وإذا كانت الأنباء قد جاءت أمس تشير إلى اعتزام الادارة الاميركية والاتحاد الاوروبي تقديم خطة جديدة للسلام، تعتمد مبدأ حل «الدولتين»، وعلى ضرورة قيام الدولة الفلسطينية إلى جوار «اسرائيل» فإن المماطلة والتسويف واللف والدوران هو ماترد به « اسرائيل» على كل هذه الجهود.
لقد صبَّ رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ماء بارداً على كل الذين منّوا النفس بموقف «اسرائيلي» جديد عبر تلك المواقف الخارجة من صلب المشروع الصهيوني المستند إلى القوة، والخارج من رحم الأساطير التوراتية، والمجبول بالشر والعدوان والدم والتوسع.
فلقد أعلنها صريحة لاتقبل التأويل، أن لادولة فلسطينية، ولاانسحاب من القدس، ولاتجميد أو ازالة للمستوطنات، ولاعودة للفلسطينيين، وجلُّ مايمكن أن تتكرم به «اسرائيل» على العرب والفلسطينيين هو بعض الفتات الذي يمكن أن يطلق عليه أي شيء إلاَّ «الدولة».
واهم من كان يعتقد أن نتنياهو سوف يقدم أكثر مما قدمه، وواهم من يعتقد أن ادارة الرئيس باراك اوباما سوف تخرج عن خط دعم وتأييد كل ماتقرره «اسرائيل» أيّاً يكن سيد البيت الأبيض.
«اسرائيل» لم تتغير ولن تتغير، لكن العرب هم الذين تغيروا، فصاروا يهرولون وراء أي سراب، رغم معرفتهم بأنه وهم.
الكلام عن السلام في «اسرائيل» هدفه الوحيد بدء مسلسل جديد عنوانه «وهم السلام» يستمر سنوات أخرى من المؤتمرات والاجتماعات والمفاوضات والوعود التي لن تفضي إلى شيء، على غرار السنوات التي ضاعت هباءً.