على قرار بشأن سورية اما نحن فنعتقد انه يجب في البداية اخذ العبر من الدرس الليبي وعدم تكرار هذا الخطأ الكبير وهذا بالنسبة لروسيا بديهية مطلقة.
واضاف لافروف في حديث لصحيفة روسيسكا غازيتا الروسية نشر الجزء الثالث منه اليوم.. اننا نتمسك في كل القضايا الدولية بالمبادىء من اجل ان يكون كل شيء في اطار القانون الدولي وليس بالبساطة التي هز بها كولن باول وزير الخارجية الامريكي الاسبق في يده انبوبة الاختبار بما فيها من مسحوق ابيض في مجلس الامن الدولي معتبرا ان فيها الجمرة الخبيثة واذا لم نبدأ الحرب فان العراق سيصيب العالم باسره بأسلحة الدمار الشامل.
وتابع لافروف: لقد تمسكنا حينها بالقانون الدولي ولم نعط الموافقة على الحرب ضد العراق في مجلس الامن الدولي ونفس الشيء نفعله بالنسبة لسورية وطبعا نتذكر درس ليبيا مع الجميع حيث تعرض القانون الدولي إلى اختبار عسير وحورت قرارات مجلس الامن وانظروا ماذا يحصل في هذا البلد نتيجة ذلك وانا هنا لا اتحدث عن مأساة بنغازي والقتال الضاري الدائر في بني وليد حاليا ولكنه درس يجب أن نأخذ منه العبر.
وأشار لافروف إلى أن روسيا ما زالت تتواصل مع كل البلدان الاساسية بصورة مكثفة كالسابق بل حتى اكثر نشاطا من السابق فيما يخص سورية كما لديها اتصالات مع كل المجموعات المعارضة فيها مضيفا.. لا تتحدث أي مجموعة معارضة حتى الاكثر تطرفا بينها عن الامور التي نسمعها من الزملاء الغربيين ومن بعض السياسيين في المنطقة حول دور روسيا فيما يخص الاوضاع في سورية ومع ذلك هناك امثلة مثل يوسف القرضاوي الذي يشتهر بانه من خلال قناة الجزيرة القطرية يوجه لنا الاهانات وهذا من الشواذ في حين ان اغلب المعارضين السوريين وغيرهم من البلدان العربية الذين نتواصل معهم يبدؤون حديثهم بضرورة محافظة روسيا على وجودها في المنطقة.
وحول التصريحات الغربية بشأن وقوف روسيا على الجانب الخاطىء للتاريخ وفقدانها للشرق الاوسط قال لافروف: ان هذه التصريحات ليست الا مساعي من الساسة الغربيين لتقديم امانيهم على انها امر واقع ومحاولات لتحريض قوى معينة ضدنا مضيفا في هذا الصدد: فقط المهمشون من بين اعداد المعارضة في المنطقة يمكنهم ان يشاركوا في هذه اللعبة اما نشطاء المعارضة الجدية فيدركون بوضوح كيف يجب ان تكون الامور وان روسيا هي عنصر من عناصر الاستقرار في المنطقة.
وشدد لافروف على أنه مهما حدث فانه كما في السابق عندما تحررت المنطقة من نير الاستعمار ستبقى روسيا شريكا موثوقا به وعاملا مهما لضمان التوازن الجيوسياسي فيها وليس هناك أي تحيز ضد روسيا.
من جهة أخرى قال لافروف حول احتمال قيام اسرائيل والولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية لايران.. ان بلاده ستعير اهتماما بالغا بأي توجه إلى مجلس الامن الدولي ولن تسمح بتمرير تأويلات ماكرة من هذا القبيل وستضمن عدم تأويل اي قرار على غرار القرار حول ليبيا.
وأضاف لافروف: اننا نسمع التصريحات الاسرائيلية والامريكية بشأن الملف النووي الايراني ولكن ليس هناك اي دليل على ان ايران اتخذت قرارا بضم العنصر العسكري إلى برنامجها النووي كما تجري كل الاعمال في اطار البرنامج النووي الايراني تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويجري تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 4.5 بالمئة لغرض انتاج الوقود كما يجري تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20 بالمئة لسد احتياجات مفاعل طهران للابحاث وهذا المفاعل ليس محظورا وطلب ايران بالحصول على الوقود شرعي تماما.
وأشار لافروف إلى ان ما تقوم به ايران لا تحظره معاهدة حظر انتشار السلاح النووي وقواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تسعى إلى التحقق من طابع هذا البرنامج وقد ظهر من الخطوات العملية أنه لم يتم العثور على اي شيء محظور كما أن كل ما اعلنت عنه ايران من عناصر برنامجها النووي يخضع لرقابة الوكالة حيث هناك كاميرات الفيديو التي ترصد اجهزة الطرد المركزي وغيرها من المواقع ويزور المواقع دائما مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية لافتا إلى أن روسيا تود ان يكون تعاون ايران مع الوكالة وثيقا أكثر لكي تنفذ ايضا البروتوكول الاضافي الملحق بالاتفاقية حول الضمانات وهي وثيقة غير الزامية لكن من المهم ان تنفذ ايران المطالب الاضافية المتعلقة بهذا البروتوكول.
