فبالرغم من شراسة الازمة التي تعرض لها وطننا وتكالبت القوى الاستعمارية عليه، فإن جيشنا العقائدي شكل سوراً أحاط بالوطن ورعى أبناءه ، فكان الحصن الذي وقف في وجه الارهابيين ببسالة فسقطت تحت أقدامه كل الرهانات وفشلت كل المخططات التي حاكتها الدول المتآمرة .
وقد تناولت الفنون على تنوعها صورة ذلك الجندي المقدام في المعركة لتُظهر بوفاء بطولاته و تضحياته و إقدامه في ساحات القتال ، و لم تكن الدراما بعيدة عن ذلك، فتناولت بعض الاعمال صورة الجندي السوري في مواقع عديدة أثناء ممارسته لدوره في الدفاع عن أرض الوطن و من هذه الاعمال التي عرضت في الموسم الدرامي الأخير (امرأة من رماد ، عناية مشددة ، ..) . والسؤال : كيف تناولت الدراما التي قُدمت مؤخراً صورة الجندي ؟
يقول الفنان فادي صبيح : أظن أن الدراما لم تعطِ الجندي حقه بعد ، لأنها لم تظهر منه الجانب الاجتماعي والانساني وتناولته ربما من جانب واحد ، ورغم أن الجندي لطالما قام بدوره في ساحات القتال ، لكن الازمة الحالية اظهرته بشكل أكبر عندما سلط الاعلام الضوء على تحركاته في مواقع القتال ورصد حالات كثيرة له . و رغم أن الدراما استطاعت أن تنقل بعض الجوانب من شخصيته في العديد من الاعمال لكنها لم تكن كافية ، وربما في القادم من الايام علينا أن نخصص أعمالاً خاصة ترصد الحياة الاجتماعية للجندي وتكريس صورته منذ مراحل الدراسة الاولى ، فكما يختار بعض الطلاب مهنة الطب والهندسة أو ربما التدريس و القضاء ، يختار البعض أن يكونوا جنوداً يدافعون عن الوطن . وبالتالي نحن بحاجة إلى اختصاصيين لتقديم عمل درامي يتناول صورة الجندي بما يخدم المؤسسة العسكرية ويخدم الجندي الذي هو أساس هذه المؤسسة .
ويرى الفنان مهند قطيش أن الدراما لم تعط دوراً رئيساً للجندي فكانت شخصيته في أغلب الأعمال ثانوية وباتجاه واحد فمثلاً في مسلسل (عناية مشددة) كان يقوم بدوره في الذود عن الوطن ، وبشكل عام شخصية الجندي تعتبر ضيفاً على المسلسل وليست هي المحور ونتمنى في الاعمال القادمة أن يكون دوره رئيساً وهو محور العمل لندخل في تفاصيل أكثر دقة عن هذه الشخصية فهو قبل أن يكون جنديا هو انسان ، و عندما نستطيع أن نتكلم عنه كإنسان عندها سيكون له دور اساس في الدراما ، فلا نتعجل ذلك و ستأتي اعمال في القادم من الايام تحمل تفاصيل اجتماعية و انسانية أكثر وضوحا و قربا من الحقيقة والواقع .
ويقول الفنان محمد الاحمد : الخطورة في الأمر أنه لأول مرة يُقدم الجندي في الدراما وهذا يتطلب دقة في تقديم صورة هي اقرب للنموذج و هذا ما فعلته الدراما لأننا في الحقيقة في مجتمع يتبع لثقافة التعميم ، والجندي كأي انسان يمارس حياته و لايتخلى عن وطنيته ، فثمة علاقات طبيعية تربطه بأسرته واشقائه واصدقائه ، فمثلاً شخصية ضياء التي قمت بأدائها هي كانت بعيدة إلى حد ما عن الاحداث بشكل او بآخر وفي الآن نفسه صورت ذاك الجندي أنه انسان مثقف (خريج فنون جميلة) وهذه صورة حقيقية عن الجندي السوري فهو كأي انسان آخر لكنه اختار هذا الاتجاه ليقوم بدوره اتجاه الوطن . ورغم أن مسلسل (عناية مشددة) قدم ثلاثة نماذج للجندي لكننا حاولنا في العمل تقديم الصورة الأجمل هو إنسان مُحب، متفهم ، يحبه الآخرون كما هو أيضا يؤمن بأن حياته تحتمل كل المشاعر ، وإن كان هناك بعض الحالات الفردية التي تخرج عن هذا الاطار وهذا التنوع في عرض صورة الجندي هو محاولة لعدم تكريس صورة واحدة له ، ومع ذلك فثمة عقلية للمدرسة العسكرية تربينا عليها وهي من الثوابت ونحن نؤمن بالجيش العربي السوري ، والحالات الفردية السلبية لا تمثل الجيش بل تمثل الشخص نفسه .
ويبقى أن نقول : أن سورية ستبقى عاصمة التاريخ و الحضارة بفضل الجيش العربي السوري و تلاحمه مع شعبه وسنبقى نتغنى بوحدة الوطن وعزته وإبائه ، والنصر آت لا محال .