تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تشومسكي: أميركا تحاول إنتاج الأنظمة الديكتاتورية.. وتخشى القرار المستقل والديمقراطية الحقيقية في الشرق الأوسط

القاهرة
سانا-الثورة
أخبار
الأربعاء 25-10-2012
الولايات المتحدة الأميركية التي تدعي تغنيها بالحرية والديمقراطية وهي أكثر الدول القمعية في العالم كما تخاف أصلاً من الدول التي تحاول تطبيق الحرية والديمقراطية

وتخاف من الشعوب التي تطالب بالاستقلالية لأنها ستكون شوكة في حلقها ولا تستطيع أميركا فرض سيطرتها على تلك الدول التي تتمتع شعوبها بالاستقلالية. هذا ليس تحليلاً وانما هو كلام الأميركي المعروف نعوم تشومسكي صاحب الانتاج اللغوي والفلسفي والنقدي وهو مؤسس علم اللغويات الحديث هو ليس أميركياً عادياً هو العالم ببواطن أميركا وسياستها الداخلية والخارجية فعندما يقول تشومسكي ان استطلاعات للرأي بين الأوروبيين يبين ان اسرائيل هي أخطر دولة نووية في العالم وليست ايران وعندما يقول ان هناك دولتين مارقتين تنتهكان ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على عدم استخدام القوة في النزاعات الدولية هما أميركا واسرائيل.‏

أليست هذه من المسلّمات عند الشعوب العربية والاسلامية لكن حكام تلك الدول تريد تغيير البوصلة باتجاه ايران وايران فقط.‏

وفي هذا السياق نقلت رويترز عن تشومسكي قوله في محاضرة بعنوان «النظام العالمي الناشئ والربيع العربي» في الجامعة الامريكية في القاهرة أمس ان الامر الاخطر بالنسبة للولايات المتحدة سيكون هو التحركات تجاه استقلالية القرار في منطقة الشرق الاوسط مؤكدا أن مخططين أدركوا منذ الاربعينيات من القرن الماضي أن السيطرة على مناطق مخزونات الطاقة في الشرق الاوسط له علاقة كبيرة بالسيطرة على العالم أجمع.‏

وقال تشومسكي ان هناك امرا اخر يخيف الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط يتمثل في احتمال أن تتحرك المنطقة صوب استقلالية لها وهذا يمثل تهديدا خطيرا لها مشيرا إلى أن هناك دراسات كثيرة للرأي العام في العالم العربي أجرتها وكالات أمريكية وتوصلت إلى نتائج تفيد بأن الولايات المتحدة لا تريد حقا أن تعبر السياسات في الدول العربية عن الرأي العام لشعوب المنطقة.‏

واضاف تشومسكي انه بالنسبة للغرب فان الدول الاهم هي الدول النفطية الدكتاتورية في منطقة الخليج لكن هذه الدول قمعت الانتفاضات التي طالبت بالديمقراطية فيها بعنف وبدعم من الغرب مبينا أن المناطق التي شهدت تغييرا بقيت الهياكل الرئيسية للدكتاتوريات القديمة كما هي على الرغم من تعرضها للتهديد من قوى شعبية تمثل قلقا خطيرا للغرب.‏

وحذر تشومسكي من محاولات الولايات المتحدة الامريكية لاعادة بناء النظم القديمة في الدول التي شهدت تغيرات تتجه صوب الديمقراطية في المنطقة لانها بقيت تدعم الانظمة الدكتاتورية السابقة وكذلك فعلت فرنسا مع تونس قبل الانتفاضة التونسية إلى أن أصبح من المستحيل الاستمرار في دعمها.‏

وأضاف تشومسكي ان الخطر الاكبر من الناحية النووية في الوقت الحالي ينبع من الشرق الاوسط مشيرا إلى أن السبب الحقيقي للقلق صاغه الجنرال لي باتلر القائد السابق للقيادة الاستراتيجية الامريكية عندما قال ان تسلح دولة في منطقة الشرق الاوسط بالاسلحة النووية أمر خطير لانه قد يدفع دولا أخرى لفعل الشيء نفسه موضحا ان باتلر كان يشير إلى اسرائيل لكن الاوروبيين والامريكيين حولوه إلى ايران.‏

وأضاف تشومسكي أن مشاركين في استطلاعات للرأي بين الاوروبيين قالوا انهم يرون أن اسرائيل هي أخطر دولة في العالم مشيرا إلى أن ايران لا تعتبر تهديدا كبيرا بين المواطنين العاديين وفقا لاستطلاعات الرأي في الغرب لكن وسائل الاعلام تلتزم باراء الانظمة الدكتاتورية لذا نسمع دائما ان العرب يريدون تحركا حاسما تجاه ايران لكن الحقيقة هي أن الشعوب لا تريد هذا وانما اراء الحكام المستبدين هي المهمة بالنسبة لافكار الغرب عن الديمقراطية.‏

وقال تشومسكي ان هناك دولتين مارقتين تنتهكان ميثاق الامم المتحدة الذي ينص على عدم استخدام القوة في النزاعات الدولية الا وهما الولايات المتحدة واسرائيل لافتا إلى ان التهديدات التي تتعرض لها ايران ليست شفوية فحسب فهناك حروب دائرة تشمل الاغتيالات واقتصادية والكترونية ضد ايران.‏

واكد تشومسكي ان هناك طريقة مباشرة لانهاء اي خطر نووي يمكن أن تمثله ايران وهو اقامة منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط لافتا إلى اهمية وجود ضغط شعبي كبير في الولايات المتحدة بهذا الاتجاه ولكن هذا الضغط لن يحدث ببساطة لان وسائل الاعلام الامريكية لن تتحدث عن الموضوع. وقال ان هذا يشير إلى نوع اخر أكثر تعقيدا من القمع في المجتمعات التي تتمتع بالحرية مثل الولايات المتحدة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية