لتثبيت واختيار القناة التي يريد، وجعلها على قائمة مشاهداته ومن بين الفضائيات، قناة «بي بي سي العربية» التي تبدي محاولات جادة للاستمرار في إطلاق البرامج المثيرة والمتنوعة.
أحد هذه البرامج، يحمل عنوان «المهم والأهم» وهو برنامج حواري يستضيف شخصيات عربية وعالمية معروفة أو مغمورة من جميع المجالات، للتعرف عن كثب على ماهية أولوياتهم واهتماماتهم وإنجازاتهم في الحياة، والكشف خلال ذلك عن جوانب مثيرة مرت معهم.
في إحدى حلقات البرنامج استضاف المذيع سمير فرح، أوبالأحرى حل ضيفاً على الدكتور محمد طرانيسي في عيادته في لندن، وانتقل معه إلى المختبر الذي يجري فيه أبحاثه، حيث الدكتور طرانيسي مختص في التخصيب البشري الاصطناعي وأمراض العقم عند الجنسين، إلى أن انتهى بهما المطاف في منزله الفخم في العاصمة البريطانية.
ومع أن الدكتور طرانيسي استقبل المذيع فرح جالساً على مسند الكنبة كمن يمتطي دراجة أو حصاناً، لكنه أجاب على جميع الأسئلة الموجهة له بعناية فائقة كونه طبيباً وناقش معه مجموعة من القضايا الصحية، وقدم عدداً من النصائح الطبية بأسلوب مبسط يسهل فهمه واستيعابه، كخبير في مجال عمله، لتكتمل بذلك حلقة كاملة من المناقشة، ويصبح من خلالها البرنامج مصدراً للنصائح والمشورة الطبية، وربما يمكن الاعتماد عليه من قبل أصحاب الحاجة لتلقي العلاج إذا أرادوا ذلك.
لكن ما يؤخذ على البرنامج أن أسرته اعتمدت طريقة مختلفة نوعاً ما في عرض الحلقة وهي عدم ثبات الكادر واستقراره في مكان معين، ليتيح فرصة المشاركة، والتفاعل من قبل المشاهدين وكالمعتاد عبر الهاتف أو الرسائل أو الانترنت، من أجل تبادل وجهات النظر مع الجمهور أو إفادته كون البرنامج استضاف هذا النوع من الشخصيات التي نقضي أوقاتنا في معظم الأحيان للسؤال عنها أو التعرف عليها بسبب حاجتنا الماسة لذلك، والقصد عندما يتعلق ذلك بأوضاع صحية ما.
فعدم الاعتماد على ذلك يفوت الفرصة على المتلقين لإرسال أسئلتهم أو استفساراتهم وربما تجاربهم ومداخلاتهم إلى موقع البرنامج، من أجل الحصول على المعلومات فهكذا برامج توفر منبعاً ثميناً للمشاهدين الذين لاتكون لديهم إمكانية التعرف على أحدث التطورات في مجال الطب.
ويؤخد عليه أيضاً، أي البرنامج، السماح بأسئلة لاتتعلق بالموضوع المطروح للنقاش، كأن يتعلق ذلك في الثروة والشهرة وبعض القضايا الشخصية، في وقت يشكو فيه معظم مقدمي البرامج من ضيق الوقت المخصص لهذا البرنامج أو ذاك.
فإذا كان الهدف من الوقت المخصص للبرنامج ملؤه بأي شيء فذلك بحد ذاته مشكلة تعود سلباً على القناة والجمهور معاً، وإذا كان محض صدفة يمكن لأسرة البرنامج تجاوز ذلك والاستعاضة عن الأسئلة التي لالزوم لها بما هو مفيد وبناء، فذلك يحافظ على هوية البرنامج ويحقق الأهداف المرجوة منه بالتأكيد.