|
ندوة كاتب وموقف... تحتفي بأدب ناديا الغزي ثقافة وخصت قضايا المرأة بكثير من المعالجات فبدت قصصها طافحة بالحكايا والتفاصيل اليومية التي لا يخلو بيت من بيوت مجتمعنا منها، حيث قدمتها بأسلوب شيق قريب من قلوب الناس. في المركز الثقافي العربي في (أبو) رمانة كانت الكاتبة الغزي ضيفة على ندوة كاتب وموقف /أسرار في صناديق الحياة الزوجية/ بمشاركة كل من الدكتور فواز العبد الله كلية التربية جامعة دمشق والدكتور محمد جهاد جمل، وبإدارة وحوار الأستاذ عبد الرحمن الحلبي. قبل أن يعطي الحلبي الكلام لضيوف الحلقة، خرج صوت قوي لامرأة من بين الحضور يقول للكاتبة أنت علامة ومن عنده المقدرة لينتقد أعمالك فتدخل الحلبي لإخماد الصوت وجلست صاحبته تترقب ما في جعبة الضيوف حول كتاب الكاتبة /أسرار في صناديق الحياة الزوجية/ أعطى المحاور الكلام للدكتور فواز العبد الله ليقدم انطباعه عن موضوع الكتاب فأشار إلى أن ما شده في كتابات الغزي هو الأسلوب الرائع، وعلى الرغم من كل ما كتب عنها إلا أنه قد ترك السلف للخلف ما يقوله في المساحات والفضاءات الإبداعية للسيدة الغزي التي امتزج فكرها بمداد يراعها فأنتج ما جمعنا حوله ومن أجله، لقد شدني الفضول فيما كتبته وما كتب عنها من خلال العودة إلى الانترنت والمواقع الالكترونية الأخرى. الملاحظ أن ما سمعناه من د. فواز حيال هذا الموضوع الهام/ أسرار في صناديق الحياة الزوجية/ لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد به، فالأفكار العامة التي قدمها تصلح لأي نص أدبي أو أي جنس من الأجناس الأدبية الأخرى، فالسلف يادكتور فواز ترك الكثير الكثير، لكن الخلف آل على نفسه ألا يأخذ شيئاً، والفكرة من هذه الندوة ليس استعراض ما كتب عن الأديبة الغزي إنما الفكرة المتوقعة هي تقديم رأي أكاديمي حول موضوع /أسرار في صناديق الحياة الزوجية/ ، المفاجأة كبيرة أهو الاستفزاز الذي أشرت إليه يا دكتور من قبل السيدة التي علا صوتها في القاعة أم أنت لا تحب الغوص في الأعماق وترغب بالبقاء على الضفة. أما الدكتور محمد جهاد جمل فقد غرد بعيداً عن مضمون الندوة، ولكي نكون منصفين نعرض بعضاً مما قاله وهو التالي «غامرت السيدة العزي في خلع مغاليق الحياة الزوجية وهذه الصناديق مخلعة بالأصل وفيها من الثقوب ما يهرب منها جمل فكيف لا تهرب الحكايات الصغيرة من تلك الثقوب، أليست حماة الرجل لديها من المعلومات كماً يفوق ما حكته الابنة الزوجة الأم في الغالب لا تختزن الحقائق كما رويت لها بل قد تحكيها في سياقات لا تخلو من حيال الصناديق يا سيدتي. إن هذه القراءة السطحية لا تغني ولا تقدم جديداً وبعيدة عن أي معلومة تحاكي الواقع الحقيقي لقصص وحكايا الغزي. هنا أراد الحلبي ضبط إيقاع الندوة ومحاولة تصويبها إلى المكان الصحيح فكرر أسئلته وقال للضيوف الكرام: إن قصص وحكايا الكاتبة لم تنته إلى الطلاق المعلن قانونياً، أعني بين الزوجين، بل كان طلاقاً مستتراً فيما بينهما، وهو ما يمكن أن يكون طلاقاً نفسيا، وقد أكد الباحثون أن الطلاق النفسي المخبوء أشد أثراً على الحياة الزوجية من الطلاق المعلن فيما بينهما فالطلاق النفسي يجعلهما كائنين لا علاقة لأحدهما بالآخر بالرغم من وجودهما في بيت واحد، فتزداد المشكلات تراكماً ويكرس الانفصال، السؤال: كيف ننظر إلى هذه المسألة؟ وكيف نقرؤها من الوجهة الاجتماعية والنفسية؟ وما انعكاس ذلك على الأسرة؟ وما السبيل إلى تلافي حالاتها في منظور علم الاجتماع، شعر الدكتور فواز أنه وزميله لم يقاربا الموضوع بشكل مقبول فانتخى وأجاب على سؤال الحلبي المكرر، حيث أشار أن الزواج هو علاقة نفعية والزواج يعود بالنفع والضرر على الطرفين لأنهما شريكان، وأضاف نعلم اليوم ما نعلم من التشريعات الاجتماعية والقانونية حول ذلك، نعم الزواج علاقة ينتج عنها أسرة تعتريها جملة من المشكلات ولا يمكن لنا أن نكون في حالة أفلاطونية بل أقول الخلاف الذي يشتد أحياناً بين الزوجين إلى حد الشجار هو ضروري وقائم في كل البيوت. من حضر هذه الندوة وسمع انطباعات السادة الضيوف أصيب بالاحباط لا بل بالطلاق النفسي والأصح أن كلاً من د. فواز والدكتور الجمل بينهما وبين العنوان المطروح طلاق ليس نفسياً فقط بل وأكاديمياً. كما أن الحلبي لم يحتمل صبراً حتى نهاية الندوة، وقد أشارت الأديبة الغزي أن الهدف من كتابها /أسرار في صناديق الحياة الزوجية/ لم يكن هذا الطرح الذي قيل وأنا اقتصرت على الحياة الزوجية واستثنيت الزواج بحد ذاته ولم أفكر بالأمور المزعجة التي تؤدي إلى منحدرات خطرة بين الأزواج. لقد كانت صرخة المرأة في بداية الندوة محقة رغم أننا جميعاً استهجناها في البداية وقد ردد البعض قائلاً: على الأستاذ الحلبي أن يقدم لها اعتذاراً عنا وعنه ولنعترف أنها أصابت وأخطأنا.
|