اما فيما يخص الحديث عن حقوق الانسان فاعتبر لافروف أن بعض الدول الغربية تهدف من خلال الحديث الدائم عن حقوق الانسان في الدول الأخرى إلى الحصول على نقاط في السياسة الداخلية سواء كان ذلك يتعلق أو لا يتعلق بدورات انتخابية معينة ورفع سمعتهم بين صفوف الناخبين وهذا ما يفعله بعض الساسة من خلال النقد العلني لروسيا مشيرا إلى أن هذا الامر مستمر طالما أن لدى البعض احساسا بأن هذا يجلب لهم كسبا في السياسة الداخلية بينما لا علاقة له على الاطلاق بالاهتمام الفعلي بحقوق الانسان.
وأوضح لافروف ان وضع حقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية غالبا ما يتم التغاضي عنه حيث نلاحظ أن ملايين المواطنين الذين لهم حق التصويت قانونيا في الولايات المتحدة وفي السن الذي يسمح لهم بالتصويت لا يمكنهم استخدام هذا الحق اذ لكل ولاية خدعها الخاصة ففي بعض الاماكن يمكن التصويت باستخدام رخصة القيادة وفي بعضها اشد حزما يطلب تقديم بطاقة الهوية ولكن كنتيجة نحو 5 ملايين شخص لا يمكنهم التصويت.
وتابع لافروف: ان مرشحي الرئاسة الذين ترشحهم أحزاب الخضر والاحزاب الأخرى الصغيرة يحتجون على عدم السماح لهم بالمشاركة في المناظرات فيما لم تنفذ الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد اخر من دول الغرب حتى الان التزاماتها في اطار مجلس الامن والتعاون الاوروبي ولم تدرج في قوانينها الوطنية التزامات بدعوة المراقبين الدوليين من الامم المتحدة.
ولفت لافروف إلى أن ممثلي روسيا زاروا الولايات المتحدة ضمن تشكيل بعثة منظمة الامن والتعاون الاوروبي وفي اطار الاتصالات الثنائية لمراقبة الانتخابات الامريكية وفي العديد من الولايات لم يسمح لهم حتى بالدخول إلى مراكز الاقتراع وعندما ينطقون كلمة منظمة الامن والتعاون الاوروبي يبدؤون بالنظر اليهم وكأنهم ينظرون إلى انسان لديه مشكلة في النطق وهذا ما يحدث بالفعل.
وتابع لافروف: لقد تحدثت إلى كونداليزا رايس عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الامريكية وأعربت لها عن بعض الاعتراضات واقترحت عليها جمع خبرائنا في مجال حقوق الانسان والرقابة الانتخابية وتبادل أفضل الممارسات وأجابت رايس على ذلك.. ما المشاكل التي لدينا وأنا ذكرتها أن الانتخابات في الولايات المتحدة غير مباشرة ولكن تتم عبر تشكيل لجان المقترعين وفي ذات الوقت كما يقولون هم أنفسهم أنه لو حدث وكان في احدى الولايات الفارق بنسبة 2 بالمئة فان النائب الحاصل على 51 بالمئة يأخذ كل الاصوات وبالتالي يشكل المقترعون من جانب هذا الحزب النسبة المرجحة.
وأشار لافروف إلى أنه في عام 2000 حصل البرت غور على عدد أصوات أكبر من جورج بوش ولكن مع أصوات المقترعين سار الامر بصورة مختلفة وظهرت مشكلة وقاموا باعادة فرز الاصوات وفي النهاية تم وقف اعادة الفرز بقرار من المحكمة العليا التي تشكل غالبية أعضائها من الجمهوريين وفي النهاية وصل إلى السلطة الرئيس الذي صوتت له أقلية المواطنين الامريكيين.
وفي هذا الصدد لفت وزير الخارجية الروسي إلى ما قالته رايس لدى سؤالها عن هذا الامر بانها تعرف ذلك جيدا ولكن هذه مشاكلهم التي اعتادوا عليها وانهم تكيفوا مع النظام المعمول به وهو يعمل وكل شيء على ما يرام.
مكاروف: لدى المسلحين
في سورية صواريخ أميركية الصنع
من جهته اكد رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الروسية نيكولاي مكاروف وجود معطيات تثبت أن المجموعات المسلحة في سورية تمتلك منظومات للصواريخ المحمولة مختلفة منشأ الصنع بما في ذلك صورايخ ستينغر الامريكية.
وقال مكاروف للصحفيين ان المجموعات المسلحة في سورية تمتلك منظومات الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات من صناعات أجنبية مختلفة بما في ذلك من صناعة أمريكية موضحا ان هذه الاسلحة والمعدات والذخيرة تنقل إلى هذه المجموعات بطرق مختلفة بما فيها الجوية المدنية مشيرا إلى خطورة ذلك.
