|
|
قناعتنا لن تتزعزع رؤيـة فتم استخدام بعض المثقفين لإلقاء التهم والشعارات الطنانة، وتم النّيل من رموز ثقافية تاريخية، وأعلام معاصرين، وكان ذلك بتخطيط وتنظيم وتحريض وسائل إعلاميّة ومنابر ثقافية مضللة ظلامية. لكن السوريين ولا أعني المثقفين منهم فقط استطاعوا أن يحافظوا على هذا الحصن المنيع الذي حماهم ويحميهم ويحمل حضارتهم إلى داخل وخارج البلاد... فكانت الندوات والمؤتمرات والمسرحيات والمعارض.. ايماناً منهم بثقافتهم التي لم تعرف الغياب يوماً, لكننا رغم ذلك نتساءل هل كان ردّنا على هذه الهجمة الثقافية الشرسة كافياً؟ هل نكتفي نحن أبناء الثقافة والحياة بندوة أو محاضرة أوكتاب لنطفئ وهج حقدهم وكراهيتهم؟!!... نعتقد أن المسألة أكبر بكثير مما نتخيل, وتحتاج إلى جانب كل ماقدمناه لمسؤولية كبيرة وإلحاح ومثابرة... فلابد من أن تبدأ المبادرات الثقافيّة الحقيقيّة، وأن يتمَّ ضَفْرُ الإمكانيّات والجهود من أجل ضرب أسس العدوان الفكريّ، وردم مستنقعاته، وإعادة زرع النبات الأصيل كي تكون الثمار حيويّة ناضجة فاعلة.. الكلام ليس إنشائياً أو عبارات منمقة, فنحن نمتلك امكانيات جيدة, لكننا نحتاج لتفعيلها في مسارات العمل المنتِج؛ ونحتاج إلى الكثير والمزيد والجديد والمفيد, فطاقاتنا الحيوية ورؤانا الناضجة حافظت على المشهد الثقافي حتى الآن, لطالما ثقتنا وقناعتنا به لم تتزعزع، ولا تزال... فهل نفعل؟!.
|
||||||||||||||||||||||||||||
