في الحفل .. قدم جوان برنامجا منوعا , خاض فيه تجربة جديدة تمثلت بمرافقة موسيقية مسجلة تحل محل الفرقة الموسيقية بينما يقوم هو بالعزف الافرادي على العود ومثل هذا النوع من العزف موجود لكن كان صوت الموسيقا المسجلة عالياً طغى على صوت العود فلم نستطع الاستمتاع بعزف العود كما يجب قدم جوان بهذه الطريقة مقطوعة حب من الموسيقا الاذربيجانية ثم موسيقا بعض الاغنيات الشعبية وهي ( بالي معاك) , ( ميلي ما مال الهوى) , ( قدك المياس) , ( البلبل ناغى) وموسيقا نشيد ( يجعلها عمار) الذي لحنه محمد عبد الوهاب تحية لسورية بعد حرب تشرين وانشده الكورس اما هنا فقد ا نشد العود بدلا عن الكورس.
في الواقع قدرات جوان قره جولي تجلت في العزف الافرادي لوحده دون مرافقة موسيقية فقد عزف ارتجالات في مقام الرصد فأظهر تقنيات رفيعة المستوى في ارتجالاته اذ عزف بسرعة وحيوية وقدم خطين لحنيين في نفس الوقت وهذا امر بالغ الصعوبة لا يقدر عليه الا العازف الذي يتمتع بمهارات فائقة وصفق له الجمهور طويلا بعد الانتهاء من ارتجالاته ومن العزف الذي استمعنا اليه مقطوعتان من الموسيقا الاذربيجانية ( ذكرى) و( البلبل) واداهما جوان باقتدار.
والموسيقا الاذربيجانية موسيقا شرقية تعتبر امتدادا للموسيقا التركية ويعود تعرف جوان على الموسيقا الاذربيجانية واقباله على عزفها ان استاذ العود في المعهد ا لعالي للموسيقا وهو عسكر علي اكبر من اذربيجان وهو الاستاذ الذي درس جوان العود على يديه عندما كان طالبا في المعهد ولا يزال عسكر علي اكبر يدرس حتى اليوم في المعهد .
بعد عدة ارتجالات تقدمها جوان من مقامات الهزام والنهاوند عزف مقطوعة كابريس للموسيقي العراقي جميل بشير ويبدو ان لهذه المقطوعة في نفس جوان حباً كبيراً فهو غالبا ما يعزفها في امسياته وبالواقع هذه المقطوعة صعبة المراس لاتنقاد الا للعازف المتمكن وهي تمثل قمة مدرسة العزف على العود للاخوين جميل ,ومنير بشير اللذين يمثلان قمة المدرسة البغدادية للعزف على العود التي اسسها الشريف يحيى الدين حيدر في مطلع هذا القرن ببغداد.
ولكثرة حب جوان لمقطوعة كابريس لجميل بشير الف مقطوعة اطلق عليها تسمية كابريس رقم 1 ولا نعرف ان كان في المستقبل كابريس رقم 2 و 3و...
وهذه المقطوعة الجميلة قدمها جوان في ختام امسيته.
وجوان قره جولي هو سليل مدرسة منير بشير في العزف على العود بامتياز ولا غرابة في ذلك فقد خضع جوان للتدريب على العود في اكثر من ورشة عمل اقامها منير بشير لطلاب المعهد العالي للموسيقا في دمشق ولازمه جوان في جميع زياراته لدمشق واخذ عنه الكثير من الا فكار والقيم الموسيقية وتنبأ منير بشير لجوان بمستقبل باهر في العزف على العود حينما قال وبالحرف الواحد وبوجودي : ( جوان ينتظره مستقبل باهر, وسيكون خليفتي على العود ).
فهل حقق جوان هذه النبوءة .
انا اقولها نعم .. وامامه المزيد وقد كنت موجودا في تلك الجلسة مع حميد البصري وعسكر علي اكبر وكان يشارك في الورشة مع جوان عصام رافع واخرون من طلاب المعهد وكان ذلك في منتصف التسعينات من القرن المنصرم اي منذ عشر سنوات .
واذا كان جوان مقلا في امسياته فذلك لأنه يوزع جهده في عدة اتجاهات فهوالآن مدير لمعهد صلحي الوادي للموسيقا ويبذل جهودا كبيرة لتنمية الموسيقا العربية في المعهد اضافة الى إشرافة على فرقة شباب سورية للموسيقا العربية وقيادتها والى قيامه بالعديد من الانشطة الموسيقية في اتحاد شبيبة الثورة.