وتوريط اللبنانيين في الشأن السوري لتمرير تهريب السلاح والارهابيين عبر أراضيها مستغلة مسلحيهم في محاولة الانقلاب على الحكومة التي لاقت استنكاراً من الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية الداعية لعدم زج اغتيال رئيس شعبة المعلومات وسام الحسن لاستهداف الاستقرار وإبعاد العدو الصهيوني عن ساحة الجريمة منوهين بالجهود المبذولة لاحتواء الأزمة، وفي هذا السياق أكد نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني ان المرحلة الراهنة في لبنان تستدعي المزيد من الحكمة والوعي وعدم الانجرار وراء المواقف الانفعالية.
وقال بري خلال لقائه النواب أمس: إن المواقف الانفعالية لا تقود إلى اي مكان مضيفا انه من غير المقبول ولا مصلحة لاحد في ان تقع البلاد في الفراغ والشلل وانه لا يمكن مقاربة مسألة الحكومة أو غيرها الا من خلال الحوار وليس عن طريق مقاطعته ومقاطعة التشريع.
وفي هذا الصدد دعا رئيس مجلس النواب إلى ما سماه هجوماً ايجابياً أكثرياً لتفعيل عمل الحكومة ومتابعة شؤون اللبنانيين واحوالهم وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمرون بها مشيرا إلى اهمية تنشيط عمل اللجان النيابية لدرس المشاريع والاقتراحات في كل المجالات.
وتأتي تصريحات بري اثر التداعيات السياسية والامنية التي شهدها لبنان في اعقاب التفجير الارهابي الذي تعرضت له منطقة الاشرفية الجمعة الماضي.
بدوره دعا عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل خليل حمدان إلى التمسك بقاعدة تلازم وحدة الجيش والشعب والمقاومة في لبنان لتجاوز الازمة التي مر بها في اعقاب تفجير الاشرفية الجمعة الماضي.
وقال حمدان في كلمه له خلال حفل تأبيني حضره في بلدة عدلون ان اغتيال وسام الحسن رئيس شعبة المعلومات استهدف الاستقرار والامن في لبنان وتكريس الانقسام السياسي بين اللبنانيين مشددا في هذا الصدد على ضرورة التفتيش عن المستفيد من عملية الاغتيال هذه في الوقت الذي تسعى فيه المقاومة الوطنية اللبنانية لمد جسور التفاهم مع الجميع عبر التأكيد على الحوار.
وأشار حمدان إلى ان من يحاول بث الفرقة بين اللبنانيين هو نفسه الذي يستثني العدو الصهيوني من ساحة المواجهة ويقلل من مخاطر هذا العدو على لبنان مبينا ان المنطقة تقع بكاملها تحت تأثير مؤامرة تستهدف الجميع وبامكانات عالية على مستوى الاعلام والتسلح واستخدام الدعاية الرخيصة بهدف تغيير اتجاه البوصلة لافتا في هذا الصدد إلى ان كل محاولة للنيل من وحدة سورية وجيشها وقيادتها هدفها النيل من قوة المقاومة والممانعة التي انتصرت لفلسطين والقدس.
ورأى حمدان ان لبنان بات في عين العاصفة وتجاوز التحديات يكمن باتخاذ المواقف الجريئة التي تحتاج إلى قيادات تمسك بالشارع بدل أن تستسلم لشعارات بعض الموتورين مدفوعة الاجر ولو على حساب الوطن والمواطن.
وفي هذا الاطار نوه بالجهود التي بذلت لاحتواء الوضع في لبنان مضيفا ان الحكومة اللبنانية الحالية ليست لحساب فريق من اللبنانيين ونستغرب كيف أن حرص بعض الدول على استقرار الوضع في لبنان أزعج البعض الذي يريد استقالة الحكومة ولو على حساب البلد ومؤسساته.
إلى ذلك استنكر لقاء الاحزاب والقوى الوطنية في مدينة النبطية اللبنانية محاولة فريق 14 اذار الانقلاب على الحكومة وتسعير الفتنة في لبنان عبر استخدام مجموعات مسلحة من القوى السلفية المرتبطة بمشروع تفتيت الوطن العربي.
وحذر لقاء الاحزاب اللبنانية من محاولات هذا الفريق تعميم الفوضى في كل المناطق اللبنانية نزولا عند رغبة سيدهم الاميركي في تعميم ما يسمى الفوضى الخلاقة. ودعا اللقاء في بيان اصدره عقب اجتماعه أمس في مركز الحزب الديمقراطي الشعبي في النبطية إلى الوقوف بوجه التدخل الخارجي في شؤون سورية وتهريب السلاح والارهابيين إلى اراضيها.