تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الوطـــن..حـــب متجـــذر فـــــي القلــــوب والوجــــدان

مجتمع
الأربعاء 12-8-2015
أنيسة أبو غليون

حب الوطن غريزة فطرية من غرائز النفس البشرية التي فطر الله عز وجل النفس عليها،لذلك مهما حاول الإنسان الابتعاد عن وطنه ولأي سبب كان،فإن الحنين للوطن والعودة إليه يبقى ملازماً له في حله وترحاله،لا يفارق التفكير فيه،ت

ماماً كالتفكير في الولد والأهل والأصدقاء..الوطن هو المنزل الذي تقيم فيه وهو موطن الإنسان ومحله،ويبقى الوطن أعز شيء في حياة الإنسان وأبها إلى نفسه إنه حب متجذر في القلوب والوجدان،تجذر مصير وكيان..فلا حياة كريمة ومستقرة بدون الوطن.‏

ماذا قيل عن الوطن؟‏

تسابق الشعراء قديماً وحديثاً في إبداء حبهم لأوطانهم وتغنى العديد منهم في حبه قصائد وأشعاراً وحكماً،ففضل الوطن على الإنسان هو مجموع فضل كل من يعرف فالوطن هو الحامي والباعث على الطمأنينة هو المكان التي انطبعت كل الصور الجميلة في مخيلة الإنسان،وهو المؤنس الذي يصغي باهتمام،وهو الصديق الصدوق (أحلام مستغانمي).‏

جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه،ولكن الأجمل أن يحيى من أجل هذا الوطن(كارليل).‏

لست آسفاً إلا لأنني لا أملك إلا حياة واحدة أضحي بها في سبيل الوطن(شيشرون).‏

وقال:أمير الشعراء‏

وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه الخلد نفسي.‏

ليس هناك شيء في الدنيا أعذب من أرض الوطن(هوميروس).‏

خبز الوطن خير من كعك الغربة(فوليتر).‏

الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم(تشرشل).‏

الوطن هو المكان الذي نحبه فهو المكان الذي قد تغادره أقدامنا لكن قلوبنا تظل فيه(هولمز).‏

قدم المرء يجب أن تكون مغروسة في وطنه أما عيناه فيجب أن تستكشف العالم (جورج سانتايانا).فالوطن علينا أن نحفظه كما يحفظنا وأن نقدره لتوفيره الأمن لنا، فلوطننا حقوق يجب على كل فرد أن يلتزم بها مادام يعيش فيه والمحافظة عليه وحمايته والارتقاء به لأعلى المراتب وأن نفديه بأرواحنا حين يداهمه الخطب.‏

الوطن مزروع في نفوسنا‏

وطننا هو الحبيب الذي ألقي عليه شقائي وألمي يتحملها عني ويهديني سلاماً وشمساً وهواءً..هو كل الخير..هو الأم ..هو القيثارة التي تعزف لحناً قبل النوم،لننام بسلام، ويبقى وحده دون أن ينام ساهراً يعد لنا خيراً كثيراً،وطننا هو ذرة تراب مع قطرة ماء تشكلت منها البشرية..وطني هو نبعة ماء اخترقت الصخر بنعومة و(سلسلة)من صخور تحميها من ذئاب ضالة..وطني هو البحر والتراب والنهر،وشجرة تنتصب شامخة،تكسر العواصف بعضاً من أغصانها،لتنبت بدلاً عنها غابة من أشجار عنيدة. وطننا وفي هذه الأيام العصيبة يحتاج منا جميعاً إلى وقفة جادة وعمل مثمر للرقي به والدفاع عن كرامته وشموخه،وبالمقابل ننظر بأسف وحسرة عندما نرى فئة تتصف بالسلبية تملأ الدنيا بالنقد الهدام دون القيام بأي عمل أو جهد يعين على النهوض بالوطن وحل مشكلاته..المخلص لوطنه العاقل الحريص حقاً على البناء ينظر في واقع وطنه ومجتمعه وما فيهما من عناصر القوة والضعف وما يحتاج إلى بناء أو إعادة بناء أو ترميم أو إصلاح وما يحتاجه كل منهما في كل مجال،ولا يجعل كل همه مصلحته الشخصية على حساب وطنه،فيجب أن نكون يد واحدة في البناء،ولا نلتفت إلى من يعكر علينا آمالنا وعزيمتنا ويفسد علينا مستقبل أولادنا ولا نكون عوناً لهم على تعطيل مسيرتنا في التطوير والتحديث..فبناء الوطن بالأفعال وليس بالأقوال والكلام.‏

غرس الحب في الشباب‏

الشباب عماد الوطن به يكبر وبمنجزاته يفخر ويعتز،وعليهم يقع بناء الوطن وحمايته فهم الأمل الصادق صانعو المستقبل،عاشوا على أرض الوطن أكلوا من خيراته ولعبوا على ثراه وتعلموا في مدارسه ومعاهده وجامعاته،وجدير بهم بعد كل هذه الأيام أن يردوا قليلاً من جميله،ويقدموا بين يديه حصاد ما زرع في نفوسهم في السنوات السابقة وثمار النجاح الذي ما كانوا حققوه لو لم ينشؤوا في حضن هذا الوطن العظيم سورية وكنف رعايته،ولا ريب أنهم قادرون على ذلك بالعلم والإرادة والعزيمة والإصرار..وكل من موقعه فعلى الطبيب مداواة المرضى بكل إخلاص، وعلى المعلم تربية الأجيال الصاعدة تربية وطنية،وعلى العامل أن يساهم ويضع حجراً فوق حجر ليبني الوطن وما يدخل بلده في ركب الحضارات ويكون عنصراً فعالاً في المجتمع..فواجبنا جميعاً التفاني والإخلاص في خدمة وطننا لنعلي من شأنه.‏

ما الذي نطالب أنفسنا به‏

علينا أن نتعامل مع قضايا الوطن ونعالج مشاكله بالصدق والعمل،ولنعلم أن المزايدة والكذب لا تحل مشاكل بل ترحلها..والوطن الذي يعيش فيه الإنسان يجب أن يعيش فيه بالحب والعمل والإنتاج والإصلاح،أما المفسدون الذين يفسدون الأوطان ويهلكون الحرث والنسل ويروعون الآمنين ويقتلون النفس لهم عقاب عظيم في الدنيا،وفي والآخرة عذاب شديد،وقد ضل بعض الناس السبيل عندما اعتبروا أن هدم مؤسسات الدولة عبادة وثورة وضرب أمنها شهادة،وهؤلاء أبعد ما يكونون عن الدين والأخلاق إنهم خونة بامتياز..إن حماية الوطن وتقديم مصلحته فوق كل مصلحة خاصة وهذا واجب على المجتمع كله،والحذر كل الحذر من الدخول في أي مغامرة قد تضر بمصلحة وطننا،إن زرع قيمة حب الوطن في النفوس الناشئة مطلب حقيقي يجب الحرص عليه وتعميمه من خلال وسائل الإعلام والتعليم لتوعية أبناء الوطن بقيمة الوطن،والواجب على الجميع السعي في الأرض والعمل والاجتهاد كل في مهنته وهكذا يتنافس الجميع ويتعاونون في البناء والإصلاح،فتحية من الأعماق لكل الساهرين على أمن الوطن واستقراره..وألف تحية والرحمة على الكوكبة الأبرار الذين قضوا نحبهم في مواقع الفداء والتضحية ومنابر الأوطان فهم الشعلة المضيئة حين تنوب الأوطان وتتكالب عليه المحن.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية