تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الدراما .. وبائعو البطاطا

مشاكسات
الأربعاء12-8-2015
فؤاد مسعد

أفقد بعض صنّاع الدراما كل شيء قيمته بما في ذلك (أجزاء المسلسلات) ، حتى الأعمال الساذجة والسطحية بات لها أجزاء، ولكن لمصلحة من ؟

ومن المستفيد من تكريس هذه الرؤيا عن الدراما السورية وبأنها دراما سطحية ؟ هل الجمهور (عايز كده) أم المحطات والمُعلن وما وراءهما ؟ لماذا الإصرار على اجترار النجاح (إن وجد) أليفقدوه هيبته ؟..‏‏

فقد طالعنا نبأ صاعق نشر مؤخراً , بأن هناك مسلسل صوّر له جزءان جديدان هذا الموسم عرض أولهما في رمضان الماضي والثاني سيعرض في رمضان القادم قررت شركته المنتجة إنجاز جزءين أو ثلاثة له لتضمن حضور عملها على الشاشات لعدد من المواسم الدرامية القادمة ، والطامة أنه لم يكن الخبر الوحيد بل هناك أكثر من مسلسل سيفعل صنّاعها الأمر ذاته فيصورون أعمالاً تعرض في موسمين أو ثلاثة قادمين ، والسؤال هنا ، هل يفعلون ذلك ليكسبوا رخص اليد العاملة اليوم مقارنة بما قد تكون عليه غداً ؟ أهذه النظرة الاستراتيجية التي وعدونا بها منذ سنوات لتطوير الدراما ؟.. أم إن ذلك كله ليس إلا عمل تجار لا يعدو أن يكون بعضهم بائعي بطاطا في سوق الهال ؟.‏‏

المؤسف والمخزي أن هؤلاء لم يعرفوا حتى اليوم أن الدراما ليست سلعة عادية ولا بضاعة يمكن تحميلها ضمن (حاويات بضائع ـ كونتينر) ضمن بواخر على شطآن المحطات المختلفة ، وإنما هي تصل لمرتبة سفير فوق العادة ، إنها سفير سورية الدرامي على الشاشات وفي البيوت العربية ، تحمل فكراً ورؤى إبداعية وبصرية وثقافية وحضارية ، تعكس في جزء كبير منها واقعاً يعيشه الناس أو سبق وعاشوه بشكل أو بآخر ، سعت عبر إنتاجاتها على مر السنوات الماضية تكريس مشروع إبداعي درامي وطني . وأقول (وطني) لأن الدراما التلفزيونية باتت واحدة من أهم الصناعات السورية الوطنية وإن لم تُقدم أفضل مما قدمت في السنوات الماضية فهي معرّضة لخسارة ما بنته بجهد وعرق أبنائها ، فقد وصلت إلى مكان ينبغي ألا تعود عنه ، خاصة أن الدراما السورية تمتلك عناصر قوة حقيقية تجعلها واحدة من أبرز الصناعات اليوم .‏‏

كفانا ذر الرماد في العيون ، ولنسمِ الأمور بأسمائها ، فاليوم ومع نهوض الدراما السورية من جديد لا بد من التشديد على احترام عقل المشاهد وذائقته الفنية والاجتماعية والأخلاقية ، والابتعاد عن الثرثرة المجانية التي لا طائل منها ، ورفع البطاقة الحمراء في وجه الأعمال التافهة والساذجة التي تسيء إلى جسد الدراما السورية .‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية