تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مبادرة معاً نقرأ..تعزيز للتواصل المعرفي وصياغة للمعارف والمكتسبات

مجتمع
الثلاثاء 12-11-2013
نيفين عيسى

بما أن القراءة تعيد صياغة معارفنا ومكتسباتنا ووجودنا من جديد، ويلجأ الفرد لها لأن حياته وحدها لا تكفيه، فهي تستحق التفكير والمثابرة والعناء والاختيار الصحيح للمواضيع، وتحتاج للمبادرات والتخطيط.

ومبادرة (معاً نقرأ)، تهدف للتشجيع على القراءة والمتابعة وتفسير الرموز وفهم المعاني و الربط بين الخبرة الشخصية وتلك المعاني عبر الاستنتاج الموضوعي والعقلاني لما هو جديد.‏

ونرى في مجتمعنا أن نسبة لابأس بها من الناس لا تقرأ نتيجة مشاغل الحياة وعدم تشجيع الفرد منذ الصغر على القراءة، حيث أدى ذلك إلى عدم تقبل الكثير لفكرة القراءة رغم متعتها الحقيقية والفائدة الكبيرة منها.‏

والقراءة لأجل الإفادة والاستفادة وتكون متعتها في أن نتشارك مع الأشخاص ماقرأناه، ومن هذا المنطلق بُذلت الجهود لإقامة مبادرة مهمة جداً للعديد من المثقفين الفاعلين، وهي مبادرة “معاً نقرأ” حيث التقينا أحد مؤسسي المجموعة، المدرب في مجال المواطنة الفاعلة والقيادة المجتمعية معن الهمة، الذي بدأ حديثه قائلاً إن فكرة المبادرة أقيمت في عام ٢٠١٠ فمن خلال الكتب التي نقرؤها يمكن تغيير مجتمعنا وعدم وضعه ضمن قوالب ثابتة وجامدة، كما يمكن من خلالها أن نغير شيئاً، وأضاف أن العديد من الأشخاص كانوا جازمين بأن هذه المبادرة لن تنجح لكن حتى الآن تضم حوالي ثلاثة آلاف شخص، والفاعلون منهم والناشطون من الفتيات والشبان هم حوالي المئة وهي مجموعة رائعة تتلاءم مع ميول الجميع حيث يتم التركيز على فكرة القراءة ضمن مجموعة بهدف المناقشة وخلق نواة للتغيير المجتمعي وأكد الهمًة ان الفكرة من المجموعة هي خلق شباب مثقف منفتح متقبّل للآخر ومتعة للقراءة الجماعية ايماناً بالكلمة الأولى من المبادرة (معاً).فهي نتيجة عمل جماعي وليس فردياً نذكر من الأعضاء الفاعلين بإدارة المجموعة نذكر منهم جهاد برغوتي - سحر سمهون - غادة كنجو - ديمة مهنا - أمجد قاسم - نبيل محمد - سارية كريم - محمد الحمصي - هديل جنود- أحمد مبيّض.‏

عمل المجموعة‏

وعن آلية اجتماع وعمل مجموعة “معا نقرأ” وعن كيفية اجتماعاتهم الشهرية أفادنا الهمة أنها تتم عن طريق دعوة عبر الفيس بووك في يوم محدد لأعضاء المجموعة يمكن خلالها حضور ومناقشة أحد الأفلام الوثائقية ومناقشة كتاب وتلخيصه، وتابع يوجد من القراء المميزين من يقومون بمناقشة الكثير بطريقة مميزة حين سردها، فلكل شخص أسلوبه في الشرح المقتضب للكتاب وهذا أمرٌ يوسع معارف ومدارك القرّاء، وأضاف هذه المجموعة كانت بمثابة حلم للعديد كان لهم هدفهم الأسمى لصناعة شيء مهم في حياتهم وزرع فكرة أن القراءة ليست للقراءة فحسب، ولكن من أجل أخذ خلاصة تجارب أهم الكتّاب الموجودين في العالم بالإضافة لاكتشاف عوالم جديدة والاطلاع على الثقافات الأخرى.‏

وعن قراءته العديدة للكتب أفادنا قائلاً بأنه قرأ حوالي ثلاثمائة كتاب متنوعة ومختلفة في العديد من المجالات وأكدّ بقوله أن الشخص المثقف هو الذي يتقبّل الرأي الآخر في أي مجال كان ومن خلال القراءة يمكن تقبّل من يخالفنا بالرأي ، وعن عدم الرغبة لدى الكثيرين في القراءة ولو لبضع دقائق في اليوم أجابنا الهمّة أن الإنسان لو قرأ ربع ساعة في اليوم فسوف ينتهي خلال عام من قراءة أهم مئة كتاب خلال سبع سنوات، وأوضح قائلاً في الوضع الراهن ونتيجة للاختناقات المرورية في الشوارع والتي يتذمر الناس خلالها يمكن للراغبين في القراءة استخدام الكتب الصوتية وتحميلها على هواتفهم، فالأغلب أضحى لديه هواتف الجيل الثالث وبالتالي يمكن استغلال الوقت بما يعود بالفائدة والمنفعة عليهم، ونستطيع القول إن مجمل قراءاتنا عبارة عن رياضة عقلية تسمح بتجدد العقل ويصبح قابلاً للانفتاح وقبول آراء الآخرين، فمن صفحاته يمكن السفر بالبلدان، وأن نصول ونجول بين عقول مؤلفيها مكتسبين منهم آراءهم وعلومهم وأن من يقوم بتعويد نفسه على القراءة يصبح قادراً على تطويرعقله وتنمية مواهبه وتوليد قوة فكرية لديه.‏

القراءة عالم آخر‏

أما ما يؤكد أن ثمة فائدة ومتعة حقيقية للقراءة هو جلوسنا لساعات بين صفحات لكتاب معين دون الشعور بالكلل أو الملل، فالقراءة عالم آخر وتسمح لنا بالسفر والتمتع بالأماكن، ونحن في بيوتنا، وتسمح لنا بالولوج لاكتشافات محاور وطرق غريبة في العالم، في الوقت الذي يمكننا فيه متابعة أشياء أخرى، وبذلك تتكون الأفكار والقناعات وقد يصل الأمر إلى المعتقدات الذي ننهله من هذا النبع الحي الذي لاينضب.‏

خلاصة القول..‏

فللقراءة أيضاً الدور الأكبر عندما يكون باستطاعة مؤلف أو مؤلفة كتاب ما أن يأخذنا للعيش في خيالات نعيد من خلالها أحداث الرواية وإعادة تركيب الزمن والأشخاص والأماكن، وقد يمكننا ذلك من اتخاذ الكتاب كرفيق لساعات الوحدة وربما شقيقاً للراحة، ونتلذذ بقراءة مضامينه حيث ننهل منه كنوز المعرفة الموجودة ضمن طياته، ومن خلاله نكتسب العلم والمعرفة وتقبل آراء الآخر وتبادل الأفكاربطريقة سلسة.‏

بالنتيجة فالأمم الجادة هي التي لها اهتمام كبير بالفكر والثقافة ولها عناية بالغة بكل مايوصل وهناك مثل شائع في هذا المجال إذا أردت أن تعرف مستقبل أمة فانظر إلى مايقرؤه شبابها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية