|
قوى الضغط الخارجي تعارض توقيع الشراكة مع أوروبا مستعينة بأصوات غير وطنية من الداخل... يتشدقون بحقوق الإنسان .. ويتنكرون لحقوق الوطن صفحة أولى وذلك خلال اجتماع الوفد البرلماني الاوروبي بعدد من هؤلاء. ونقلت وكالة ا ف ب عن المحامي أنور البني ومن معه طلبهم من الوفد بعدم توقيع اتفاق الشراكة مع سورية مسيئين بذلك لمصلحة الوطن امام وفد أجنبي. ويتحدى هؤلاء بأصواتهم الناشزة, جهداً كبيراً بذله السوريون منذ بدء مسار برشلونة, لوضع اتفاق شراكة يحقق الانسجام بين المصالح الوطنية لسورية والمصالح الاوروبية. وفي الوقت الذي تسمعهم فيه يتشدقون بأحاديث الديمقراطية وحقوق الانسان وقفوا ضد حقوق وطنهم يستعدون الدول والمنظمات الدولية على شعبهم ويعرضون للضياع تلك الجهود المضنية التي بذلها ابناء الشعب السوري في مؤسساته الرسمية والاهلية والخاصة للوصول الى اتفاق شراكة مع اوروبا يؤكد اهلية العمل السوري للانسجام مع الواقع العالمي. وهم بذلك يقفون الموقف ذاته الذي تقفه قوى الضغط الخارجي على سورية ممثلة بالصهيونية والولايات المتحدة الاميركية. وكان الوفد البرلماني الاوروبي قد قام بزيارة لسورية للبحث بموضوع الشراكة, واستقبله المسؤولون السوريون وفي مقدمتهم السيد الرئيس بشار الأسد, وساهمت جهات سورية عديدة رسمية واهلية وخاصة في توضيح جوانب الحياة السورية التي ترى انها مؤهلة للشراكة. ويعتبر توقيع الشراكة مع سورية, اجراء متابعة لمحادثات طويلة بدأت مع بداية مسار (برشلونة) وانتهت الى التوقيع بالاحرف الاولى على اتفاق من 1200 صفحة في شهر تشرين الأول الماضي وهو ينتظر التوقيع النهائي. وقد تطلب الوصول الى هذا الاتفاق كثيراً من الجهد من جهات سورية متعددة لوضع الشروط الافضل الممكنة في بنود هذا الاتفاق, وقد اشار اكثر من وفد اوروبي زار سورية الى ان الاتحاد الاوروبي يتجه الى توقيع الشراكة مع سورية قبل الاحتفال بالذكرى العاشرة للقاء برشلونة, حيث تكون سورية اخر دول الشراكة الاورومتوسطية التي توقع الاتفاق الذي يلحظ اقامة منطقة تجارة حرة عام ,2010 علما انها كانت من انشط الدول التي سعت لانجاح لقاء برشلونة. ويعتبر موقف حقوقيين ونشطاء آخرين ضد هذا المسعى السوري ذي الطابع الوطني ومطالبتهم الاتحاد الاوروبي بعدم التوقيع على الاتفاق نوعا من تبديد الجهد الوطني الذي وظف في هذا الاطار وإساءة لعلاقات حسنة تبنيها سورية مع منظمة دولية هي الاتحاد الاوروبي واستعداء ضدها. وينسجم هذا الموقف مع ضغوط من اطراف مختلفة على الاتحاد الاوروبي لمنعه من توقيع اتفاق الشراكة مع سورية. وقد أشارت السيدة بياتريس باتري رئىس الوفد البرلماني الاوروبي في اطار ذلك الى ان الاوروبيين ينظرون الى السوريين شركاء واصدقاء بعيداً عن ضغوط الولايات المتحدة مشيرة الى ان الاتحاد الاوروبي له رؤية مختلفة عن الجانب الامريكي فهو يريد التعاون مع سورية وحواره معها مستمر, وينظر السوريون الى الاتحاد الاوروبي النظرة ذاتها من حيث كونهم اصدقاء وشركاء ويسعون لتثبيت هذه الحالة بين الجانبين عبر الحوار الديمقراطي ويتحملو ن من اجل ذلك الكثير من الشروط ويقدمون الكثير من التعديلات ويجرون تغيرات من أجل الانسجام اكثر مع الوضع العالمي. وهذه مصلحة عامة وطنية لاتخص فئة ولاحزباً ولامجموعة.. ويلاقي هذا التوجه السوري معارضة من قوى لاتريد الخير لسورية وبينها - بكل أسف ودون تشبيهات - قوى الضغط الصهيوني في المواقع العالمية المختلفة. وتستهجن سورية ان يكون بين السوريين من يرضى ان تتحد جهوده مع جهود قوى الضغط على سورية حتى ولو كانت صهيونية او امريكية. وتؤكد ضرورة التزام الجميع بمصلحة الوطن, والتفريق بين المعارضة الوطنية السياسيةوبين المعارضة للوطن لأسباب سياسية.
|