارج القطر بالتعاون مع الصليب الاحمر والجهات المعنية.
واشار حميدان الى وجود 530 مشروعا لمحطات ضخ متوزعة في ريف المحافظة وهي بحاجة لمادة المازوت وهناك صعوبة في تأمينها وبين حميدان ان قيمة الاضرار في قطاع المياه بالمحافظة بلغت 200 مليون ليرة سورية.
وبعد ذلك اجاب السادة الوزراء على مداخلات المدراء فأكدوا على ضرورة تقديم الدعم اللازم لتجاوز الصعوبات الموجودة في كل مديرية لاعادة الحياة الطبيعية الى حمص مدينة وريفا.
من جانبه اكد محافظ حمص على اهمية زيارة هذا الوفد الحكومي لمدينة حمص مضيفا انه سيتابع مع المدراء المختصين كل ما تم مناقشته لايجاد الحلول له والوصول الى واقع افضل. وفي ختام الاجتماع قام الوفد الحكومي بتكريم عدد من اسر الشهداء المدنيين في صالة البعث الرياضية ثم جالوا على عدد من الاماكن كمصفاة حمص واحياء بابا عمرو والشماس وجامعة البعث وشملت الجولة زيارة بعض المحال التجارية في شارع الحضارة ثم زاروا مركز الباسل الصحي في حي كرم اللوز.
وتجدر الاشارة الى ان السيد صبحي حرب امين فرع حزب البعث حضر جانبا من الاجتماع وشارك ومحافظ حمص في الجولة التي قام بها الوفد الى انحاء حمص.