تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السينما الموريتانية.. عشر سنوات من السير على الأشواك

فضاءات ثقافية
الثلاثاء 12-11-2013
بقيت موريتانيا حتى وقت قريب بعيدة عن عالم الفن السابع. قبل حوالي 10 سنوات أدخل شباب هواة صناعة السينما إلى البلاد، حيث تواجه صعوبات كبيرة، وما زال صناعها، وخاصة من النساء، يتلمسون درب النجاح.

عاشت العاصمة الموريتانية نواكشوط مؤخراً أجواء الحدث السينمائي الموسمي. إذ اختتمت النسخة الثامنة لمهرجان نواكشوط الدولي للفيلم القصير، وهي مناسبة ثقافية دأب صناع السينما في موريتانيا على تنظيمها في السنوات الأخيرة لإتاحة الفرصة أمام جمهور نواكشوط للتعرف على أحدث الأفلام التي أنتجها وأخرجها مجموعة من الهواة الشباب.‏

رعاية تلك الأفلام جاءت من دار السينمائيين الموريتانيين، بشراكة فاعلين آخرين كوزارة الثقافة الموريتانية ومجموعتها الحضرية، وبعض الجهات الأجنبية وخاصة من العاصمة الفرنسية باريس‏

«صنع شيء من العدم»‏

نسخة هذا العام التي نظمت في الفترة ما بين 23 وحتى 29 تشرين الأول 2013 تحت شعار «أبو الأمة، الرئيس الراحل المختار ولد داداه» شارك فيها 78 شاباً أتيحت لهم الفرصة في الاستفادة من دورات تكوينية في مجالات الإخراج والسيناريو والإدارة الثقافية وصناعة الفيلم على أيدي كتاب سيناريو ومخرجين محترفين من دول عربية.‏

في حين شارك في مهرجان هذا العام 28 فيلماً، تنافست على ثلاث جوائز محلية ودولية هي: مسابقة أفلام الورشات، ومسابقة الأفلام الوثائقية التلفزيونية، ومسابقة الأفلام الدولية التي تقدمت لها أفلام من تسع دول هي موريتانيا، مصر، تونس، المغرب، العراق، السنغال، فرنسا، إنكلترا، واسبانيا.‏

تجربة السينما الموريتانية ورغم مرور حوالي عقد من الزمن على ميلادها لا تزال رهينة بعض المعوقات التي تحول دون ولوجها عالم الاحتراف، رغم وجود شباب يمتلكون قوة الإرادة والطموح والتفاني.‏

ويعترف محمد ولد إدومو مدير مهرجان الفيلم القصير بذلك حين يقول: إننا «عندما نتكلم عن صناعة سينما موريتانية بمعايير صناعة السينما في العالم فإننا نعترف بكل صراحة بأنه لا توجد سينما موريتانية، والسبب طبعاً هو عدم توفر الإمكانات المادية واللوجستية، إذ لا توجد لدينا أي دور للإنتاج قادرة على تمويل صناعة فيلم قصير أو طويل بالمواصفات الدولية، وكل ما هو متاح هنا مجرد مؤسسات محلية تحاول أن تصنع شيئاً من العدم».‏

إلا أن أهم مفارقة تميز السينما الموريتانية الوليدة هو الحضور الملحوظ للمرأة سواء أكانت مخرجة أو ممثلة، حتى أنه لا تكاد تخلو أي نسخة من المهرجان من أفلام أخرجتها فتيات موريتانيات تمكنّ من خلالها من الحصول على جوائز في المسابقات المحلية.‏

ولعل أبرز السينمائيات الموريتانيات هي السالمة منت الشيخ الولي، مخرجة سينمائية حصلت على الجائزة الأولى ضمن مسابقة «هل تتكلم لغة الصورة؟» في النسخة السادسة من مهرجان‏

الفيلم القصير عن فيلمها الذي حمل عنوان «المصاصة». تتحدث منت الشيخ الولي عن حضور المرأة في السينما الموريتانية قائلة: «يوجد بالفعل حضور للمرأة في السينما الموريتانية، حيث سجل لها حضور مميز في النسخة الثالثة والرابعة والسادسة، وإن كان ذلك الحضور قد تراجع في الموسم الحالي، كما تميزت الأفلام التي تشارك بها الفتاة الموريتانية كمخرجة بمعالجتها للمواضيع التي تلامس مشاكلها الخاصة كقضايا الطلاق والنظرة التقليدية للمرأة ككائن ناقص ومشاكل الزواج المبكر وبطالة المرأة وغيرها».‏

تضم الساحة السينمائية الموريتانية حوالي عشرين مخرجة شاركن كلهن في المهرجانات السابقة، كما تشير منت الشيخ الولي، لكن بما أن السينما الموريتانية لم تخرج بعد من طور البداية فإن الفتيات المخرجات مجرد هاويات، وإن كان ولوجهن لعالم السينما «يعتبر تحدياُ قوياُ لسلطة المجتمع، وهو ما ساهم تدريجيا في تغيير الصورة النمطية للمرأة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية