وبين عودة خلال ورشة عمل حضرها عدد من النحالين في مديرية الصحة الحيوانية بدمشق أنه من بين الأمراض التي تصيب النحل وتؤثر في صحته وفي جودة إنتاج العسل كماً ونوعاً، هناك مرض (النوزيما) الذي يعد من الأمراض الخطرة التي تصيب نحل العسل عن طريق فطر يتطفل على خلايا أمعاء النحلة ويصيب جهازها الهضمي، فيؤدي إلى نقص مناعتها ويقصر عمر الشغالات ويضعف حساسيتها للمبيدات وقدرتها على تحمل الظروف الجوية المحيطة، كما يتسبب هذا المرض في إصابة مبايض الملكات ومن هنا يطلق عليه اسم (الموت الخفي أو البطيء).
ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية، ذلك أن كل المضادات الحيوية تؤثر في الحالة الصحية للبكتيريا النافعة الموجودة في معدة النحلة، ما يساعد على انتشار المرض، ولذلك ومن أجل إعادة بناء البكتيريا النافعة في جسم النحلة يجب الإبقاء على العسل في الخلية خلال فصل الشتاء لتأمين الغذاء الطبيعي والجيد للنحل، واستخدام العكبر لتعقيم جهازها الهضمي، وكذلك استخدام المكافحة الحيوية الطبيعية من خلال الاعتماد على نبات (الشيح).
المهندس رضوان البدوي عضو الرابطة السورية لطب وتربية النحل قال: لكي نضمن إنتاجاً سليماً ومستمراً للعسل، يجب أن نحرص على أدوات الإنتاج التي وهي خلية النحل، معتبراً أن أهم خطوة يجب أن يتم البدء بها حالياً هي اعتماد المعالجة بالمواد العضوية لأنها آمنة، لكونها لا تترك أثراً متبقياً، وبالتالي فهي لا تضر بالنحل ولا بالإنسان، والابتعاد عن المعالجة بالمضادات الحيوية التي تتسبب بتخفيض مناعة النحل.
ويوضح المهندس البدوي أنه وبهدف زيادة ثقافة مربي النحل وتزويدهم بالمعارف الضرورية ليتمكنوا من اتخاذ الأساليب العلمية الصحيحة والصحية في تربية النحل، فإن الرابطة السورية لطب وتربية النحل بالتعاون مع غرفة زراعة دمشق والجمعية العربية لتربية النحل ستقيم دورة تدريبية هي الأولى من نوعها في مجال التقنيات الحديثة للإنتاج خلال شهر حزيران القادم لتقديم أحدث المعارف والخبرات والمعلومات للنحالين بما يسهم في تعزيز نشاط تربية النحل في سورية للحصول على أفضل النتائج لجهة جودة العسل والمحافظة على سلالة النحل السورية الصافية.