وفي معرض تعليقه على ايعاز الرئيس الامريكي باراك أوباما بتزويد المجموعات المسلحة بدفعة من الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات قال رئيس هيئة الاركان العامة الروسية ان الامريكيين تخلوا عن هذه الايعازات وقالوا انهم لم يزودوا المعارضين السوريين بأي نوع من السلاح الا انه لدينا معلومات موثقة تثبت بأن لدى المجموعات المسلحة صواريخ محمولة أجنبية الصنع بما فيها الصواريخ الامريكية.
تشوركين: نجاح مهمة الإبراهيمي مرتبط بالتزام الأطراف الإقليميين والدوليين
بدوره أكد مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين أن تحدي نجاح مبادرة مبعوث الامم المتحدة إلى سورية الاخضر الابراهيمي لوقف العنف في سورية خلال عيد الاضحى لا يكمن بموافقة أعضاء مجلس الامن الدولي عليها بل في التزام كل الاطراف الاقليميين والدوليين بممارسة نفوذهم على المجموعات المسلحة من أجل القبول بالهدنة ووقف العنف.
وقال تشوركين في تصريح صحفي له أمس في مقر الامم المتحدة بنيويورك: لسنا متفاجئين باعلان بعض المجموعات المسلحة رفضها وقف العنف لان الكثير منها يرفض الانتقال من مسار العنف المسلح إلى المسار السياسي ولذلك نطالب الجهات التي لها نفوذ عليها ألا تزودها بالاسلحة والصواريخ وتفرض عليها الموافقة على ما دعا اليه المجلس لان ذلك هو المسار الصحيح لوضع حد للازمة في سورية.
وأعرب تشوركين عن أمل روسيا بتطبيق الهدنة على أرض الواقع من قبل المعارضة والحكومة للتوصل إلى وقف العنف وتنظيم العملية السياسية التي تؤدي إلى حل سياسي للازمة في سورية.
وقال تشوركين ان البيان الصادر عن مجلس الامن يرتكز على ثلاثة عناصر الاول هو دعم أعضاء المجلس لمبادرة الابراهيمي ودعوة كل الاطراف الاقليمية والدولية لفعل ذلك وممارسة نفوذها على الارض من أجل فرض الهدنة.
وأضاف تشوركين ان العنصر الثاني هو التعامل مع المسائل الانسانية الملحة التي يواجهها الشعب السوري والعنصر الثالث هو فتح الافق السياسي للحل والحاجة إلى استخدام الهدنة للدخول إلى مجال أوسع في سبيل التسوية السياسية.
وأوضح تشوركين أن الابراهيمي كرر مجددا أنه يريد أن يكون بيان جنيف أساسا لهذا العمل المستقبلي باعتباره بيانا توافقيا بين أطراف المجتمع الدولي تم اعتماده في اطار قراري مجلس الامن 2042/2043.
وأشار تشوركين إلى قلق بلاده من الانباء التي تحدثت عن ارسال منظومات صاروخية إلى المجموعات الارهابية المسلحة في سورية لافتا إلى ان روسيا اجرت اتصالات مع الدول التي يمكنها ارسال مثل هذه المنظومات لكن احدا لم يعترف بذلك حتى الآن.
غروشكو مندوب دائم
لروسيا لدى حلف الناتو
من جانب آخر وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما بتعيين الكسندر غروشكو مندوبا دائما لروسيا لدى حلف شمال الاطلسي الناتو.
وذكر موقع روسيا اليوم ان غروشكو شغل قبل تعيينه مندوبا لروسيا لدى حلف الناتو منصب نائب وزير الخارجية الروسي وكان يشرف على مسائل المنظمات الاوروبية واليوروأطلسية.
واوضح النائب الاول لرئيس مكتب العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي فيجسلاف نيكونوف ان الممثل الجديد لروسيا لدى الناتو يتميز بخبرة مهنية عالية ويتمتع بمكانة خاصة في الوسط الدبلوماسي والسياسي وبين الخبراء الروس.
واشار إلى ان مسألة نصب منصات الدرع الصاروخية الامريكية في أوروبا الشرقية ستكون مركز اهتمام روسيا والناتو وعلى الممثل الجديد لدى الناتو حلها علما أن القرار الرئيسي في هذا الموضوع لن يتخذ في بروكسل مقر الحلف وانما سيصدر من واشنطن مشددا على أن هذا الموضوع يخص العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة أكثر مما هو بين روسيا والناتو.
واضاف نيكونوف ان مسألة توسع حلف الناتو نحو شرق أوروبا ستكون من المهام اللاحقة لعمل غروشكو في العامين القادمين لافتا إلى أن اتخاذ الناتو لخطوات باتجاه ضم جورجيا إلى الحلف من شأنه تأزيم العلاقات بين روسيا والناتو وربما تصل الامور إلى حد تجميد هذه العلاقات أو قطعها كليا.