لايهم المكان بل تحديد الزمان أكان الهدف شارعا أم حديقة،مشفى أم مدرسة، سفارة أم دائرة حكومية ،منشأة عامة أم خاصة..
حاقدون
لايهم هؤلاء من يموت وعددهم أو من يصاب بعاهة أبدية،طفلا، شيخا ،امراة ،شابا، صبية،عاملا فلاحا،موظفا ،طبيبا ،مهندسا،ضابطا جنديا، مواطنا عاديا، ربة منزل أيا يكن التوصيف الإجتماعي.
لايهم هؤلاء من يموت أكان حزبيا أم جبهويا أم ينتمي إلى أحزاب أخرى لم يمض على تأسيسها إلا وقت قليل..
لايهم من يموت في قاموس هؤلاء الأغبياء أكان من طرطوس أو من اللاذقية،من دير الزور والحسكة والرقة والقامشلي ،أو من حلب الشهباء وإدلب الخضراء، أم من دمشق الفيحاء وسويداء القلب ودرعا العز والقنيطرة الشاهدة على ركام الهمجية وحقد الصهاينة وأدواتهم في الداخل والخارج..
لايهم هؤلاء سمت الجهات من غرب وشرق وشمال وجنوب في المساحة الجغرافية..
المهم أن يموت المواطن السوري بعرف الحاقدين والطغاة،الصغير والكبير،الطويل والقصير البدين والنحيل،المتعلم والجاهل ..
فاليوم يتسابق الإرهابيون من كل حدب وصوب لتفريغ حشوات أدمغتهم السامة وأيديهم الملوثة برائحة الدم والبارود لتحل على رؤوس السوريين وتقع بين جنباتهم لتعكر صفو حياتهم وهدوء سكينتهم،غير آبهين،طالما تعاطي المخدرات والمنكرات وممارسة الرذيلة بكل صفاتها تنسيهم كل شيء إلا عناصرالحقد والكره ورسائل الموت الموجهة إلى صدر كل السوريين.
هدايا الحقد
نعم يعاقبون الشعب العربي السوري الوطني الشريف كما يعترفون ويبوحون .. لأن هذا الشعب جعل سورية منيعة قبلته والوطن العزيز وجهته فكانت الهدايا بكل الألوان وبأغلى الأثمان بعد أن رأى هذا الشعب بالعين المجردة وبالتجريب كل قياسات السواطير والسكاكبن من ماركات التعذيب بأشكال الحقد والفكرالأسود،لنجد دون عناء كيف أن ماركات القتل عدلت واجهاتها ووجهتها معلنة انطلاق حملات جحيم قذائف الهاون ومسؤوليتها المباشرة وغير المباشرة عن موت العشرات يوميا في أحياء وشوارع دمشق وأخواتها من المحافظات،التي يتباهى مطلقوها بما يناسب طول لحاهم وظلمة عقولهم وسواد قلوبهم، فعن أي ساحة ومكان نتحدث،عن أي بيت واسم نحصي ونذكر ،كلهم في اللائحة السورية شواهد حية تحكي قصصاً تبدأ ولاتنتهي ،فمن يتقدم على الآخر هل تذكرون تفجيرات كفر سوسة والميدان والجمارك والقصاع باب توما جرمانا المزة قدسيا دمّر ساحة الحجاز التي لم يشفع لها هويتها وذاكرتها التاريخية والاسم الحضاري الذي تحمله حجارتها وسكة حديدها وصفحات من التراث موغلة في القدم.،.تقول إن الأقدمين مروا من هنا حملوا نسائم الشام العطرة ونثروها على الدروب والمدن والحارات حتى وصلت بلاد نجد والحجاز وسهول الجزيرة العربية ،أيضا لم تشفع ساحة العلم والحب التي حملت اسم المفكر العربي الأستاذ سعد الله الجابري في حلب الصمود أن تبعدها عن هيجان الجهل والتخلف الذي تقوم به عصابات القتل والإرهاب على أرض سورية العربية الحرة الأبية.
فإلى متى يبقى الهاون يتراقص فوق الرؤوس والسطوح،بين الحارات والأزقه وقاعات صفوف العلم ودور العبادة،إلى متى سيبقى الإرهاب سائبا هاربا من حدود الكون ليحط أدواته الكريهة في بلاد الشام أرض الشمس والهواء سورية.
هل حقق هذا الكابوس الثقيل مبتغاه بإرهاب السوريين؟ أم أن الاستمرار في استخدامه واطلاقه صباح مساء ومابينهما من ساعات الليل والنهار، هو علامة موت وضعف ويأس وانتحار مجاني لكل محور الشر والارهاب والتطرف والجهل الذي استنزف كل ماعبء له واستثمره من أجل قهر نفوس السوريين وما استطاعوا لأن إرادة الشعب السوري وعزيمته وقوته وتاريخه لم يأبه يوما لسماع أزيز الرصاص وهدير المدافع والدوشكايات من ماركات الإرهاب.
لم يعد يقلق أو يتنرفز من حمم الدخان والشظايا المتناثرة التي حضرت عبواتها بأدق التفاصيل ودخلت يوميات حياتنا .
نعم لم تعد ترهبنا أو تخيفنا لاقذائف الهاون ولا العبوات الناسفة ولا المفخخات بالأطنان الحاقدات..
لا تفرحوا كثيرا يامن تصدرون الموت لأرضنا وشعبنا..سيقتص الوطن منكم من أولاد الزنا وأبناء الساقطات، سيمزق وطني حشوات الغرف السوداء،سيدمر الأوكار والأنفاق سيعلق أعواد المشانق في الساحات والبوابات لمن خان ونكر وتآمر وجحد بحق سورية البلد في قاموس وقانون ودستور الوطن لامكان للخائنين والخائنات للإرهابيين والإرهابيات للفاسدين والمفسدات للمارقين والمارقات..
وطني سيبقى كما كان وكما عهدناه في أسفار الزمان وطن الشمس والهواء ،وطن الحب والعشق الخالص لذرات التراب شعبي الأبي هو الذي ضحى وحفظ الهوية والعنوان فكان أصل الوجود والإنسان..اختار أن يكون سوريا حيث الدرجة والشرف والامتياز..