تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خصائص الوطن السوري.. معيارالحق والحقيقة

متابعات سياسية
الاربعاء 12-8-2015
احمد الحاج علي

إن حقائق التاريخ ليست مجرد مقاطع زمنية خرجت عن أصولها وأنتجت مشاهد من الآلام واعتنقها البعض كأنما هي نهاية الوجود والمستقرات التي لن تحول ولن تزول , إن التاريخ هو حركة الحياة والإنسان وهو المعالم الكبرى للأهداف الكبرى ولايدرك جوهر التاريخ من ربط نفسه بلحظة جانحة عابرة ..

ولايدرك التاريخ أيضاً من ذهب إلى الزوايا ولاذ بالحسابات الضيقة فانكمش في جحره أو باع نفسه للشيطان أو غادر وطنه طلباً لأمان مفتعل وانتظر هناك حتى يعود بعد أن يتخطى الوطن المحنة والظرف الصعب, والتاريخ هو الإنسان بإيمانه ووعيه والمجموع البشري بخياراته الكبرى وهو الفعل المؤثر في زمن الخطر والتحديات التي تدفقت من كل زواية ومن كل مصدر ولذلك فإن التاريخ هو محصلة انبعاث الوطن السوري وهو المعيار الراسخ لخصائص استقرت واستمرت عبر وطن وذاكرة للوطن يراد لهما الآن أن يخرجا من التداول وأن يتحول الإنسان هنا إلى مجرد كائن حي ينقطع عن ماضيه وينحسر عن مستقبله ثم يلوذ بالتسليم بالأمر الواقع والاستسلام لمشيئة الغازي والمستعمر والإرهابي والعميل..‏

ويعلم الجميع على مستوى ذاكرة العالم ووثائق التاريخ وصيغ اللحظة الراهنة من المعارك الدائرة بأن سورية العربية هي منبع ومصدر لخصائص لاتنضب ولاتدخل عليها عوامل الردة والفناء وفي المقدمة من ذلك نستطلع خاصتين متلازمتين في سورية العربية , أما الأولى فهي أن الوطن السوري تاريخياً وحيوياً هو مصدر إشعاع بالمعنى الحضاري والأخلاقي والموقفي على المنطقة بكاملها ويقدم لنا التاريخ صيفاً وأمواجاً لاتنتهي من هذا الإشعاع على الإنسان وحضارته في العالم القديم والمعاصر .‏

إنها وطن امتلك ثوابته الإنسانية وحقق شرط البناء والعطاء والنصر في ذاته, وهذا, ماأهله إلى أن ينتصر على قوى الشر والعدوان بعد أن انتصر على ذاته وبنى في هذه الذات عوامل إنتاج النصر وتجدد الموقف الرائد ولاسيما في عناوين الشهادة والعلم والسلام البشري والإبداع الحضاري , ولايعرف قيمة هذه الخاصية التي تشبه الوقود النووي في غزارتها ونموها وتجددها إلا الذين عاشوا في معالم هذا الوطن كابراً عن كابر ورحلة تحت عناية الله من الأسلاف إلى كل الأجيال التي مرت والتي تنتظر مرورها في صياغة الذاكرة الوطنية السورية التي تحمل سمات الأمانة الكبرى فلا يعاندها إلا ساقط ولايطلق النار عليها إلا منحرف خبيث التكوين مريض النفس.‏

إن صفة الإشعاع السوري هي طاقة متجددة وهي التي تظهر كل انبعاثاتها في الزمن الخطر وفي اللحظات الصعبة واللوحة الراهنة في أدائنا الوطني جيشاً وشعباً وشهداء وصبراً ويقيناً وأملاً تعطينا قبساً من طاقة الوطن عبر ذاكرته وأمانة حملها من موعد لآخر ومن جيل لآخر إن الأبناء والأحفاد في سورية هم ذاتهم الآباء والأجداد والأسلاف ولقد جرت مقادير وتحولات نوعية كبرى في التاريخ وبقيت سورية تحتفظ بهذه الخاصية عبر الذاكرة المتقدة الحية القادرة على النمو والإشعاع بلا انقطاع , حملت سورية المسيحية وقدمت النموذج المشع من خلالها وسورية ذاتها حملت الإسلام بجوهره وسموه وأخذت ذات الدور في احتضان المناقب وفي الإشعاع على العالم قريبة وبعيدة .‏

وهنا تكمن المقدمات الكبرى للخاصية الثانية المتمثلة في احتضان كل حق عربي أو عالمي مطارد من موجات الظلام ومن قوى الإرهاب والعدوان هناك متسع دائم وعميق وراسخ لكل حق إنساني يهبط في سورية , وهذا هو معنى المصطلح التاريخي بأن سورية هي موئل الحق أينما كان هذا الحق وأياً كانت عملية العسف والمطاردة له وهذا اقتباس من سفر مشرق لاحدود له تميزت من خلاله سورية بأنها عصية على الأخذ من الداخل أو الخارج وبأنها لايليق بها أن تنهزم أو تجوع أو تتبدد ذلك هو مولدها وعمرها التاريخي.‏

وذلك هو قدرها في الأيام الصعبة الحالكة في الظرف الراهن ولنكمل المقدمة بإشارتين بقصد استيعاب الحقيقة وإنجاز الدافع ليكون كل سوري منا في مستواها ومنحاها, في المستوى الأول يضوج هذا السؤال ويضج لماذا كل هذا الحقد والهيجان الاستعماري الإرهابي على سورية العربية والإجابة تلفح أوجه المشككين وتصفع أيدي ووجوه الإرهابيين لأن سورية عظيمة في كل مراحل التاريخ استهدفوها الآن لعلهم يخرجون من التداول المصدر والموئل والضمانة وعلى ذات الامتداد نرى هذا التحول السياسي والدبلوماسي في الإقليم والعالم والمنطق من القيم السورية ومن الثوابت السورية والعائد إليها لكي يأتمر بعناوين التاريخ والحق والحقيقة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية