قد اصاب اردوغان ومشروعه الاستعماري بمقتل وشل تفكيره الذي ينحصر اليوم بالبحث عن مخرج ينجيه من شر حماقاته وينجي مرتزقته الذين يعيشون لحظاتهم الاخيرة، بالاضافة لمرتزقة قسد الذين يعانون الويلات جراء ما ارتكبت ايديهم من مجازر في الجزيرة السورية وخصوصاً في ريف دير الزور الذي ينتفض بوجه هؤلاء يومياً مطالبين بخروجهم من المناطق التي يحتلونها هناك.
فمع استمرار النحيب التركي على مرتزقة ادلب عقب تقدم الجيش العربي السوري في المناطق التي اتخذها ارهابيو النصرة منصات لارهابهم، اجهضت الجهود الروسية في مجلس الامن بيانا مسيسا من قبل اعداء سورية حاول تشويه الأوضاع في إدلب.
حيث استطاعت روسيا عرقلة ونشر بيان صحفي بشأن الدولة السورية صادر باسم مجلس الأمن الدولي خلص فحواه إلى تشويه حقيقة الوضع في إدلب، لافتة الى ان على دول الغرب الاعتراف بأن مجموعات ارهابية مسلحة تابعة لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي تنشط في إدلب تحت مسميات مختلفة.
وحسب محللين فقد جاء الرد السوري الموجع على خروقات الارهابيين لاتفاق ادلب بعد انتظار طويل لتفعيل الاتفاق الذي حصل بين روسيا وتركيا في سوتشي قبل اشهر بشان ادلب وضرورة اعادتها الى سيادة الدولة السورية واخراج الجماعات الارهابية المسلحة منها حيث لم تقم تركيا بتنفيذ التزاماتها في سياق هذا الاتفاق.
واشار المحللون الى ان الجانب التركي لا توجد لديه رغبة او ارادة بتنفيذ الاتفاق، وكان دائماً يماطل بالوقت، ما استدعى من الجيش العربي السوري الى ضرورة الرد على خروقات الارهابيين والتقدم في مناطق باتت منصات لاطلاق قذائف حقدهم باتجاه المدنيين العزل ووحدات الجيش العربي السوري.
ولفت المحللون الى ان الرد السوري والتقدم باتجاه مناطق اطلاق القذائف باتجاه المدنيين ووحدات الجيش اثمر عن تحرير 12 بلدة ومزرعة، وكلها تقريباً تعتبر مهمة لانها ادت الى قطع الطريق بين ريف ادلب الجنوبي الغربي مع ريف حماة الشمالي الغربي.
واوضح المحللون ان تقدم الجيش العربي السوري في مناطق خروقات الارهابيين قد يفضي الى تفاهمات سياسية جديدة في المستقبل، بعد التزام الدولة السورية بتنفيذ تفاهمات استنة والتي تقضي بفتح الطريق الدولي من دمشق الى تركيا وانسحاب الارهابيين الى 20 كيلومتراً، وتوظيف هذه الانجازات بفتح الافاق نحو تطويق جبهة النصرة الارهابية والتقدم نحو مدينة ادلب.
وشدد المحللون على أن صبر الجانب الروسي على التلكؤ التركي في تنفيذ تعهداته قد نفد، وتوصل الجانب الروسي إلى قناعة حتمية بان النظام التركي لا يزال يراوغ والدليل استمراره بدعم «هيئة تحرير الشام» «النصرة سابقاً».
وخصوصاً بعدما استهدفت «هيئة تحرير الشام» قاعدة حميميم بصواريخ غراد وطائرات مسيرة ملغمة، بدون طيار.
وعن الموقف التركي المأزوم الذي يدل على ارتفاع منسوب الهستيريا لدى اردوغان ومرتزقته بعد تقدم الجيش نحو المناطق التي يتخذها الارهابيون منصات لارهابهم في ادلب ، والذي جاء على لسان وزير حرب النظام التركي خلوصي ودعا فيه وقف تقدم الجيش العربي السوري في جنوب إدلب مقابل تراجع ارهابيي النصرة يؤكد خبراء ان هناك تباينات في مواقف روسيا وتركيا بشان ادلب، حيث يزعم الاتراك خوفهم من نزوح السكان من مناطق الاشتباك خاصة من منطقة خان شيخون التي تتواجد فيها الجماعات الارهابية المسلحة نحو الحدود التركية. وبين الخبراء بانه اذا كانت تركيا حقاً خائفة من نزوح الحشود الكبيرة نحو حدودها، فعليها ان تسعى على تسوية ملف ادلب بالسبل الممكنة.
الخوف التركي على مصير مرتزقتهم في ادلب جاء في وقت تعلو فيه اصوات المدنيين القاطنين في مناطق سيطرة مرتزقة قسد في الجزيرة السورية مطالبين مجدداً برحيلهم، حيث تجددت الاحتجاجات المنددة بممارسات وجرائم «قسد» المدعومة من واشنطن في عدة قرى وبلدات بريف ديرالزور.
وذكرت مصادر بأن أهالي مدينة البصيرة وقرى وبلدات ابو حردوب وذيبان والضمان والحوايج بريف دير الزور الشمالي خرجوا أمس بمظاهرات تنديدا بممارسات ميليشيا «قسد» وجرائمها وطالبوا بطردها من مناطقهم بريف دير الزور، وان الاحتجاجات ضد ممارسات ميليشيا قسد تجددت تنديدا بالمجزرة التي ارتكبتها ميليشيا قسد والاحتلال الأميركي بحق المدنيين في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشمالي الشرقي أمس الاول واستشهد فيها 6 مدنيين من أهالي البلدة.
ولفتت المصادر إلى أن طيران تحالف واشنطن الارهابي حلق على علو منخفض في المناطق التي تشهد مظاهرات لترويع الأهالي.
هذا ويشهد ريف دير الزور مظاهرات يومية من قبل الأهالي احتجاجا على إمعان «قسد» في التنكيل بالأهالي والتضييق عليهم والاعتداء عليهم بالرصاص الحي الذي تسبب باستشهاد وجرح العشرات منهم إضافة إلى عمليات الاعتقال التعسفية لكثير من أبناء القرى بريف دير الزور وارتهان هذه الميليشيا بالكامل لأوامر قوات الاحتلال الأميركي.
ميدانياً الى الجنوب السوري وخلال استكمال أعمال تأمين المناطق المحررة من الإرهاب عثرت الجهات المختصة السورية على كميات من الأسلحة والذخيرة والأدوية بعضها «إسرائيلي» الصنع من مخلفات الإرهابيين بريف القنيطرة.