ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية ارنا عن خرازي الذي يزور باريس لحضور منتدى القادة من أجل السلام قوله خلال لقائه ماريل دو سارنز رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية أمس إن فرصة الشهرين فرصة جيدة لأوروبا لتعويض إجرائها السابق ومنع تدمير الاتفاق النووي عن طريق الإسراع بالآلية المالية «إينستكس» لتسهيل التبادلات التجارية والمالية.
وأضاف خرازي إن الشعب الإيراني يشعر بتشاؤم شديد تجاه أوروبا بسبب إخفاقها في الوفاء بالتزاماتها وتبعيتها لسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض الحظر والامتثال لقرارات واشنطن العابرة لأميركا.
بدورها أكدت دو سارنز أهمية إيران داعية للاستماع إلى آرائها الدقيقة بخصوص القرار الأخير وقالت إن أوروبا وفرنسا لديهما الإرادة وحسن النية لدعم وحماية الاتفاق النووي ونأمل في إيجاد حل جيد.
كما أكدت دو سارنز على أهمية تبادل الزيارات بين الوفود البرلمانية بين البلدين من أجل فهم وقائع وآراء الطرفين بشكل أفضل.
من جانبه أكد مستشار رئيس البرلمان الإيراني منصور حقيقت بور أن الخطوات التي تتخذها أميركا تفتقر إلى العقلانية وهدفها هو مجرد استعراض القوة أمام إيران.
وقال حقيقت بور في تصريح تلفزيوني: إن دخول الولايات المتحدة لمياه الخليج لا يخدم أمن واستقرار المنطقة وإن إيران باعتبارها من يحافظ على الأمن والسلام فيها ترى أن هذه الخطوات لا تبشر بخير.
وأشار حقيقت بور إلى أن إيران لا ترى أي إيجابية في دعوة واشنطن للتفاوض لأنها خرجت من الاتفاقات الدولية ولايمكن الوثوق بها.
وفي ظل التهديد الأميركي المتصاعد، أرسلت الولايات المتحدة سفينة هجومية برمائية وبطاريات صواريخ «باتريوت» إلى الشرق الأوسط لتعزيز قدرات حاملة طائرات وقاذفات من طراز «بي-52» أُرسلت سابقا إلى منطقة الخليج، ما يفاقم الضغوط على إيران. وأعلنت وزارة الحرب الأميركية أنه ردا على التهديدات المفترضة من إيران، باتت السفينة الحربية «يو إس إس ارلينغتون» التي تضم على متنها قوات من المارينز وعربات برمائية ومعدات ومروحيات إلى جانب منظومة باتريوت للدفاع الجوّي في طريقها إلى الشرق الأوسط.
وتم إرسال حاملة الطائرات ووحدة قاذفات «بي-52» إلى الخليج، كما أعلنت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» المشرفة على القوات الأميركية في الشرق الأوسط وأفغانستان، على «تويتر» أن قاذفات «بي-52» وصلت إلى منطقة العمليات بتاريخ 8 أيار دون أن تحدد المكان الذي هبطت فيه.
وكان مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للأمن القومي جون بولتون أشار إلى أن الهدف من عملية نشر القوات توجيه تحذير «واضح ولا لبس فيه» لإيران من أي هجوم يستهدف الولايات المتحدة أو حلفاءها في المنطقة حسب زعمه.
ولم تفصح واشنطن عن أي تفاصيل إضافية بشأن التهديد المحتمل، ما أثار انتقادات بأنها تبالغ في رد فعلها وتفاقم التوترات في المنطقة من دون مبرر.
ولم يصدر أي رد فعل فوري من طهران حيال الخطوات الأميركية الأخيرة، لكنها قللت في وقت سابق هذا الشهر من أهمية إرسال حاملة الطائرات الأميركية.
وقال المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي كيوان خسروي إنّ بيان بولتون هو توظيف ساذج لحدث محترق في إطار الحرب النفسية، التي تخوضها ضد الجمهورية الإسلامية، بحسب ما نقلت عنه وكالة «إرنا».
وفي ظل تنامي التوترات قال ترامب أول أمس إنه منفتح على إجراء محادثات مع القيادة الإيرانية. وقال للصحفيين في البيت الأبيض ما أرغب بأن أراه من إيران هو أن يتصلوا بي. لكن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هدد في اليوم ذاته برد «سريع وحاسم» من الولايات المتحدة على أي اعتداء تشنّه طهران.
وقال لا يجب أن تخطئ إيران في فهم ضبط النفس الذي نمارسه حتى الآن على أنه افتقار للعزيمة، لكنه أكد «لا نسعى للحرب».